قمة بين آرسنال وأتلتيكو... ومرسيليا يصطدم مع سالزبورغ

بعد أيام قليلة من إعلان المدرب الفرنسي أرسين فينغر رحيله عن آرسنال الإنجليزي في نهاية الموسم، بعد 22 موسما على رأس قيادته الفنية، يتطلع مع فريقه «المدفعجية» لخوض مباراة مصيرية اليوم مع أتلتيكو مدريد الإسباني، في ذهاب نصف نهائي الدوري الأوروبي لكرة القدم (يوروبا ليغ) الذي يشهد مواجهة أخرى بين مرسيليا الفرنسي وسالزبورغ النمساوي.
وتشكل هذه البطولة فرصة لفينغر، للرحيل متوجا بأحد الألقاب بعد تراجع شعبيته لدى بعض الجماهير في السنوات الماضية، ما دفعه للتخلي عن سنته الأخيرة من عقده، وإعلان تركه النادي اللندني الأسبوع الماضي.
بعد 14 عاما من لقبه الأخير في الدوري الإنجليزي، لم يعد آرسنال بين رباعي المقدمة في الدوري الإنجليزي، ويعاني للتأهل إلى دوري أبطال أوروبا، لذا تشكل بطاقة الفائز في «يوروبا ليغ» إلى المسابقة الأولى حافزا إضافيا لفينغر الذي شغل العاصمة بقراره الأخير.
واللافت أن فينغر الذي قاد آرسنال إلى المشاركة في دوري الأبطال 19 موسما متتاليا وبلغ النهائي أيضا، يتحين الفرصة لتوديع آرسنال بلقب قاري، وهو ما عجز عنه طوال 22 عاما، رغم إنجازاته المحلية في الدوري والكأس.
وينفرد فينغر بإحصائية بلوغه نهائي المسابقات الأوروبية الثلاث من دون إحراز الألقاب، وذلك بعد خسارته كأس الاتحاد الأوروبي (تحولت إلى «يوروبا ليغ») أمام غلاطة سراي التركي في 2000، ودوري أبطال أوروبا أمام برشلونة الإسباني في 2006، وكأس الكؤوس الأوروبية (ألغيت) ضد فيردر بريمن الألماني في 1992.
ورغم تتويجه بكأس إنجلترا ثلاث مرات في آخر أربع سنوات، علت الأصوات المطالبة برحيله، وهو أمر يراه المدرب مشوها لصورة النادي الخارجية التي اجتهد لبنائها طوال السنوات الماضية.
وقال مواطنه تييري هنري الذي لعب تحت إشرافه في آرسنال، وحقق نجومية هجومية رائعة: «أنا سعيد لإمكانية الحديث الآن عن إرثه، ولا يجب نسيان أنه علينا الفوز في (يوروبا ليغ)».
وتابع: «دعونا لا نتوه في الاحتفال بنهاية حقبته. يتعين على الفريق الفوز في (يوروبا ليغ). سيكون إنجازا رائعا أن يحقق أرسين لقبا أوروبيا للمرة الأولى قبل رحيله».
ورغم تكهنات حول تحفيز قرار فينغر جماهير آرسنال في الأسابيع الأخيرة من الموسم، كانت الأجواء خافتة في مواجهة وستهام (4 - 1) الأحد الماضي في الدوري على ملعب الإمارات.
لكن الرئيس التنفيذي لآرسنال إيفان غازيديس، أصر أن مباراة (اليوم) ستشهد «أجواء مضيئة» نظرا لأهمية الحدث بالنسبة للنادي.
ولن يكون خصم آرسنال سهلا أبدا، إذ يعد أتلتيكو مدريد من الاختصاصيين في المسابقات القارية، وقد توج في الدوري الأوروبي عامي 2010 و2012، كما بلغ نهائي دوري أبطال أوروبا عامي 2014 و2016، عندما خسر أمام جاره ريال مدريد.
ومنذ تولي الأرجنتيني دييغو سيميوني مهمة تدريبه قبل سبع سنوات، بلغ الفريق نصف نهائي البطولات الأوروبية خمس مرات؛ لكنه أقصي أربع مرات أمام ريال مدريد.
