مدرب عالمي ونجوم موندياليون ينبئون بموسم استثنائي للوحدة

يتطلع فريق الوحدة إلى موسم استثنائي في دوري المحترفين السعودي، وذلك بعد تحقيقه بطولة دوري الأمير محمد بن سلمان لأندية الدرجة الأولى، إذ نال الفريق العريق دعما استثنائيا من هيئة الرياضة السعودية ممثلة في تركي آل الشيخ رئيس مجلس الإدارة والذي أعلن التكفل بمدرب عالمي للفريق وهو البرازيلي فابيو كاريلي.
وكانت إدارة الوحدة أنهت التعاقد مع المدرب البرازيلي فابيو كاريلي لقيادة فريقها الكروي في الموسم المقبل، وهو المدرب الحاصل على جائزة أفضل مدرب في البرازيل للموسم الماضي بعد تحقيقه بطولة الدوري البرازيلي مع فريق كورينثيانز.
وكان تركي آل الشيخ وعد إدارة حاتم خيمي بالتكفل بالجهاز الفني و7 لاعبين أجانب.
وسبق أن أعلن النادي عن أولى الصفقات الأجنبية بالتعاقد مع حارس نادي الإسماعيلي والمنتخب المصري محمد عواد لحماية عرين الفرسان في الموسم القادم، بالإضافة إلى ميشيل نغادو مدافع منتخب الكاميرون قادماً من فريق سلافيا براغ التشيكي لينضم إلى جانب أسامة هوساوي مدافع المنتخب السعودي الأول المنتقل للوحدة من الهلال السعودي بطل الدوري المحلي في نسخته الأخيرة.
كما وعد الرئيس المكلف عن اقتراب إدارته من التعاقد مع أربعة لاعبين دوليين سيكونون موجودين في مونديال روسيا 2018 لإضافة الفارق الفني وقيادة الفريق لمنصات التتويج، في الوقت الذي أعلن عن التوصل إلى اتفاق نهائي مع شركاء استراتيجيين ورعاة للنادي بمبلغ تجاوز 37 مليون ريال للموسم الرياضي القادم، مؤكداً أن الأيام القادمة ستحمل الكثير من المفاجآت السارة لجماهير الوحدة سواءً من إبرام الصفقات أو الاتفاق مع رعاة للنادي.
ويعمل مجلس إدارة النادي بشكل مكثف هذه الأيام على إعادة فريقهم إلى الواجهة من جديد وهو الفريق الغائب لأكثر من خمسة عقود عن منصات التتويج، وذلك لضمان ظهوره بشكل مغاير في ملعب «النار» وهو اللقب الذي أطلقه تركي آل الشيخ على ملعب الملك عبد العزيز في الشرائع بمكة المكرمة، وحتى لا يكون لقمة سائغة للأندية الأخرى كما بدا عليه في السنوات الماضية، حيث يعتبر النادي المكي من الأندية العريقة في المملكة، ويمتلك قاعدة جماهيرية جارفة سواءً في معقله مكة المكرمة أو خارجها في بقية مدن ومحافظات المملكة، ويجد تعاطفا من أكثر الرياضيين من الأندية الأخرى بسبب موقعه في أطهر بقاع الأرض.
وكان تركي آل الشيخ رئيس الهيئة العامة للرياضة تدخل في اللحظات الأخيرة من الشهر الماضي وأنقذ النادي من عقوبة منع تسجيل بعدما قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» ممثلاً بلجنة الانضباط من حرمان الوحدة من التعاقدات لفترتين للانتقالات بسبب عدم سداد مستحقات اللاعب أدولفو ليما، لكن الدعم المباشر من آل الشيخ أنقذ الوحدة من عقوبة صادرة بحق النادي السعودي.
ولم يكن الوحدة بأفضل حال في السنوات العشر الأخيرة، وتردد ما بين مراكز الوسط والمؤخرة في الدوري السعودي للمحترفين، وما بين الصعود والهبوط لدوري الدرجة الأولى، حيث كان أفضل موقع حققه على سلم ترتيب الدوري السعودي للمحترفين في المركز الخامس بـ28 نقطة في الموسم 2010. والمركز السابع بـ31 نقطة في موسم 2016 كأعلى عدد نقطي، وفي الموسم 2009 حقق المركز السابع بـ26 نقطة.
