صحافيون يودّعون زميلهم مرتجى... «عين غزة» في وسائل الإعلام

بالدموع ووسط حزن شديد، تقدم زملاء المصور الصحافي القتيل برصاص الاحتلال، ياسر مرتجى، نحو جثمانه المسجى في ثلاجة الموتى بمستشفى الشفاء في مدينة غزة، يلقون تباعاً نظرة الوداع عليه قبل دفنه بمقبرة الشهداء أمس.
وكان عدد من الصحافيين قد ترك تغطية المسيرات الحدودية التي جرت أول من أمس على حدود قطاع غزة، ليبقوا إلى جانب زميلهم مرتجى - الذي وُصف بأنه كان بمثابة «عين غزة» في وسائل إعلام دولية - فور إبلاغهم بإصابته بجروح خطيرة خلال تغطيته مواجهات «مسيرة العودة» عند حدود مدينة خان يونس بجنوب القطاع ظهر الجمعة. وبقي بعضهم لساعات بجانبه في المستشفى إلى أن أُعلنت وفاته فجر السبت.
وودّعت والدة الصحافي الراحل جثمانه وهي تحمل نجله الوحيد عبد الرحمن، في حين كانت زوجته تعاني انهياراً تاماً. وقالت والدته للصحافيين لحظة وصول جثمانه إلى منزل العائلة في حي تل الهوى غرب غزة: «كنا نتوقع استشهاده في أي لحظة، فهو مثل كل الصحافيين في حال خطر دائم بسبب تعمّد الاحتلال قتلهم لكشفهم الحقيقة».
وشارك عشرات الصحافيين في جنازة مرتجى الذي كان يعمل مصوّراً في شركة «عين ميديا» الإعلامية التي تزوّد قنوات محلية وعربية ودولية بمواد إعلامية من غزة، وتنتج أفلاماً عن الوضع في قطاع غزة. وعبّر زملاء للصحافي الراحل عن حزنهم الشديد من خلال منشورات عبر شبكات التواصل الاجتماعي المختلفة وأطلقوا عليه اسم «عين غزة»، في إشارة إلى مشاركته في تسليط الضوء على جرائم الاحتلال، وبخاصة خلال حرب 2014 على القطاع. وكان الراحل قد تمكن من التقاط الكثير من الصور من مجزرة حي الشجاعية عام 2014، وعملية إنقاذ عائلة بأكملها من تحت ركام أحد المنازل بعد ساعات من تدميره بغارة شنتها طائرات حربية إسرائيلية.
ونظم صحافيون وقفة احتجاجية في مستشفى الشفاء رفضاً لما اعتبروه «استهدافاً متعمداً» لهم من قبل قوات الاحتلال خلال تغطيتهم مسيرات العودة على الحدود. وطالب عماد الإفرنجي، رئيس منتدى الإعلاميين الفلسطينيين، خلال كلمة له بإرسال لجنة تحقيق دولية إلى قطاع غزة للتحقيق في جرائم الاحتلال بحق المواطنين والصحافيين. واتهم الاحتلال بتعمد قتل الفلسطينيين والصحافيين على مرأى وبصر كل العالم وبالبث المباشر.
كما شارك عشرات الصحافيين والصحافيات في مدينة رام الله في اعتصام احتجاجي ضد استمرار «جرائم الاحتلال الإسرائيلي» في حقهم. وقال عضو الأمانة العامة في نقابة الصحافيين، عمر نزال، خلال الوقفة، إن جريمة قتل الصحافي مرتجى تضاف إلى الجرائم التي ارتكبها الاحتلال بحق الصحافيين والصحافيات منذ عام 1967، التي أدت إلى ارتقاء 80 شهيداً.
ونعت وزارة الإعلام الفلسطينية المصور الصحافي، معتبرة استهدافه إلى جانب ستة صحافيين آخرين من «يشكّل دعوة عاجلة لمجلس الأمن الدولي لتطبيق فوري لقراره (2222) الخاص بحماية الصحافيين».
من جهته، ادعى الجيش الإسرائيلي، أمس (السبت)، عدم مسؤوليته عن استهداف الصحافيين على حدود غزة. وقال مكتب الناطق باسم الجيش في بيان، إن قواته لم تطلق النار على أي من الصحافيين الذين كانوا يغطون المسيرات. وأضاف: «الظروف التي يُزعم أن الصحافيين تعرضوا خلالها للإصابة من قوات الجيش غير محددة ومعروفة ويجري فحصها»، مشيراً إلى أنه فتح تحقيقاً للوقوف على حقيقة ما جرى.