ملفات اقتصادية تتصدر زيارة ولي العهد السعودي للولايات المتحدة

يواصل ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، جولاته الخارجية بزيارة رسمية للولايات المتحدة بدأت الثلاثاء، بناءً على توجيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وتستمر لمدة أسبوعين يزور خلالها 7 مدن.
وتعد هذه الزيارة هي الثالثة للأمير محمد بن سلمان منذ توليه ولاية العهد في 21 يونيو (حزيران) الماضي، بعد زيارتين ناجحتين إلى مصر وبريطانيا قبل نحو أسبوعين. وكان قد قام بزيارة لواشنطن في منتصف مارس (آذار) 2017، بعد شهر ونصف الشهر من تولي الرئيس دونالد ترمب الرئاسة.
وأهم ما يميز الزيارات التاريخية لولي العهد السعودي هو البعد الاقتصادي، إذ تبحث تعزيز العلاقات الاقتصادية والتنموية مع الدول الصديقة، وتستعرض أفضل السبل لتعزيز التعاون المشترك والمستمر خاصة في المجالات الاستثمارية في ظل (رؤية السعودية 2030) وبرامجها الطموحة. كما تسعى لجذب كبرى الشركات العالمية الرائدة للسوق السعودي.
وحفلت زياراته الماضية بلقاءات مع كبرى الشركات العالمية في مختلف المجالات، التي رحّبت وأبدت اهتماماً كبيراً بالرؤية الطموحة وإمكان الدخول في شراكات اقتصادية واستثمارية مع الشركات السعودية، حيث تسعى إلى أن تكون شريكة في خطة المستقبل التي ترتكز على التقنية والتكنولوجيا والاستثمار.
الزيارة الحالية للأمير محمد بن سلمان تشمل 7 مدن أميركية، هي: واشنطن، ونيويورك، وبوسطن، وهيوستن، ولوس أنجليس، وسان فرانسيسكو، وربما سياتل أيضاً. وسيجري خلالها لقاءات اقتصادية وتنموية، ويعمل لجلب الاستثمارات الأميركية إلى السعودية، وزيادة التعاون الاقتصادي بين البلدين من خلال الصناعات التقنية، وغيرها.
وأفاد مسؤولون رفيعون في الإدارة الأميركية، أمس (الأحد)، بأنه «خلال وجود ولي العهد السعودي في واشنطن، سنعمل على (إبرام) اتفاقات تجارية بقيمة 35 مليار دولار للشركات الأميركية، ستدعم 120 ألف وظيفة في الولايات المتحدة»، وفقاً لوكالة رويترز للأنباء.
من جانبها، أكدت هليما كروفت الخبيرة بمؤسسة «آر بي كي» للأسواق الرأسمالية، أن زيارة الأمير محمد بن سلمان تستهدف أيضا جذب استثمارات أجنبية إلى السعودية، وبخاصة بعد حزمة الإصلاحات الاقتصادية التي تتبعها المملكة لتنويع مصادر الدخل وتسهيل إجراءات الاستثمارات لجذب مستثمرين أجانب. وأضافت أن ولي العهد السعودي أجرى حزمة واسعة من الإصلاحات في إطار رؤية 2030، ويسعى خلال زيارته إلى الولايات الأميركية المختلفة إلى تصدير صورة حقيقية عن التغيرات التي يشهدها مناخ الاستثمار في السعودية، وأنها تفتح أبوابها للمستثمرين الأجانب في إطار خطة شاملة لإعادة بناء الاقتصاد المحلي.
وذكرت صحيفة «واشنطن بوست» أن الأمير محمد بن سلمان يهدف من خلال برنامج الإصلاح الاقتصادي الذي تطبقه السعودية، إلى إعادة هيكلة الاقتصاد السعودي وخروجه من وضعية الاعتماد على البترول التي ظل مغموراً فيها لعقود طويلة، مشيرة إلى أنه يسعى إلى إعادة بناء المنظومة الاقتصادية من جديد.
وقال بلوتكن بوغاردت، الخبير بمعهد الشرق الأدنى بواشنطن، إن هناك دعماً جيداً من الولايات المتحدة لبرامج التحول التي يقوده الأمير محمد بن سلمان في السعودية.