وتعرض في موسم 2011 لعقوبة انضباطية من قبل لجنة الانضباط في الاتحاد السعودي لكرة القدم على خلفية مواجهته الدورية الأخيرة مع التعاون وتسببت في خصم ثلاث نقاط من الفريقين بعد شكوك لجنة الانضباط في تعمد الفريقين في تأخير المباراة 12 دقيقة عن موعد بدايتها للاستفادة من نتائج المباريات الأخرى، وهوى قرار لجنة الانضباط بنادي الوحدة لدوري الدرجة الأولى.
وخاض في موسم 2012 تجربة جديدة في دوري الدرجة الأولى، غير أن رغبة أعضاء النادي كانت أقوى من جميع الظروف وسرعان ما استجمعوا قواهم وتخطوا جميع المصاعب وعادوا لمكانهم الطبيعي بين الأندية الكبيرة، بعدما احتل الفريق المركز الثاني في دوري الدرجة الأولى خلف الشعلة صاحب المركز الأول وبطولة الدوري، لكن في موسم 2013 خيبت آمال عشاق ومحبي النادي، وتكالبت الظروف الصعبة على الفريق وتعرض لانتكاسات متتالية بسبب ضعف الإعداد وتعاقب الإدارات والأجهزة الفنية ولم يحقق الفريق سوى انتصارين و6 تعادلات بمحصلة 16 نقطة احتل معها المركز الأخير وهبط مجدداً لدوري الدرجة الأولى.
ولم يوفق الفريق في خطف إحدى بطاقات الصعود المؤهلة لدوري الأقوياء في الموسم 2014 بعدما احتل المركز الثالث بفارق نقطتين عن الخليج صاحب المركز الثاني، حيث كان من أبرز المرشحين للصعود لكن الأمتار الأخيرة شهدت تراجع أداء المستوى الفني للفريق بسبب الإصابات التي حرمت الفرسان من أبرز العناصر، بيد أن الموسم 2015 شهد صحوة الفريق وصعد من جديد للدوري السعودي للمحترفين بجانب القادسية.
وبفضل المجموعة المتميزة من العناصر المحلية والتعاقدات الأجنبية بلغ الفريق في موسم 2016 المركز السابع بـ31 نقطة كأعلى عدد نقطي خلال العشر سنوات الأخيرة، بيد أن هذا الأداء المقنع لعشاق ومحبي الفريق لم يستمر في الموسم الجديد ولم يحافظ الفريق على بدايته المتميزة التي افتتحاها بانتصارين وأعلن عن هبوطه لدوري الدرجة الأولى في وقت باكر وقبع منذ منتصف الدور الأول في مؤخرة الترتيب حتى نهاية الدوري بـ17 نقطة.
وخاض في الموسم الماضي تحديا جديدا في دوري الأمير محمد بن سلمان لأندية الدرجة الأولى، وكان لاعبو الفريق عازمين على العودة من الباب الواسع، وكان لهم ما أردوا بعدما حققوا بطولة الدوري وأعلنوا عن تحقيق البطولة قبل جولتين من نهاية الدوري وبفارق كبير عن صاحب المركز الثاني، وهذا لا يحدث إلا نادراً في دوري الأمير محمد بن سلمان لأندية الدرجة الأولى لتقارب المستويات بين جميع الأندية.
ويعتبر نادي الوحدة من أوائل الأندية التي تأسست في المملكة وسبق وأن حقق بطولة الدوري السعودي في موسمين 1957 و1966. بالإضافة إلى وصافة الدوري في خمسة مواسم، كما حقق بطولة كأس ولي العهد مرة واحدة في موسم 1960 والوصيف في موسم 2011. وبلغ المركز الرابع في بطولة كأس الملك كأفضل إنجاز في هذه البطولة، وشارك خارجياً في البطولة العربية في نسختيها 2008 و2009. وتعتبر مواجهته أمام فريق بايرن ميونيخ الألماني من المواجهات التاريخية في ليلة اعتزال حاتم خيمي اللاعب السابق والرئيس الحالي.
ويبقى الوحدة المنبع الذي لا ينضب من اكتشاف النجوم وصقلهم وتصديرهم للأندية الأخرى والمنتخب السعودي الأول، ومن أبرزهم لاعبو المنتخب السعودي الأول عبيد الدوسري وعيسى المحياني وناصر الشمراني وأسامة هوساوي وعساف القرني وكامل الموسى وماجد بلال وأحمد الموسى ومهند عسيري، ومختار فلاتة، بالإضافة إلى عدد من اللاعبين الذي تدرجوا في الفئات السنية في النادي وأنهوا مسيرتهم الرياضية فيه دون أن ينتقلوا لنادٍ آخر، ومن أبرزهم الرئيس الحالي حاتم خيمي الذي يعد من الرموز التاريخية في النادي المكي.