السهلاوي «الصائم عن التهديف» يتطلع إلى هز الشباك الروسية

يتطلع المهاجم محمد السهلاوي للانضمام إلى قائمة اللاعبين التاريخيين الذين سجلوا أهدافا سعودية في المونديال.
لكن على الأرجح ستكون الضغوط كبيرة على النجم الشاب، ليس لكونه الهداف السعودي في التصفيات الآسيوية المؤهلة للمونديال برصيد 16 هدفا، معادلا بذلك رقم قائد المنتخب البولندي روبرت ليفاندوفسكي في صدارة هداف العالم في التصفيات كرقم شخصي يضاف إلى سجله، بل إن مصدر الضغوط هي غيابه عن التهديف مع المنتخب السعودي لمدة عام كامل، حيث إن آخر أهدافه الدولية كانت في شباك أستراليا في الثامن من يونيو (حزيران) 2017 في المباراة التي انتهت بفوز منتخب الكنغر بثلاثة أهداف لهدفين في تصفيات المونديال نفسه.
واعتمد المدرب السابق الهولندي فان مارفيك على السهلاوي كرأس حربة صريح في العديد من المباريات بعد أن أثبت اللاعب في أكثر من اختبار أنه الأفضل حتى وإن كان في أضعف مستوياته، لكن غالبية أهداف السهلاوي كان في التصفيات الأولية التي قاد فيها الوطني فيصل البدين المنتخب مؤقتا إلى حين التعاقد مع المدرب الهولندي الشهير الذي قاد الأخضر إلى العودة إلى الواجهة بقوة والوصول للمونديال بعد غياب عن آخر نسختين.
ولا يخفى على أحد من المتابعين حجم التراجع الفني لمستوى اللاعب الهداف محمد السهلاوي، سواء في المنتخب الوطني أو حتى في ناديه النصر، لدرجة أن جماهير ناديه ضغطت عليه كثيرا في المدرجات بعد أن تراجع حتى في التركيز في تنفيذ ركلات الجزاء والتي امتاز بها، بعد أن أضاع آخر ركلة جزاء في ودية الأخضر أمام المنتخب الألماني الأخيرة.
بينما تميز السهلاوي بتسجيل ضربات الجزاء، حتى باتت من أبرز مميزاته مع فريقه النصر بعد أن تصدر قائمة اللاعبين في تاريخ دوري المحترفين بعدد الركلات التي سجلها برصيد «22» هدفا، ربعها تقريبا في مرمى المنافس التقليدي الهلال في أقوى الديربيات في الكرة السعودي، وهذا ما جعل أحد ألقابه «البلنتاوي»، وهو أحد الألقاب التي يعتز بها لأن تنفيذ ركلات الجزاء له وضع خاص حتى مع أبرز النجوم العالميين، إضافة إلى لقب «الصعباوي» وغيرها من الألقاب التي نالها في عز توهجه وحسمه للمباريات الهامة.
وتجاوز السهلاوي الكثير من المصاعب في حياته الكروية وتحمل النقد الكثير وخصوصا فيما يتعلق بـ«البرود» أمام المرمى، إلا أن النقد كان مفيدا للاعب حيث ساهم في تعزيز مساعيه لتطوير مستواه ونال على أثر ذلك ألقابا عديدة، من بينها أفضل مهاجم في الدوري السعودي في العام 2009 – 2010، كما نال لقب هداف العرب في العام 2015 برصيد 38 هدفا متفوقا على نجوم مميزين، وفي نفس هذا الموسم نال جائزة أفضل لاعب سعودي.
ولكون بطولة كأس العالم تحتاج لاعبين قادرين على تسجيل أنصاف الفرص ونتيجة للتراجع الواضح في مستوى السهلاوي ابتعثت الهيئة العامة للرياضة اللاعب إلى نادي مانشستر يونايتد الإنجليزي لمعسكر تدريبي هناك لمدة 3 أسابيع بعد أن وجه رئيس الهيئة تركي آل الشيخ نقدا صريحا للاعب وأكد أهمية تطوير مستواه في هذه الفترة خصوصا أن المونديال صعب.
ومع أن كل الخيارات كانت متوافرة لدى المدرب الأرجنتيني بيتزي لضم مهاجمين شبان جدد من بينهم عبد الله الحمدان والمهاجم القادم بقوة في فريق القادسية هارون كمارا، إلا أن المدرب رأى أن السهلاوي يستحق الثقة للبقاء في القائمة السعودية للمونديال إضافة إلى مهند عسيري كلاعبين رأسي حربة صريحين.
ويرى محللون أن السهلاوي لديه عدة مميزات تهديفية، خصوصا أنه يجيد للعب بالقدمين والكرات الرأسية، حيث إن طوله 180 سم، وهو طول مناسب لمهاجم لا يتخطى وزنه 72 كغم.
ولا يريد السهلاوي نفسه أن يضيع فرصة العمر في الوجود في المونديال بعد أن تجاوز عمره الثلاثين عاما بكونه من مواليد 1987، ولذا قد يكون المونديال هو الوحيد والأخير في مسيرته الكروية، إضافة إلى أن سجله في المباريات الدولية لا يضعه في قائمة النجوم الكبار كون عدد مبارياته لا يتجاوز 40 مباراة دولية سجل خلالها بالمجمل 28 هدفا.
ويقول المدرب الوطني حمد الدوسري مدرب القادسية ومساعد مدرب منتخب الشباب السابق ومكتشف موهبة السهلاوي إن اللاعب هداف بالفطرة ويعرف طريق المرمى جيدا، وهو من اللاعبين القلائل في الكرة السعودية الذين صنعوا إنجازات شخصية في فترة زمنية وجيزة.
ويضيف الدوسري لـ«الشرق الأوسط» أن محمد السهلاوي يعاني من ضغوط واضحة ومنها عدم تسلمه لحقوقه المالية المتأخرة من ناديه النصر وكذلك الضغوط الجماهيرية والإعلامية عليه، وأضاف: «لا يعني أننا نبرر له التراجع في المستوى الفني خصوصا أنه في المنتخب الوطني ويوجد في أهم تظاهرة كروية في العالم وحلم الوجود فيها يراود أي لاعب، ولذا يتوجب على السهلاوي أن يضغط على نفسه أكثر ويتجاوز كل الضغوط المحيطة ليعود مجددا إلى الواجهة».
وأشاد الدوسري بقرار المدرب بيتزي بتعزيز الثقة في السهلاوي وعدم إبعاده عن قائمة المونديال، مشيرا إلى أن قناعة المدرب ستؤتي ثمارها وسيكون هذا المهاجم على قدر التطلعات، وهذا التفاؤل ناتج عن قرب من اللاعب وقدراته وإن تراجع في الأداء، لكنه يظل أحد أهم الأسماء في المنتخب السعودي.