بلجيكا: اعتقال شخص يشتبه في علاقته بنشر الفكر المتشدد

جرى الإعلان في بروكسل عن اعتقال شخص يدعى «فؤاد. ب»، يشتبه في علاقته بتأثر بنيامين هيرمان، بالفكر المتشدد داخل السجن، وخرج منه ليرتكب الهجوم المسلح، الذي وقع الأسبوع الماضي، وأسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص، بالإضافة إلى بنيامين منفذ الهجوم، في مدينة لييج شرق البلاد. وذلك حسب ما ذكرت وكالة الأنباء البلجيكية، نقلا عن مكتب التحقيق الفيدرالي، وأضافت أن الاعتقال جرى الأربعاء بواسطة وحدة من القوات الخاصة بالقرب من مدينة فيرفييه القريبة من الحدود مع هولندا.
وقالت السلطات إنه جرت ملاحقة فؤاد بعد أن خالف الشروط التي حددتها الغرفة الاستشارية في المحكمة لإطلاق سراحه، في 22 مايو (أيار) الماضي. وذكرت المصادر نفسها أن رجل أمن أصيب أثناء عملية الاعتقال، بعد أن خرجت رصاصة بطريق الخطأ من سلاحه.
ويعتبر فؤاد الذي ارتكب من قبل جرائم لها علاقة بالسرقة والعنف، واحدا من بين مجموعة تضم 25 شخصا من فيرفييه، في لائحة تضم الأشخاص الذين تأثروا بالفكر المتشدد، وأيضا في لائحة مشابهة لمركز تحليل المخاطر الإرهابية تضم عناصر من «داعش».
ويعمل رجال البحث والتحقيق الآن على كشف تفاصيل تتعلق بإمكانية تورط فؤاد بدور في تأثر بنيامين بالفكر المتشدد أثناء وجود فؤاد داخل السجن. وجاء ذلك بعد أن جرت مراسم الجنازة في لييج لاثنتين من ضابطات الشرطة قتلتا بالرصاص في الهجوم. وحضر الجنازة ممثلون عن مناطق الشرطة في جميع أنحاء البلاد، وحضر الجنازة رئيس الوزراء شارل ميشال، ووزير الشؤون الداخلية جان جامبون، ووزير العدل كوين خينس، وآخرون. وأما الضحية الثالثة لهيرمان، وهو طالب يبلغ من العمر 22 عاما يدعى سيريل فانغريكن، والذي تم تشييع جنازته في «فوتيم» مسقط رأسه، كان يمر في مكان الهجوم، وهو في طريقه إلى سيارته.
في الوقت نفسه، تم دفن بنيامين هيرمان، الذي تبنى «داعش» هجومه، في مراسم مسيحية حضرتها مجموعة صغيرة من أفراد العائلة، وشرطة في ثياب مدنية. وقيل إن هيرمان اعتنق الإسلام عام 2012. وقالت صحيفة «دي مورغن» اليومية البلجيكية، إن فؤاد حذر من هجمات جديدة يمكن أن تقع في المدينة نفسها، ومنها هجوم قد يستهدف محطة القطارات، مضيفا: «إن جنود (داعش) قادمون»، وجاء ذلك في تصريحات للجريدة قبل يوم واحد من اعتقال فؤاد، ولكن الصحافي توجه إلى الشرطة بعدها وأبلغهم بالأمر، وبالفعل تحركت السلطات واعتقلت فؤاد واستدعت الصحافي للشهادة.
وقالت وسائل الإعلام إن الشرطة ومركز تحليل المخاطر تعاملا مع الأمر بجدية لتفادي أي تطورات سيئة، واستغرق الأمر 24 ساعة لدراسة الأمور جيدا، وتقرر إغلاق الباب أمام أي تهديد واعتقال فؤاد الذي كان قد أفرج عنه في يناير (كانون الثاني) الماضي، ولكن بشرط وضع أساور إلكترونية حول قدميه لمراقبة تحركاته. وفي 22 مايو جاء موعد تسليم الأساور والإفراج عنه نهائيا، وحددت له الغرفة الاستشارية عدة شروط، من بينها اتباع دروس تدريبية ضد الفكر المتشدد، واعترف فؤاد في تصريحاته لصحيفة «دي مورغن» بأنهم اتصلوا به بالفعل لحضور الدروس؛ ولكنه رفض التعامل معهم، وأغلق الهاتف في وجه المتحدث.
وقالت الصحيفة إن فؤاد كان أحد أصدقاء بنيامين داخل السجن. ويأتي ذلك بعد أن رفض وزير العدل البلجيكي جينس كوين، اقتراحا باستمرار المتطرفين داخل السجون، ما دامت الحرب على «داعش» لم تنته، وذلك في ظل الجدل المتصاعد حاليا في البلاد حول التشدد في السجون، في أعقاب الهجوم المسلح الذي نفذه شخص، أطلق سراحه مؤقتا من سجن لياج شرق بلجيكا، وقال الوزير: «لن أسمح بوجود غوانتانامو هنا في بلجيكا؛ لأن أي شخص انتهت فترة عقوبته يجب إطلاق سراحه فورا». وكان الوزير يعلق على مقترح أطلقه بارت دي ويفر، زعيم حزب التحالف الفلاماني. وتحدث في برنامج تلفزي في قناة «في تي إم» الفلمنية، مضيفا أنه يمكن التفكير في إجراءات أخرى تشمل الاحتجاز الوقائي لفترة من الوقت، ولكن السؤال المطروح الآن: هل ستوافق المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان على مثل هذه الإجراءات أم لا؟. وعقب الهجوم تعرض وزير العدل لانتقادات بسبب الإفراج المؤقت عن منفذ الهجوم، رغم وجود اسمه ضمن قوائم أجهزة أمنية وتحذيرات من إطلاق سراحه صدرت قبل أيام من الحادث، الذي أعلن تنظيم داعش مسؤوليته عنه.