مقتل عشرات بتفجيرين هزا مركزَي اقتراع في أفغانستان

قُتل ما لا يقل عن 48 مدنياً وأُصيب 112 بجروح في كابل، وفق حصيلة جديدة لوزاراتي الداخلية والصحة، في تفجير انتحاري استهدف أمس، مركزاً للتسجيل للانتخابات، أعلن تنظيم داعش مسؤوليته عنه. وبين القتلى 21 امرأة و5 أطفال، حسب المتحدث باسم وزارة الصحة وحيد مجروح. بينما أعلن المتحدث باسم الداخلية نجيب دانش أن المهاجم فجّر نفسه عند مدخل المركز المكتظ بالمواطنين في منطقةٍ ذات أغلبية شيعية غرب العاصمة، وأعلن تنظيم داعش مسؤوليته عن الاعتداء.
كما نقلت قناة «تولو نيوز» الأفغانية عن مسؤولين محليين تأكيدهم أن 6 أشخاص لقوا مصرعهم وأصيب 5 آخرون، جراء تفجير آخر دوّى أمس، في محيط مركز اقتراع بمدينة بل خمري، مركز ولاية بغلان، في الهجوم الخامس من نوعه منذ الثلاثاء.
وأشار المسؤولون إلى أن جميع الضحايا، بمن فيهم النساء والأطفال، من عائلة واحدة، وهم كانوا يمرون بالمركز لحظة تفجير عبوة ناسفة قربه. وأقيمت مراكز الاقتراع في مختلف مناطق أفغانستان، تمهيداً للانتخابات البرلمانية المؤجلة المقرر إجراؤها في أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، وسط مخاوف من إمكانية قيام المسلحين باستهداف المقترعين.
وجاء في تقرير لوكالة «أعماق» أن رجلاً يلبس حزاماً ناسفاً فجّر نفسه في المركز، الذي يقع في منطقة دشتي برتشي، غربي كابل.
وتًظهر صور من موقع التفجير وثائق وصوراً مبعثرة على الأرض ملطخة بالدماء، وكذا أحذية ممزقة وزجاج سيارات مهشماً. وتعرضت 4 مراكز لهجمات مماثلة منذ بدء التسجيل الأسبوع الماضي، حسب «بي بي سي» أمس. ويعد تفجير كابل الأفدح منذ مقتل 100 شخص في هجوم استهدف حياً به بنايات حكومية وسفارات في يناير (كانون الثاني) الماضي. وفي مطلع هذا العام، قال وزير الداخلية الأفغاني لـ«بي بي سي» إن حركة طالبان وتنظيم داعش يستهدفان المدنيين بهدف إثارة غضب الناس على الحكومة ونشر الفوضى في البلاد. ومن المقرر إجراء الانتخابات التشريعية هذا العام، ثم تليها انتخابات رئاسية في عام 2019. ويقاتل مسلحو تنظيم داعش، القوات الأفغانية وحركة طالبان على حد سواء، من أجل توسيع سيطرتهم في البلاد.
إلى ذلك، أعلنت بعثة حلف شمال الأطلسي (ناتو) في أفغانستان «الدعم الحاسم» أمس، في بيان، أن قافلة لها صدمت طفلاً أفغانياً بطريق الخطأ، وتوفي بعد ذلك في المستشفى.
وقال مارتين أونيل، المتحدث باسم «الدعم الحازم»، في البيان، إن الطفل نُقل إلى المستشفى بعد أن قدمت له قوات الناتو المساعدة. وأكد حشمت ستاناكزاي، وهو متحدث باسم شرطة كابل، لوكالة الأنباء الألمانية، وفاة الطفل، قائلاً إن الحادث أثار احتجاجاً غاضباً في منطقة الحادث، الذي وقع بالقرب من مقر البعثة في كابل. وأطلقت الشرطة الأفغانية بعد ذلك طلقات تحذيرية لتفريق المحتجين. وقال ستاناكزاي إن المحتجين ما زالوا موجودين في المنطقة، ولكن الوضع تحت سيطرة الشرطة. ونادراً ما تقع حوادث تتعلق بقوات الناتو والمدنيين الأفغان. يذكر أنه في مايو (أيار) 2006، أسفر حادث عن مقتل مدني أفغاني وإصابة 6 آخرين في كابل، ما أثار شغباً في المنطقة نفسها، حيث اشتبك المحتجون الغاضبون مع الشرطة وهاجموا مباني وأضرموا النار في إطارات مركبات على مدى ساعات.