الاحتلال الإسرائيلي يقضي على أحلام متسابق دراجات هوائية فلسطيني

لم يكن الشاب علاء لطفي الدالي (21 عاما)، وهو من سكان وسط مدينة رفح جنوب قطاع غزة، يتخيل أن تؤدي مشاركته في المسيرات السلمية على الحدود الشرقية للقطاع، إلى القضاء على آماله وطموحاته في تمثيل فلسطين في مسابقات الدراجات الهوائية، في دول عربية وأجنبية مختلفة.
فقد أصيب الدالي برصاصة في قدمه اليمنى، ما أدى إلى بترها في وقت لاحق، من قبل الطواقم الطبية التي لم تستطع إنقاذه، بعد أن منع الاحتلال الإسرائيلي تحويله إلى مستشفيات الضفة الغربية، التي تتمتع بإمكانات طبية أكبر، كان من الممكن أن تعمل على إنقاذ قدمه.
وقال الدالي لـ«الشرق الأوسط»، إنه أصيب بطلق ناري متفجر في القدم اليمنى، خلال مشاركته في المسيرات السلمية على حدود قطاع غزة في الجمعة الأولى منها، في 30 مارس (آذار) الماضي؛ مشيرا إلى أنه نتيجة لتدهور حالته ومنع الاحتلال سفره، تقرر بتر قدمه بعد أسبوعين.
وروى الدالي أنه وثلاثة من أصدقائه، استقلوا دراجات باتجاه المنطقة الحدودية في ذلك اليوم، ولم يشاركوا في المواجهات؛ لكنه تعرض لطلق ناري على الرغم من وجوده مع المحتجين السلميين على بعد 200 متر من الجنود الإسرائيليين.
ولفت الدالي - وهو عضو المنتخب الفلسطيني للدراجات الهوائية - إلى أن الاحتلال تعمد منعه، كما العشرات من جرحى المسيرات، من تلقي العلاج في مستشفيات الضفة الغربية.
وقال إنه شعر لحظة تعرضه للإصابة بأنه لن يستطيع العودة لممارسة الرياضة التي يعشقها منذ صغره مجددا. اللعبة التي قال عنها وقد غلبت عليه الدموع: «هاي اللعبة معلقة بروحي».
وأضاف: «الاحتلال بمنعي من الخروج للعلاج وإنقاذ قدمي، حاول أن يحطم حلمي وحياتي المستقبلية، والآن بعدما بترت، يعتقد أنه دمر هذا الحلم وحرمني منه»، واستطرد: «لكن أنا راح أرجع وما راح أستسلم».
وتابع بصوت غلب عليه الحماس: «ما فيه شيء بيكسر الفلسطيني، وقريبا سأعود لممارسة رياضتي المفضلة، سواء بقيت بقدم واحدة أو تم تركيب طرف صناعي»؛ مؤكدا طموحه في السفر إلى ألمانيا لتركيب طرف صناعي، باعتبارها الدولة الأكثر تقدما في هذا المجال، مناشدا الجهات الفلسطينية والعربية والدولية لمساعدته في ذلك.
ويعتبر علاء الدالي المعيل الثاني من بين أشقائه، لعائلة تتكون من 15 شخصا، تعيش في منزل مساحته 100 متر مربع، في أزقة مدينة رفح المكتظة بالسكان، حيث يعيش الجميع في وضع مادي صعب، كما غالبية الفلسطينيين في قطاع غزة، نتيجة انعدام فرص العمل، وازدياد معدلات البطالة، واستمرار الحصار الإسرائيلي والحروب المتكررة على القطاع.
ويأمل الدالي في أن يعود قريبا إلى ممارسة الرياضة مجددا، وتمثيل فلسطين في الخارج؛ مشيرا إلى أنه قبل إصابته كان يتلقى كثيرا من الدعوات للمشاركة في بطولات بالخارج؛ لكن الاحتلال كان يمنعه من الخروج عبر معابر غزة، مثل كثير من الرياضيين الذين حولهم الاحتلال من ناجحين محليا يبحثون عن المجد، إلى أشخاص بلا آمال أو طموح.
ويقول الدالي إن هدف هذه المحاولات الإسرائيلية ضد الرياضيين، هو «قتل كل الطموحات لدينا، وحرماننا من أبسط حقوقنا»؛ مشيرا إلى أن الاحتلال يتعمد استهداف الرياضيين، إما بإطلاق النار تجاههم وإما من خلال اعتقالهم، أو حرمانهم من التنقل عبر المعابر المختلفة.
وقبل أيام، سمحت المحكمة العليا الإسرائيلية، بنقل عدد من الجرحى الفلسطينيين المصابين بحالة قد تعرضهم للبتر، من قطاع غزة إلى مستشفيات الضفة، ولم تسمح بنقلهم للمستشفيات الإسرائيلية لتلقي العلاج. وهي فرصة قد منحت لبعض الجرحى، فيما لم تمنح لآخرين، قبل الحصول على قرار المحكمة، بناء على التماس من منظمات حقوقية فلسطينية وإسرائيلية يسارية.