بطولة فرنسا المفتوحة تنطلق اليوم ونادال المرشح الأبرز لحصد اللقب

يبحث المصنف أول عالمياً، الإسباني رافايل نادال، عن تتويج موسمه على الملاعب الترابية بالسعي إلى تعزيز رقمه القياسي، وإحراز لقبه الحادي عشر في بطولة فرنسا المفتوحة، ثاني البطولات الأربع الكبرى، التي تنطلق اليوم على ملاعب رولان غاروس. وسيكون نادال (31 عاماً) المرشح الأبرز لنيل اللقب السابع عشر في بطولات الغراند سلام، في ظل منافسة مرجحة من لاعبين شابين أظهرا قدرتهما على التراب، هما الألماني ألكسندر زفيريف والنمساوي دومينيك تييم.
ويدخل نادال، الذي يملك سجلاً بالفوز في 79 مباراة مقابل هزيمتين على ملاعب باريس الرملية، حملة الدفاع عن لقبه بعد موسم رائع على النوع المفضل لديه من الملاعب. وفاز نادال في مونت كارلو وبرشلونة، وحقق رقماً قياسياً بالفوز في 50 مجموعة متتالية، وانتفض من هزيمته في مدريد ليفوز باللقب في روما. وكانت هزيمته الأخيرة في رولان غاروس في 2015 أمام نوفاك ديوكوفيتش في دور الثمانية. وبينما فاجأه دومينيك تيم في مدريد في وقت سابق من الشهر الحالي، سيكون من الصعب التفوق عليه في مباراة تحسم على أساس الأفضل في 5 مجموعات.
وقال تيم الذي وضع حداً لسلسلة فوز نادال في 50 مجموعة متتالية: «نادال دائماً هو المرشح للقب، ثم أكون أنا مع 4 أو 5 لاعبين». وأصبح اللاعب النمساوي، البالغ عمره 24 عاماً، هو الوحيد الذي ينتصر على نادال على الملاعب الرملية في آخر عامين، لكنه خسر في 3 مجموعات متتالية أمام اللاعب الإسباني في الدور قبل النهائي العام الماضي. لكن هنري لوكونت، وصيف البطل في 1988، يرى أن نادال يمكن أن يعاني في نسخة هذا العام، وقال: «دومينيك تيم نجح في الفوز عليه في مدريد، لكن نادال ما زال المرشح الأول. بيد أن هناك فرصة للاعب آخر للفوز عليه في فرنسا. الأمر صعب بسبب الخمس مجموعات. لا أعلم لماذا؟ لكنني أشعر بوجود فرصة. نادال الأفضل في التاريخ على الملاعب الرملية».
ولو لم يستطع تيم فعل ذلك، فقد ينجح ألكسندر زفيريف، البالغ عمره 21 عاماً، في ظل غياب روجر فيدرر، الذي فضل عدم خوض أي بطولة على الملاعب الرملية. وقال ماتس فيلاندر، الفائز باللقب 3 مرات، لـ«رويترز»: «(زفيريف) أكثر نضجاً عما كان من شهرين أو ثلاثة، وحتى بعد أستراليا المفتوحة. يعلم جيداً كيف يريد أن يلعب». وقد خسر زفيريف أمام نادال في نهائي روما، لكنه أظهر إمكاناته عندما انتصر 6 - 1 في المجموعة الثانية، قبل أن ينهار.
وأضاف فيلاندر: «لا توجد نقاط ضعف عند نادال. الأمر الوحيد هو أن الجيل الجديد ما بين 19 و23 عاماً لا يخاف اللعب ضده، على العكس من (كي) نيشيكوري و(غريغور) ديميتروف و(ميلوش) راونيتش»، وتابع: «ليس لديهم أي أعباء. خطة زفيريف أمام نادال واضحة. يملك الخطة ذاتها التي كانت لدى روبن سودرلينغ وديوكوفيتش، عندما انتصرا على نادال في فرنسا، وهي عدم الابتعاد عن ضرباته الأمامية، بل والضغط على تلك الضربات للحصول على فرصة في مواجهة ضرباته الخلفية».
وقال الماتادور الإسباني، في تصريحات خلال الفترة الماضية، إن بطولة فرنسا التي أحرز لقبها للمرة الأولى عام 2005 هي دورة «عرفت فيها نجاحات كبيرة. تبقى البطولة الأهم بالنسبة إليّ».
وسيراقب ديوكوفيتش، البطل في 2016 والموجود خارج أول 20 مصنفاً، الوضع عن قرب، بعدما أظهر لمحات بانتفاضته عقب أصعب فترة في مسيرته. وخسر اللاعب الصربي الحاصل على 12 لقباً في البطولات الأربع الكبرى بنتيجة 7 - 6 و6 - 3 أمام نادال في قبل نهائي روما، لكنه قدم أداء يجب أن يجعل منافسيه يشعرون بالقلق.

فردي السيدات
حتى أجاثا كريستي ستعاني لفك التشابك في الخيوط التي تحيط بمنافسات فردي السيدات ببطولة فرنسا المفتوحة هذا العام، مع سعي الرومانية سيمونا هاليب لنيل أول لقب لها في إحدى البطولات الأربع الكبرى، وذلك على ملاعب رولان غاروس، رغم أن المخاطر تحيط بها من كل جهة. وقد تكون اللاعبة الرومانية، التي كانت وصيفة بطلة فرنسا المفتوحة مرتين من قبل، هي المصنفة الأولى بالبطولة، لكن التوقعات بشأن تحديد شخصية البطلة سيكون أمراً غاية في الصعوبة.