ولما ضمن أتلتيكو التأهل إلى دوري الأبطال لحلوله ثانيا في الدوري الإسباني راهنا وراء برشلونة، عمد سيميوني إلى إراحة لاعبيه في مباراة ريال بيتيس الأخيرة، الأحد، التي انتهت بالتعادل السلبي.
وكانت المباراة الـ11 من دون أن تهتز شباكه على ملعبه «واندا متروبوليتانو»، ما يعني أنه يتعين على آرسنال الوصول إلى مرمى خصمه الخميس إذا ما أراد بلوغ النهائي.
وضم سيميوني إلى تشكيلته المهاجم دييغو كوستا، بعد تعافيه من إصابة عضلية، علما بأنه سجل أربعة أهداف في ست مباريات ضد آرسنال، عندما دافع عن ألوان تشيلسي الإنجليزي لثلاث سنوات.
وستكون المواجهة القارية الأولى بين أتلتيكو الذي تخطى سبورتينغ البرتغالي في ربع النهائي، وآرسنال المتفوق على سسكا موسكو الروسي.
وفي المباراة الثانية، يبحث مرسيليا، الفريق الفرنسي الوحيد الذي توج بدوري أبطال أوروبا (1993)، عن بلوغ النهائي، لخوضه في فرنسا على ملعب ليون في 16 مايو (أيار)، ويتعين عليه تخطي ريد بول سالزبورغ وصيف بطل 1994.
وفي ظل وجود آرسنال وأتلتيكو مدريد في نصف النهائي، لا يعد مرسيليا مرشحا للقب، بيد أن فوزه الكبير على لايبزيغ الألماني 5 - 2 في إياب ربع النهائي، رفع هيبة فريق المدرب رودي غارسيا.
وأعاد غارسيا، مدرب ليل وروما الإيطالي سابقا، إحياء الفريق الفرنسي بعد استحواذه من الأميركي فرانك ماكورت.
وأطلق ماكورت «مشروع الأبطال» الهادف إلى إعادة النادي للمسابقة القارية الأولى في أقرب فرصة ممكنة.
ويتبارز مرسيليا حاليا بشراسة على المركز الثاني في الدوري الفرنسي مع ليون وموناكو، وذلك بعد ضمان باريس سان جيرمان إحراز اللقب.
ويتألق مع مرسيليا مهاجمه الدولي فلوريان توفان، والقائد ديميتري باييه، إلى جانب القادم الجديد البرازيلي لويز غوستافو.
وقال غارسيا: «نحن نحق الانتصارات الآن، وهذا مهم، درسنا سالزبورغ عن قرب، نريد أن نلعب بدرجة من الحماس، وروح المجموعة».
وهذا أول نصف نهائي أوروبي لمرسيليا منذ عام 2004، عندما قاده العاجي ديدييه دروغبا إلى النهائي وخسر أمام فالنسيا الإسباني (صفر - 2) في كأس الاتحاد الأوروبي، علما بأنه حل وصيفا أيضا عام 1999 أمام بارما الإيطالي (صفر - 3).
وسيغيب عن مرسيليا ظهيره الأيمن الياباني هيروكي ساكاي لإصابة في ركبته.
من جهته، قدم سالزبورغ مشوارا محترما في البطولة، وأبرز نتائجه قلب تأخره أمام لاتسيو الإيطالي 2 - 4 إلى فوز كبير إيابا 4 - 1 في ربع النهائي، وذلك بعد إقصائه بوروسيا دورتموند الألماني من ثمن النهائي.
وكان فريق المدرب الألماني ماركو روز الذي يتجه للقب خامس على التوالي في الدوري النمساوي، قد تعادل سلبا وخسر صفر - 1 مع مرسيليا في دور المجموعات. ويعد سالزبورغ أحد الأندية الرياضية التابعة لإمبراطورية شركة «ريد بول» لمشروبات الطاقة، على غرار لايبزيغ.
وسالزبورغ هو أول فريق نمساوي يبلغ نصف نهائي مسابقة أوروبية كبرى، منذ خسارة رابيد فيينا أمام سان جيرمان في نهائي كأس الكؤوس الأوروبية 1996، وكانت السنة الأخيرة التي يحرز فيها فريق فرنسي لقبا أوروبيا.