الانتخابات المحلية البريطانية تتحول استفتاءً على أداء حكومة ماي

أدلى الناخبون في إنجلترا بأصواتهم، أمس، لتجديد المجالس المحلية، في أول اختبار عبر صناديق الاقتراع لرئيسة الوزراء تيريزا ماي، منذ أن خسرت غالبيتها البرلمانية العام الماضي.
ويستعد حزب ماي المحافظ لهزيمة في لندن، حيث سيتم تجديد جميع المجالس المحلية الـ32، في العاصمة التي تعد المعقل التقليدي لحزب العمال المعارض. ولكن الانتخابات تجري كذلك في أنحاء إنجلترا، بما في ذلك في مدن مثل مانشستر وليدز؛ حيث يتم التنافس على أكثر من 4300 مقعد.
وفي لندن، حيث لا تزال كارثة حريق برج «غرينفل» الذي أسفر عن مقتل 71 شخصا حاضرة في الأذهان، يستخدم بعض السكان الاقتراع كتقييم للقادة المحافظين الذين يحملونهم المسؤولية على الصعيد الوطني.
وأدلى جو باتي (54 عاما) العامل في مجال الجمعيات الخيرية، بصوته عند افتتاح مراكز الاقتراع في منطقة إيلنغتون عند الساعة السابعة صباحا، وقال لوكالة الصحافة الفرنسية، إن «الاقتطاعات في المجالس المحلية تأتي من سياسة الحكومة المركزية للتقشف». أما المتقاعدة جويس مايسون (79 عاما)، فقالت إن خفض خدمات المستشفيات أثّر على قرارها. وأضافت: «ذهب زوجي إلى المستشفى في 27 ديسمبر (كانون الأول) (يوم عطلة في بريطانيا)، وكان مريضا جدا، ولكنه بقي على عربة من الساعة السادسة صباحا حتى الساعة الواحدة صباح اليوم التالي». وأضافت: «أعلم أنهم يتعرضون لضغوط في الوقت الحالي، ولكن أمرا كهذا لم يكن يحدث في السابق».
وعادة ما تكون نسبة المشاركة منخفضة، إذ إن واحدا من بين كل ثلاثة ناخبين توجهوا إلى مراكز الاقتراع العام الماضي، مقارنة مع نسبة 69 في المائة في الانتخابات البرلمانية في يونيو (حزيران) الماضي.
منذ ذلك الحين، تعاني الحكومة من انقسامات بسبب «بريكست»، وكذلك الفضيحة الأخيرة بشأن معاملة المواطنين من أصل كاريبي الذين هاجروا إلى بريطانيا في الستينات والسبعينات. وقد أدت تداعيات تلك الأزمة إلى استقالة وزيرة الداخلية.
وعادة ما تؤثر قضايا وطنية على الانتخابات المحلية التي تتيح فرصة لإرسال رسالة إلى الحكومة في منتصف الولاية. ويأمل زعيم حزب العمال جيرمي كوربن في أن تعزز هذه الانتخابات موقفه؛ إلا أن حزب اليسار بقيادة كوربن لا يضمن تحقيق الفوز، نظراً للمصاعب التي يواجهها.
وقبل الإدلاء بصوتها، قالت سائقة سيارة الأجرة جانيت بارتون (64 عاما)، إنها ستخرج عن التقليد العائلي وستصوت لحزب ماي. وأضافت: «أريد إخراج حزب العمال من هنا، ولذلك سأصوت للصحافيين. لا أحب جيرمي كوربن».
وخلافا لما يجري في الانتخابات البرلمانية العامة، يحق لمواطني الاتحاد الأوروبي التصويت في الانتخابات المحلية. ويركز بعض المرشحين في حملاتهم الانتخابية على قضية «بريكست»؛ إلا أن قضايا من بينها الضرائب المحلية وجمع القمامة وحالة الطرق، تهيمن كذلك على الحملات الانتخابية، ما يجعل المحللين مترددين في استخلاص الدروس على المستوى الوطني من نتائج هذه الانتخابات.
وفتحت مراكز الاقتراع أبوابها عند الساعة السابعة صباحا، وأغلقت عند الساعة العاشرة مساء، ومن المفترض أن تبدأ النتائج بالصدور ليل الخميس إلى الجمعة.