وتتكشف فصول الإثارة مباشرة من الدور الأول، حيث تلتقي الإسبانية غاربين موغوروزا، الفائزة بنسخة 2016 والمصنفة الثالثة، مع الروسية سفيتلانا كوزنتسوفا، بطلة 2009، وهي المباراة التي ستحدد إيقاع بطولة تعد بأن تكون مثيرة. وستعتبر التشيكية المخضرمة بترا كفيتوفا، الفائزة بلقب ويمبلدون مرتين، والدنمركية كارولين وزنياكي، المصنفة الثانية، التي حققت لقبها الوحيد في إحدى البطولات الأربع الكبرى في أستراليا المفتوحة في مستهل العام الحالي، البطولة فرصة لتحقيق إنجاز على الملاعب الرملية.
أضف إلى كل هؤلاء الأوكرانية المتألقة إيلينا سفيتولينا، التي حققت لقب إيطاليا المفتوحة، والتشيكية كارولينا بليسكوفا، صاحبة الضربات القوية، والروسية الشابة الجريئة داريا كاساتكينا، دون نسيان المدافعة عن اللقب اللاتفية إيلينا أوستابنكو، التي حققت مفاجأة العام الماضي بالفوز بالبطولة، وهي تتمتع بمستوى يشكل تهديداً للمنافسات الأخريات. لكن لن تقف القصة عند هذا الحد، بل إن البطلة السابقة الروسية ماريا شارابوفا ستشارك لأول مرة في نسخة هذا العام لفرنسا المفتوحة منذ عودتها للملاعب بعد الإيقاف الذي فرض عليها بسبب مخالفة قواعد المنشطات.
وهناك أيضاً بالتأكيد الأميركية سيرينا ويليامز، الحائزة على 23 لقباً للبطولات الأربع الكبرى والتي أصبحت تحتل المركز 453 في التصنيف العالمي، لكنها ستخوض البطولة وهي غير مصنفة، وستكون هذه هي أول بطولة ضمن البطولات الأربع الكبرى التي تخوضها منذ عودتها للملاعب بعد إنجاب طفلتها في سبتمبر (أيلول) الماضي. ولم تلعب سيرينا أي مباراة رسمية منذ مارس (آذار) الماضي. وسيكون نجاح اللاعبة الأميركية، البالغة من العمر 36 عاماً، في تحقيق لقب البطولة خير تتويج لكل ما حققته من إنجازات في مسيرتها الرياضية الاستثنائية.
وفي مقابلة مع «رويترز»، قالت كريس إيفرت، بطلة فرنسا المفتوحة 7 مرات: «قد لا تعتقد (أن بوسعها الفوز باللقب) في بطولة تقام على الملاعب الرملية. لن تعتقد هذا من الناحية النظرية، في ظل إنجابها لطفلتها أخيراً، وعدم خوضها لما يكفي من المباريات، لكنها تملك المواصفات غير الملموسة للبطلة. بمجرد أن تصبح بطلاً تظل بطلاً. تملك الروح والعقل معاً. الأمر يتعلق فقط بقدرتها على تطويع جسدها. سيكون الأمر بمثابة معجزة، ولكن إذا نجح أي شخص في هذا الأمر فستكون هي». واجتازت شارابوفا طريقاً صعباً منذ عودتها للملاعب قبل نحو عام. وستشارك اللاعبة الروسية في فرنسا المفتوحة ببطاقة دعوة، بعد أن غابت عن ويمبلدون بسبب الإصابة، وبلغت دور الستة عشر في أميركا المفتوحة، وخرجت من أستراليا المفتوحة هذا العام. ولم تفز شارابوفا في أي مباراة في الفترة من يناير (كانون الثاني) حتى مايو (أيار) الحالي، لكن اللاعبة البالغة من العمر 31 عاماً ستحضر لباريس بعد أن بلغت الدور قبل النهائي في بطولة إيطاليا المفتوحة، وهي تبدو كما لو كانت شارابوفا في أيام مجدها. وقالت إيفرت: «إنها تعرف أن بإمكانها الفوز، وتعرف أنها ذهنياً أقوى من أي وقت مضى». وسيكون فوز هاليب باللقب هو الخيار الأكثر شعبية بالنسبة لكثيرين. وكادت هاليب أن تحقق الفوز بكأس سوزان لينغلن قبل عام، عندما تقدمت بمجموعة واحدة، و3 - صفر في المجموعة الثانية، على أوستابنكو، لكن حلمها تبدد تحت وابل من الضربات الناجحة للاعبة اللاتفية. وشقت هاليب البالغة من العمر 26 عاماً طريقها نحو نهائي أستراليا المفتوحة هذا العام، لكن طاقتها نفدت في إحدى الأمسيات شديدة الرطوبة في ملبورن، لتخسر أمام وزنياكي في المباراة النهائية.
لكن إيفرت تخشى من مشكلات أخرى تنتظر هاليب، وتقول: «أعتقد أنها إذا نجحت في شحذ همتها وروحها المعنوية، فإنها ستكون المرشحة الأولى للفوز من وجهة نظري، لكن مشكلة هاليب تتمثل في أن بنيانها الجسدي وأسلوب لعبها يؤديان إلى بذلها لجهد كبير في كل نقطة. أعتقد أنها تحتاج لخوض بعض المباريات السهلة لكي تتمكن من الفوز بالبطولة».