نتنياهو يطلق احتفالات «قيام إسرائيل» بالتبشير بنقل سفارات أخرى للقدس

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إن دولاً أخرى ستنقل سفاراتها إلى القدس، إضافة إلى السفارة الأميركية التي ستفتح خلال أسابيع قليلة.
وأضاف نتنياهو، في كلمة له خلال تكريم وزارة الخارجية الإسرائيلية لدبلوماسيين، «أن العلاقات مع الولايات المتحدة قد أثمرت إنجازاً دبلوماسياً غير مسبوق، يأتي على شكل اعتراف رسمي بأورشليم (القدس) عاصمة لإسرائيل. بحيث سنجتمع في هذا المكان بالذات بعد عدة أسابيع لنستضيف الزوار بمناسبة افتتاح السفارة الأميركية في القدس. ناهيك عن إعلان دول أخرى نقل سفاراتها إلى عاصمتنا».
وتابع: «لقد نلنا السيادة السياسية بتأييد المجتمع الدولي، كما حظينا باعتراف معظم دول العالم، وتصدينا بنجاح لتلك الجهات التي التمست عزلنا. وها نحن اليوم نجعل إسرائيل قوة عالمية صاعدة».
وجاءت تصريحات نتنياهو ضمن التحضير لاحتفالات «ذكرى الاستقلال»، التي تصادف كذلك ذكرى «النكبة» بالنسبة للفلسطينيين.
وتصل ذروة الاحتفالات في إسرائيل بافتتاح السفارة الأميركية في مايو (أيار) المقبل. ويتوقع الإسرائيليون أن تحذو دول أخرى حذو الولايات المتحدة.
وصادق البرلمان في هندوراس الأسبوع الماضي، على نقل سفارة بلده، من تل أبيب إلى مدينة القدس المحتلة، وأحال المشروع إلى الحكومة. وجاء قرار البرلمان في وقت يطالب فيه الفلسطينيون، الولايات المتحدة، بالتراجع عن قرار الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقل السفارة إليها.
وكان الرئيس الأميركي اعترف في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، بالقدس عاصمة لإسرائيل، ثم أعلن عن نيته نقل سفارة بلاده إلى المدينة المحتلة، في وقت احتفالات إسرائيل بإقامتها. وهو الوقت الذي سيحيي فيه الفلسطينيون ذكرى النكبة، حيث هجرتهم إسرائيل من قراهم وبلادهم الأصلية. وأعلنت غواتيمالا أيضاً نيتها نقل السفارة.
وتحاول إسرائيل جعل احتفالاتها هذا العام مميزة بالإعلان عن نقل سفارات أخرى غير الأميركية للقدس.
واستضافت إسرائيل 40 من سفراء الدول في الأمم المتحدة عشية احتفالاتها التي تبدأ الخميس.
ووصفت وزارة الخارجية الفلسطينية استضافة السفراء بحملة تضليل كبيرة. وقالت في بيان، «إن دولة الاحتلال تواصل القيام بحملات تضليل وتزوير للحقائق في أوساط الرأي العام العالمي والمسؤولين الدوليين، من أجل تبييض انتهاكاتها الجسيمة للقانون الدولي ولجرائمها بحق أبناء شعبنا وأرضه وممتلكاته ومقدساته».
وأضافت: «وفق ما تناقله الإعلام العبري، وتزامناً مع إحياء إسرائيل لذكرى إنشائها الـ70، بادر سفير إسرائيل في الأمم المتحدة، داني دنون، إلى تنظيم زيارة لسفراء 40 دولة في الأمم المتحدة، بدأت بمشاركتهم في المسيرة السنوية لإحياء ذكرى المحرقة في بولندا، ووصلوا قبل أيام إلى إسرائيل، حيث نُظمت لهم جولة في القدس المحتلة، ومن المقرر أن تشمل أيضاً زيارة لمستوطنة (معاليه أدوميم) شرق القدس ومواقع تاريخية وأثرية أخرى، بهدف الترويج لرواية الاحتلال التهويدية».
ورأت الوزارة أن ترتيب هذه الزيارة يأتي في سياق تحرك إسرائيلي لاستمالة هذه الدول لصالح التصويت لعضوية إسرائيل في مجلس الأمن، والمقرر أن يجري نهاية شهر يونيو (حزيران) المقبل، عن طريق الاقتراع السري، كما يأتي في إطار المحاولات الاحتلالية المكشوفة لإقناع العديد من الدول بنقل سفاراتها إلى القدس المحتلة.
وقالت الخارجية الفلسطينية «إن هؤلاء السفراء ودولهم يعلمون جيداً بأن القدس الشرقية وبلدتها القديمة هي أرض فلسطينية محتلة، ويدركون أن المستوطنات غير شرعية وباطلة وغير قانونية، وفقاً للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية، وأن زيارتهم لها تعتبر انتهاكاً لالتزامات دولهم بالشرعية الدولية وقراراتها، وخروجاً على قوانين المنظومة الدولية التي يعملون بها».
وأكدت الخارجية «أنها تنظر بخطورة لهذه الزيارة وتفاصيلها وتأثيراتها»، مبينة أنها بدأت اتصالاتها مع وزارات خارجية الدول التي يشارك سفراؤها في هذه الزيارة، للاستفسار عن مواقفها من مشاركة سفرائها، ووضعها في صورة الارتدادات السلبية لمثل هذه المشاركة الاستفزازية وغير القانونية، علماً بأن «الرئيس محمود عباس ركز بكثير من الإلحاحية، وفي أكثر من مناسبة، على ضرورة التحرك الجماعي والتصدي لمحاولات إسرائيل الحصول على عضوية مجلس الأمن، وأعاد التأكيد على ذلك مرة أخرى أمام قمة القدس الأخيرة التي عقدت في الظهران، وهو ما يتطلب صحوة ضرورية ومواجهة جدية من جانب الدول العربية الشقيقة، لردع المحاولات الإسرائيلية الرامية إلى اختراق الموقف الدولي من القدس المحتلة».