ترمب يطالب بمحاكمة كومي ويصفه بـ«الكاذب البغيض»

هاجم الرئيس الأميركي دونالد ترمب، عبرَ موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، أمس الجمعة، جيمس كومي، قائلاً إن مدير مكتب التحقيقات الاتحادي السابق «مسرب معلومات وكاذب» و«يجب محاكمته» على تسريب معلومات سرية. وتأتي هذه الأنباء بعد وقت قصير من إصدار مقتطفات من كتاب كومي الجديد، المقرر صدوره يوم الثلاثاء المقبل، الذي يرسم صورة لاذعة للرئيس، «كذّاب بالفطرة» و«زعيم غير أخلاقي».
في هذا الكتاب، الذي ينتظره الجميع بشغف، ونشرت الصحف، الخميس، مقتطفات منه قبل أيام من صدوره، يصف قائد الشرطة السابق، ترمب، بأنه مهووس بتفاصيل غير لائقة تتعلق بشخصه.
وكتب ترمب، في تغريدة عبر موقع «تويتر» في وقت مبكر صباح أمس: «ظن الجميع في واشنطن فعلياً أنه يجب إقالته بسبب العمل الرهيب الذي قام به، حتى تمت إقالته بالفعل. لقد سرب معلومات سرية، يجب محاكمته على تسريبها. لقد كذب على الكونغرس تحت القسم».
وتابع ترمب في تغريدته عبر «تويتر»: «إنه ضعيف وكاذب بغيض، كما أثبت الزمن، مدير بالغ السوء لمكتب التحقيقات الاتحادي. وسيتم تصنيف طريقة تعامله مع قضية هيلاري كلينتون المخادعة، والأحداث المحيطة بها، كواحدة من أسوأ (المهام غير المتقنة) في التاريخ. كان شرف عظيم لي أن أقيل جيمس كومي».
في البيت الأبيض أحيا هذا الكتاب مخاوف من الأضرار التي قد يلحقها برئاسة ترمب التي تضررت كثيراً أصلاً جراء الشائعات والإقالات والاستقالات. وأنشأ الحزب الجمهوري موقعاً إلكترونياً باسم «كومي الكاذب»، حيث تنشر سلسلة تصريحات لشخصيات سياسية مسيئة بحق مدير «إف بي آي» السابق.
من جانبها، قالت سارة ساندرز، المتحدثة باسم البيت الأبيض، إن الجمهوريين والديمقراطيين يتفقون على أن جيمس كومي ليست له مصداقية، وقالت في تغريدة على حسابها بـ«تويتر»، أمس، «واحد من الأشياء القليلة التي يتفق عليها أعضاء الحزبين، هو أن جيمس كومي ليست له مصداقية». وأشارت ساندرز في تغريدتها إلى فيديو يظهر فيه عدد من الأعضاء الديمقراطيين بالكونغرس، وهم ينتقدون جيمس كومي بسبب طريقة تناوله للتحقيقات في قضية الإيميلات لهيلاري كلينتون، عندما كانت وزيرة الخارجية في عهد الرئيس السابق باراك أوباما.
وتصف مقتطفات كتاب كومي، كما نقلت عنه «الوكالة الألمانية»، الذي يحمل عنوان «ولاء أعلى: الحقيقة والأكاذيب والقيادة»، ترمب، بأنه شخص «غير مقيد بالحقيقة»، «تدفعه الأنا» و«يطالب بالولاء الشخصي». ويضم الكتاب أول سرد موسع لكومي عن لقاءاته مع ترمب منذ أن أدلى بشهادته أمام الكونغرس العام الماضي. وهذه هي المرة الأولى التي يروي فيها كومي قصته عن لقاءاته مع ترمب منذ أن أدلى بشهادته في الكونغرس العام الماضي. ومن بين الأمور التي أزيح عنها النقاب في الكتاب أن ترمب أنكر، خلال اجتماع مع كومي، مزاعم غير مؤكدة وردت في ملف حول سلوكه المزعوم في موسكو عام 2013، وقام ضابط المخابرات البريطاني كريستوفر ستيل بتجميع تلك المزاعم في ملف، ولكن لم يتم التحقق من ذلك. ويروي كومي في كتابه لأول مرة أنه ناقش مع ترمب تلك المزاعم. وحسب رواية كومي، فإن الرئيس المنتخب آنذاك «نفى بشدة هذه المزاعم». وعمل ترمب بعد ذلك على مدى الأشهر القليلة التالية لكسب ولاء كومي.
ووصف كومي مشهداً جديراً بالمافيا: «أعضاء صامتون يؤيدون كل شيء. زعيم يفعل ما يروق له. قطع وعود بالولاء. النظرة إلى العالم على أساس أن الجميع أعداء لنا. أكاذيب لا حصر لها، أكانت صغيرة أم كبيرة، في خدمة قواعد ولاء تضع المنظمة فوق الأخلاقيات والحقيقة».
وخلال جلسة استماع استثنائية في مجلس الشيوخ، كشف جيمس كومي الضغوط التي خضع لها في البيت الأبيض، خصوصاً أن الرئيس طلب منه «الولاء»، وأيضاً أن يتخلى عن شق في التحقيق يطال الجنرال مايكل فلين مستشاره للأمن القومي الذي أُرغم على الاستقالة. وأقال ترمب، كومي، في مايو (أيار) 2017، وهي الخطوة التي أدت بوزارة العدل إلى فتح تحقيق في التدخل الروسي المزعوم بالانتخابات.