ساحة «باب الأحد» تحولت إلى «هايد بارك» العاصمة المغربية

أخذت ساحة "باب الأحد" في العاصمة المغربية الرباط شكلا جديداً مع حلول شهر رمضان، حيث بات الليل موصولا بالنهار، لأناس قدموا من نقاط مختلفة في المدينة، كل منهم يحمل معه رأيا يريد أن يعبر عنه، أو يبحث عن نزهة وفسحة في مكان يفتح ذراعيه لكل القادمين، مهما اختلفت مشاربهم وأعمارهم.
تأخذ الساحة أهميتها من موقعها، حيث أنها أكبر بوابة للمدينة القديمة ولسوق "السويقة" الشعبي، وقريبة من محطات وسائل النقل العمومي وعدد من الأسواق والمحلات الكبرى. لكنها باتت تشبه إلى حد كبير "هايد بارك" في العاصمة البريطانية لندن.
فالساحة باتت ملاذا للمحتجين والفنانين والعاطلين عن العمل؛ كل يعبر عن قضيته بأحاديث هنا وهناك، وبهتافات تسعى لاستعطاف الحاضرين والمارين. معالمها بسيطة ومعقدة في الوقت نفسه، فهي ذات تاريخ عريق يعود إلى القرن الثاني عشر الميلادي مع تأسيس الرباط وبناء أسوارها وبواباتها، فكانت إحدى تلك البوابات "باب الأحد" المطل على الساحة التي تحمل اسمه وتحمل معه عبق التاريخ وذاكرة المكان، التي تعكسها لوحات وخرائط تقدم معلومات للزائرين الجدد للمكان.
هيبة التاريخ لا تناقض بساطة المكان.. نافورة يحيط بها زوار قدموا لتوهم، بعضهم من داخل المدينة وآخرون من خارجها، يلتقطون صورا تذكارية تخلد اللحظة. غير بعيد، يتجمهر العشرات حول فنانين يقدمون إبداعاتهم في الهواء الطلق، وبالمجان، وبين الفينة والأخرى يشكون حالهم إلى متابعيهم.
وبركن مطل على الشارع يبدأ عشرات العاطلين عن العمل، بالتجمهر في انتظار وقفة احتجاجية، وقد ارتدت كل مجموعة منهم قمصانا بألوان مختلفة، تعبر عن التخصصات التي درسوها في الجامعة، وسنة التخرج.
في الزوايا، مجموعات صغيرة تناقش موضوعا أو تنصت لأحد أفرادها وهو يحاضر فيهم.
في حين تفضل عائلات متابعة أطفالها وهم يلعبون في أطراف الساحة، بينما يجلس شباب في صفوف طويلة في انتظار مرور ساعات يفضلون قضاءها في "هايد بارك" الرباط، بدل جلسات البيوت المملة.
المستفيد الأكبر من المكان هم الباعة، يسوقون بضائعهم الرخيصة، وآخرون يبيعون وجبات محلية سريعة، تلاقي إقبالا كبيرا.
منصات الفنانين تبدو خالية في ساعات النهار، في حين تحيط بالساحة لوحات بخط كبير تعبر عن مواقف أصحابها..أو تدعو لاحتفالية في الأيام القادمة.