تونس: ظهور انتخابي لرئيس الحكومة يغضب المعارضة

أثارت صور رئيس الحكومة التونسية يوسف الشاهد، وهو بصدد المشاركة في الحملة الانتخابية البلدية لحزب النداء (الحزب الحاكم)، غضب واحتجاج عدد من أحزاب المعارضة، التي نادت بضرورة حياد الإدارة الحاكمة خلال الحملة الانتخابية، التي انطلقت في 14 من أبريل (نيسان) الحالي، والتي ستتواصل إلى غاية الرابع من مايو (أيار) المقبل.
وأكدت أحزاب المعارضة أن رئيس الحكومة، الذي جاء به حزب النداء للحكم، مطالب حسب القانون والأعراف المتبعة في التسيير، بالحياد والوقوف على نفس المسافة من كل الأطراف المرشحة للانتخابات البلدية المقبلة.
كما انتقدت مجموعة من الأحزاب السياسية، ومن بينها «حركة الشعب»، و«حركة مشروع تونس» و«الحزب الجمهوري»، بالإضافة إلى حزب «حراك تونس الإرادة»، وحزب «تونس أولا»، مشاركة الشاهد في أنشطة التعبئة الانتخابية لقائمة قرطاج (الضاحية الشمالية للعاصمة) المرشحة لحزب النداء، وقالت إن ظهوره، سواء كان رسميا أو غير رسمي، يعد مخالفا تماما للمنشور الذي أصدره الشاهد نفسه في الخامس من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، حول ضرورة التزام الإدارة بواجب الحياد في الانتخابات البلدية.
وفي هذا السياق، قال رضا بلحاج، رئيس حزب «تونس أولا» في تصريح إعلامي، إنه لا يستوعب الهدف من وراء ترويج صور مشاركة رئيس الحكومة في حملة انتخابية لحزب النداء، فيحين أنه مطالب بالحياد والاستقلالية، وعدم التدخل والانحياز إلى جانب أي طرف سياسي. كما انتقد بلحاج إظهار صور رئيس الحكومة في غبطة وفرح، رغم أن الأزمات السياسية والاجتماعية والاقتصادية، التي يتخبط فيها البلد، لا تقبل الكثير من الفرح، على حد تعبيره.
وفي المقابل، أوضحت مصادر مقربة من رئيس الحكومة أن وجود الشاهد في نفس المكان، الذي انطلقت منه الحملة الدعائية لصالح مرشحي حزب النداء في ضاحية قرطاج، كان من «قبيل الصدفة، حيث كان متوجها إلى إحدى المقاهي بالجهة، ولم يكن وجوده هناك مبرمجا سلفا».
وكان الشاهد قد أدلى في وقت سابق بتصريحات برر فيها مشاركة وزراء حكومته في الحملة الانتخابية المرتبطة بالانتخابات البلدية، وأغلبهم من قيادات حزب النداء، وقال: «إنهم رجال سياسة في الأساس، ولا يوجد خلط بين انتمائهم الحزبي ومسؤولياتهم الحكومية، ونشاطهم الحزبي يكون خارج أطر العمل الوزاري وأوقاته، وهذا لا يخالف القانون الانتخابي».
وكان حزب النداء قد كلف الصيف الماضي 29 من قياداته السياسية والحكومية بالإشراف على الحملات الانتخابية المتعلقة بالانتخابات البلدية، المزمع إجراؤها في 6 مايو المقبل، ومن ضمنهم 10 وزراء، و5 وزراء دولة، و4 مستشارين لدى رئيس الدولة، وهو ما خلف انتقادات عارمة في صفوف الأحزاب المعارضة، التي تحدثت عن محاولة متعمدة للخلط بين أجهزة الدولة وأجهزة الحزب الحاكم، وعن محاولة إعادة إنتاج نماذج الحكم في عهدي الرئيسين السابقين الحبيب بورقيبة وزين العابدين بن علي. كما عين حزب «النداء» وسط ذهول أحزاب المعارضة وزيرة السياحة سلمى اللومي رئيسة للجنة الدعم، ووزير التربية حاتم بن سالم على رأس الحملة الانتخابية في مدينة تونس، ووزير الثقافة محمد زين العابدين في منوبة، ورضا شلغوم وزير المالية في نابل، وماجدولين الشارني وزيرة الرياضة والشباب في باجة، ورضوان عيارة وزير النقل في سوسة، وسليم الفرياني وزير الصناعة في صفاقس، بالإضافة إلى خميس الجهيناوي وزير الخارجية في القيروان، ومبروك كرشيد وزير أملاك الدولة في توزر. كما عين الهادي الماكني الكاتب العام للحكومة في الكاف.