نظارات «بوز» بتقنيات الواقع المعزّز «تُسمِعكم» ما ترونه

النظارات الذكية المدعّمة بتقنية الواقع المعزز التي عرضتها شركة «بوز»، تعمل من خلال تعويم طبقة بصرية من المعلومات المتصلة بمحيط المستخدم الذي يرتدي هذه الأداة الذكية، والقادر وحده على رؤية ما يراه.
- نظارات صوتية
لا تغيّر نظارات الواقع المعزز التي عرضها «بوز» كنموذج تجريبي في معرض «SXSW» (الجنوب والجنوب الغربي) الذي نظم في مدينة أوستن الأميركية الشهر الماضي، ما يراه الشخص الذي يرتديها، أي أنّها لا تحتوي على أي نوع من العرض الداخلي. ولكن تعد هذه النظارة صاحبها بأن تزوده بكلّ المعلومات المرتبطة بالشيء الذي يراه عبر تحديد موقعه الجغرافي (عبر جي.بي.إس. على هاتفه سواء كان آيفون أو آندرويد)، وبواسطة تعقّب اتجاه رأسه.
لنقل مثلاً أنك توجد في متحف، عندها، ستقول لكم نظارة «بوز» الجديدة جميع المعلومات حول اللوحة الموجودة أمامك. فحين تقف أمام تحفة تجسّد أحد المشاهير، ستسمع خطاباً عن هذه الشخصية التاريخية.
وفي حالات أخرى، قد تسمعك النظارات تسجيلاً صوتياً يقول لك أين تجد البوابة الصحيحة في المطار.
اكتسبت النظارات الذكية الكثير من الاهتمام منذ عام 2013، حين أطلقت شركة غوغل نظاراتها «غوغل غلاس» التي سجلت فشلا ذريعا، فقد كانت الأخيرة باهظة الثمن، وأثارت الكثير من المخاوف المرتبطة بالخصوصية والأمن، ولعلّ طرحها كان مبكراً بعض الشيء. ولكن غوغل عادت هذه الأيام إلى نشاطها في تطوير النظارات الذكية بإصدار مخصص يستهدف عالم الأعمال.
تبنّى الكثير من الشركات منذ ذلك الحين تطوير أنواعاً مختلفة من النظارات الذكية. فقد طوّرت شركة «فوزيكس» نظارة أمازون – أليكسا الذكية الشفافة مستهدفة هواة التقنية من المستهلكين التي وصل سعرها إلى 1000 دولار. تعمل هذه النظارة على عرض إرشادات المواقع، ولائحة الخيارات، وحالة الطقس، والتقارير، وأخبار التواصل الاجتماعي، والكثير غيرها من المعلومات على شكل صورة تظهر أمام عيني المستخدم.
وفي غياب أي نوع من أنواع العرض، تتميّز النظارة التجريبية من «بوز» ببلوتوث، وميكروفون قالت الشركة إنه يمكن أن يستخدم أيضاً في استدعاء مساعد غوغل أو مساعد «سيري» من آبل، إلى جانب مكبرات صوتية صغيرة مزروعة في ذراعيها. باختصار، تعتمد جميع ميزات هذه النظارة على الصوت الذي يصدر منها.
- المتاحف والسياحة
لم تعلن شركة «بوز» عن أي خطط سريعة لتسويق نظارات مشابهة، ولكن كشركة بنت سمعتها لسنوات بالاعتماد على قوتها في صناعة التقنيات الصوتية، تستخدم «بوز» ابتكارها الناشئ لاستعراض منصة صوتية جديدة مدعّمة بالواقع المعزز أو أداة برمجية تستهدف مطوري التطبيقات وصانعيها. ومن المتوقع أن تطرح هذه الأداة للبيع خلال الصيف.
بعد دمج الشركة لهذا البرنامج مع مكبرات صوتية صغيرة جداً وضعتها في ذراعي النظارة التجريبية يمكننا أن نتوقع رؤية هذه التقنية في تطوير إكسسوارات أخرى قابلة للارتداء كالخوذ، والنظارات الواقية، وقبعات البيسبول، وغيرها من إكسسوارات العينين.
وكما هي الحال في النظارات الذكية التقليدية، عندما يكون الشخص الذي يرتديها هو الوحيد القادر على رؤية أي صور تعرض أمامه، سيكون المستخدم الذي يرتدي نظارات «بوز» الجديدة هو الوحيد القادر على سماع الصوت الصادر عنها. قد لا تكون مكبرات الصوت المصغرة موجودة في أذن المستهلك، ولكنها مسلّطة باتجاههما، بحسب ما قال جون غوردون، نائب رئيس قسم الإلكترونيات الاستهلاكية في «بوز». ولفت إلى أنّ المستخدم سيكون قادراً على سماع ما يحصل في العالم الحقيقي، وأن يبقى منغمساً فيما تصدره النظارة في آنٍ معاً، حتى بعد وصول المقطع الصوتي الذي يروي ما يحصل في المحيط.
وفي حال كنت تستمع إلى الموسيقى عبر سماعات «بوز» التي تتضمن تقنية مشابهة، ستتوقف الأصوات مؤقتاً حتى تتمكن من سماع التسجيلات الصوتية الأخرى التي يفترض أن تصل إلى أذنيك عبر النظارة.
نظرياً، ستحصل على فرصة اختيار الصوت الذي تريد سماعه بحسب الاتجاه الذي تنظر فيه. يقول غوردون: «تخيّلوا أنكم تقفون على جسر مقابل (ذا سين) في باريس، وأماكم مباشرة يقع متحف اللوفر، وإلى يساركم برج إيفل، وإلى يمينكم كنيسة نوتردام. عندها، يمكنكم أن تنظروا في أي اتجاه تريدون، وأن تطلبوا من السماعة إخباركم المزيد عن الصرح الذي تنظرون إليه».