ألمانيا والصين تسعيان لتقليص إنتاج الصلب تفادياً لحمائية ترمب

أعلنت كل من ألمانيا والصين عن أنهما تعولان على إجراء مفاوضات دولية بشأن تقليص الزيادة الكبيرة في إنتاج الصلب في السوق العالمية.
وقالت مصادر بالحكومة الألمانية إن المستشارة أنجيلا ميركل أجرت أول من أمس اتصالاً هاتفياً مع الرئيس الصيني شي جينبينغ، أعرب الطرفان خلاله عن الرغبة في إيجاد حلول للأزمة حول فوائض الصلب ضمن منتدى يجمع الدول الصناعية والدول الناهضة في العالم على هذا السبيل.
وذكرت المصادر الألمانية أن ميركل وشي أكدا خلال الاتصال على أهمية تكريس تعاون وثيق ومتعدد الأطراف في النطاق التجاري.
وتوجد وفرة في إنتاج الصلب في العالم تقول بيانات أسواقه إن نصفها يأتي من الصين. وتسعى ألمانيا والاتحاد الأوروبي خلال المفاوضات المزمعة إلى الحيلولة دون تطبيق القيود الجمركية التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترمب على صادرات الصلب والألمنيوم.
وكان ترمب أعلن الشهر الجاري عن أن بلاده ستفرض تعريفات جمركية قدرها 25 في المائة على واردات الصلب، و10 في المائة على الألمنيوم المستورد، وهي الخطوة التي تأتي استجابة لتوصيات من الحكومة لحماية مصالح الأمن القومي للبلاد وفق رؤيتها.
وأثارت رسوم ترمب اعتراضات دولية واسعة، فيما حذرت كيانات دولية مثل منظمة التجارة العالمية وصندوق النقد الدولي من أن هذه الرسوم ستساهم في جر البلدان المصدرة للصلب والألمنيوم إلى فرض سياسات حمائية على أسواقها ردا على أميركا، مما يقود الاقتصاد العالمي إلى حرب تجارية.
وهدد الرئيس الأميركي الاتحاد الأوروبي بفرض ضرائب على السيارات إذا قام التكتل الأوروبي بزيادة الرسوم الجمركية على الشركات الأميركية، كرد فعل على الإجراءات الحمائية الأخيرة.
لكنه خفف من حدة النقد الموجه له بإعلانه إعفاء كندا والمكسيك من الرسوم الجديدة، وأضاف أستراليا إلى قائمة الدول المرجح أن يتم إعفاؤها من الرسوم.
وفي هذا السياق، أدلى رئيس الولايات المتحدة أيضا بتصريحات يقايض فيها أوروبا على الإعفاء من الرسوم الحمائية في مقابل إزالة رسوم تفرضها على صادرات من بلاده.
وكتب ترمب على «تويتر»: «الاتحاد الأوروبي بلدان رائعة تتعامل بشكل سيئ جداً مع الولايات المتحدة في التجارة، وتتذمر من الرسوم المفروضة على الفولاذ والألمنيوم».
وانعقد هذا الشهر اجتماع بين ممثلين عن أوروبا واليابان والولايات المتحدة، حاولت فيه البلدان المصدرة للصلب والألمنيوم التفاوض مع أميركا على إعفائها من الرسوم الحمائية الجديدة. وأعلنت المفوضة الأوروبية لشؤون التجارة، سيسيليا مالمستروم، أن الولايات المتحدة لم تقدم إيضاحات كافية حول كيفية إعفاء أوروبا واليابان من الرسوم الحمائية، مشيرة إلى أن المحادثات ستستأنف لاحقا.
ويظهر من التصريحات الأوروبية عزم التكتل الاقتصادي على عدم الاستسلام بسهولة للضغوط الأميركية؛ فقد أعدت المفوضية الأوروبية قائمة بمنتجات أميركية، كزبدة الفستق وسراويل الجينز، قد تفرض عليها رسوماً إضافية إذا لم تستجب أميركا لمطالبها بالإعفاء.
وتوجه وزير الاقتصاد الألماني بيتر التماير أمس إلى واشنطن لإجراء مباحثات تمتد لليوم وغدا مع المسؤولين الأميركيين بهذا الشأن.
وذكر شتيفين زايبرت، المتحدث باسم الحكومة الألمانية، أن كلا من ميركل وشي أكدا على العلاقات الثنائية الوثيقة بين البلدين، وأعربا عن رغبتهما في تعميق الشراكة الاستراتيجية بين بلديهما بصورة أكبر.
ودعت المستشارة الألمانية إلى إجراء مشاورات حكومية خلال العام الجاري بين البلدين في العاصمة الألمانية برلين.
وتعد الصين الدولة الأولى المنتجة للصلب والألمنيوم في العالم، لكنها تستحوذ على حصة صغيرة من الواردات الأميركية من هاتين السلعتين (2.7 في المائة من الصلب و9.7 في المائة من الألمنيوم). وتواجه البلاد انتقادات بسبب إنتاجها المفرط المدعوم مالياً من الدولة إلى حد كبير.