بلجيكا: إطلاق اسم ضحية مغربية على إحدى الساحات في مولنبيك

وقف أعضاء لجنة مكافحة الإرهاب في البرلمان الأوروبي، دقيقة صمت في مقر المؤسسة التشريعية الأعلى بالاتحاد الأوروبي، في ذكرى هجمات بروكسل ولندن عامي 2016 و2017 على التوالي. ووقف الأعضاء دقيقة الصمت مع ممثلي الضحايا الذين شاركوا في سلسلة النقاشات العامة بشأن الإرهاب، التي نظمها وروج لها البرلمان الأوروبي. وبهذه المناسبة قال رئيس البرلمان الأوروبي أنطونيو تاياني إن «الإرهاب جريمة لمبادئنا الأساسية، وإحياء ذكرى ضحاياه يمثل دفاعاً عن قيمنا». وأضاف تاياني في بيان بهذه المناسبة: «رأينا هجمات في العديد من المدن كلندن وباريس وبروكسل وبرلين ونيس واستكهولم وبرشلونة استهدفت السائحين والجاليات المقيمة، وعليه لا بد أن نضمن ألا يعاني ضحايا الإرهاب من صدمة إضافية بالحصول على المساعدة في مدينة أجنبية». وأشار إلى أن إنشاء «لجنة في البرلمان الأوروبي خاصة بالإرهاب هي إشارة على الأهمية التي نوليها لأمن مواطنينا».
من جانبها قالت رئيسة اللجنة الخاصة بالإرهاب بالبرلمان الأوروبي ناتالي غريسبيك «إن مشاعرنا اليوم مع ضحايا الإرهاب وعائلاتهم، كما أرحب بالعمل الذي تقوم به المنظمات غير الحكومية في هذا الصدد، وهو أمر أساسي ومثالي». وأضافت أن أي هجوم إرهابي يخرق ثقة الضحية في المجتمع والتزاماتنا تتعدى تماماً كونها قانونية وأخلاقية، إذ علينا الالتزام بمسؤولياتنا تجاه الضحايا وإظهار مدى قوة ومرونة مجتمعاتنا.
ووافقت الجمعية العامة للبرلمان الأوروبي في جلستها في السادس من يوليو (تموز) 2017 على إنشاء لجنة خاصة بالإرهاب، لمعالجة أوجه القصور التشريعي في مهام الأجهزة المعنية بمكافحة الإرهاب في الاتحاد الأوروبي، فضلاً عن تقييم التهديدات الإرهابية على الأراضي الأوروبية والأسباب التي سمحت بوقوع هجمات.
يذكر أن العاصمة البلجيكية بروكسل شهدت في 22 من مارس (آذار) 2016 سلسلة تفجيرات في مطار بروكسل الدولي وفي محطة مترو مالبيك، وذلك بعد أيام قليلة من القبض على المشتبه به الرئيسي في هجمات باريس 2015، وفي 22 من مارس 2017 دهس إرهابي بسيارة دفع رباعي عدداً من المارة على جسر وستمنستر بالقرب من قصر وستمنستر بوسط لندن، ثم قام المهاجم بطعن ضابط شرطة قبل أن يقتله رجال الشرطة. وفي الإطار نفسه، وفي بروكسل، أعربت جمعيات ضحايا الهجوم الإرهابي ببروكسل عن عدم رضاهم في نهاية الحفل الذي نظم الخميس نحو الساعة الثامنة في قاعة المغادرة بمطار زافينتيم، مما دفع رئيس الوزراء إلى الرد على الفور. وقال إنه تبادل بضع كلمات مع أقارب الضحايا بعيداً عن كاميرات التصوير، كما أوضح أنه اتفق قبل ذلك مع ممثلي الضحايا حتى تظل الذكرى حميمة.
وجاء ذلك بعدما أعرب أسر ضحايا هجمات بروكسل عن عدم رضاهم في نهاية الحفل، وأنهم يلومون، على وجه الخصوص، السياسيين الذين لم يشعروا بوجودهم. وأعرب ممثلو الضحايا وبعض الأقارب عن أسفهم لعدم الإعلان عن دقيقة الصمت في جميع أنحاء المطار، وأن الحزام الأمني أبعدهم عن اللوحة التذكارية، كما أنهم يوبخون أعضاء الحكومة الفيدرالية الحاضرين لعدم قدومهم لتحيتهم. وشارك في الحفل عدد من أعضاء الحكومة، ومنهم وزراء الداخلية والعدل والنقل وغيرهم.
وفي بروكسل أيضاً احتفلت بلدية مولينبيك بذكرى لبنى لفقيري البلجيكية من أصل مغربي، إحدى ضحايا الاعتداءات الإرهابية التي هزت العاصمة البلجيكية يوم 22 مارس 2016. وعشية تخليد الذكرى الثانية لهذه الأحداث الأليمة أطلقت بلدية مولينبيك على إحدى الساحات اسم الفقيدة التي قضت بمحطة مترو الأنفاق مالبيك في قلب بروكسل غير بعيد عن المؤسسات الأوروبية. ويعيش في مولنبيك أعداد كبيرة من السكان من أصول أجنبية، خصوصاً من المسلمين من جنسيات مختلفة، وخرج منها عدد من المتورطين في هجمات إرهابية، سواء في بروكسل أو في مدن أوروبية أخرى.
وتم تدشين ساحة لبنى لفقيري بحضور عمدة مولنبيك، فرونسواز تشيبمانس، وسفير المغرب ببلجيكا والدوقية الكبرى للوكسمبورغ محمد عامر وأعضاء أسرة الضحية ومنهم زوجها وأطفالها الثلاثة. وأزاح أعضاء أسرة الضحية الستار عن لوحة تحمل صورة الفقيدة ومقتطف من كتاب من تأليف زوجها محمد البشيري. وفي كلمة بهذه المناسبة، أشادت فرونسواز تشيبمانس بذاكرة «لبنى التي تمثل ما كان يكرهه الإرهابيون: امرأة عصرية، بلجيكية من أصل مغربي، مسلمة، سعيدة، وتحمل مشاريع مع محمد لمستقبل أبنائهم».