قمة هندية ـ صينية خلال أيام لرأب الصدع في العلاقات

يزور رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، الصين، في وقت لاحق من الأسبوع الحالي لعقد اجتماع غير رسمي مع الرئيس الصيني شي جينبينغ، في حين تكتسب مساعي التقارب قوة دفع جديدة بعد عام كان بمثابة اختبار للعلاقات بين البلدين المتجاورين.
وقال وانغ يي وزير الخارجية الصيني وعضو مجلس الدولة، إن الزعيمين سيلتقيان يومي الجمعة والسبت في مدينة ووهان بوسط الصين. وأضاف وانغ بعد اجتماعه مع سوشما سواراج وزيرة الشؤون الخارجية الهندية في بكين أن «العلاقات الصينية ـ الهندية حققت خلال العام الحالي، وبتوجيهات من القيادتين، تطوراً جيداً وشهدت قوة دفع إيجابية».
وسعى مودي لإعادة ضبط العلاقات بعد خلافات على قضايا منها نزاع حدودي مع التبت وقضايا أخرى. واندلعت مواجهة عسكرية بين البلدين دامت 73 يوماً في منطقة نائية عند هذه الحدود العام الماضي، وفي مرحلة ما تبادل جنود الطرفين إلقاء الحجارة واللكمات. وتلقي المواجهة بين القوتين النوويتين في منطقة الهيمالايا الضوء على قلق الهند من التوسع الأمني للصين وروابطها الاقتصادية في جنوب آسيا. فمبادرة «الحزام والطريق» الصينية الطموحة للمواصلات والطاقة تتجاوز الهند، باستثناء جزء من كشمير المتنازع عليها مع باكستان، لكنها تشمل جيران الهند مثل سريلانكا ونيبال والمالديف.
وتبدو زيارة مودي، التي لم يعلن عنها مسبقاً، إلى ووهان أكثر غرابة؛ إذ إنه من المقرر أن يزور الصين في يونيو (حزيران) المقبل لحضور «قمة منظمة شنغهاي للتعاون»، وهي مجموعة أمنية تقودها الصين وروسيا انضمت إليها الهند العام الماضي. وليس من المعتاد أن يزور زعماء أجانب الصين مرتين خلال فترة قصيرة. وغيَّرت حكومة مودي القومية أسلوبها إزاء علاقاتها ببكين فيما يبدو بعدما أدركت أن تشددها لم يحقق نفعاً، حتى أن الزعيم الروحي للتيبت الدالاي لاما المقيم في الهند، الذي تعتبره الصين انفصالياً يشكل خطراً، أصبح يُعامل بجفاء.
وأصدرت الهند في مارس (آذار) الماضي حظراً لم يسبق له مثيل على احتشاد مواطني التيبت مع الدالاي لاما في نيودلهي في ذكرى مرور 60 عاماً على بداية انتفاضة فاشلة ضد حكم الصين للتيبت. وما زالت هناك مجالات خلاف أخرى بين بكين ونيودلهي. فقد عطلت الصين انضمام الهند لعضوية تكتل نووي، كما تعطل فرض الأمم المتحدة لعقوبات على زعيم لمتشددين مقيم في باكستان يلقى عليه اللوم في هجمات على الهند.