5 ساعات من التحقيق مع نتنياهو وزوجته تعزز الشبهات ضدهما

بعد تحقيق دام 5 ساعات متواصلة أمس في وحدة «لاهاف 433» لمكافحة الفساد، تعززت أكثر الشبهات بتورط رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وزوجته سارة في القضية المعروفة باسم «الملف 4000»، التي طلب بموجبها الزوجان نشر مقالات وأخبار مؤيدة لهما في موقع «واللا» الإخباري، وفي مقابل ذلك سعى نتنياهو لإصدار قرارات حكومية تزيد من أرباح صاحب الموقع، قدرتها الشرطة بربع مليار دولار.
وجرى التحقيق مع نتنياهو على وقع أصوات عشرات المتظاهرين أمام بيته، صرخوا في وجه الشرطة بعبارات غاضبة من قبيل «اعتقلوه... اعتقلوه»، و«أيها الفاسدون مللناكم»، و«أيها الفاسدون اذهبوا إلى البيت»، و«استقل... استقل»، وغيرها من العبارات المليئة بمشاعر الغضب والتذمر، التي تطالبه بالاستقالة فوراً.
وطال التحقيق أمس مع نتنياهو أكثر من المخطط له، لذلك لم يتبقَ ما يكفي لفتح تحقيق معه حول قضية الفساد في صفقة الغواصات الألمانية، المعروفة باسم «الملف 3000»، رغم أن لدى الشرطة أسئلة كثيرة وصعبة، من شأنها أن تغير وضعية نتنياهو من شاهد إلى مشبوه، حسب مصادر مقربة.
ولوحظ أن الشرطة اتبعت أمس أسلوباً مغايراً في التحقيق مع نتنياهو في «الملف 4000»، يشبه أسلوبها في التحقيق مع كبار عصابات الإجرام، حتى تمنع تنسيق الادعاءات بين المشبوهين، حيث أقامت غرفة قيادة في مقر الوحدة المذكورة، وفي الوقت نفسه أجرت 4 جلسات تحقيق في 4 مواقع مختلفة مع نتنياهو داخل مقر إقامته في القدس الغربية، ومع زوجته في مقر الوحدة في بيتح تكفا، ومع نير حيفتس المستشار الإعلامي والاستراتيجي الأسبق في مكتب نتنياهو، وأيضاً مع صاحب موقع «واللا» الإخباري شاؤول إلوفيتش. وراح المحققون في غرفة القيادة ينقلون المعلومات إلى طواقم التحقيق الأربعة، ويوجهون الأسئلة بما يتلاءم من أجوبة المحقق معهم.
وكانت الشرطة قد أبلغت نتنياهو وحيفتس وإلوفيتش بأنهم مشبوهون، وأن التحقيق معهم يجري تحت التحذير. وبناء على أجوبة زوجة نتنياهو، تم إبلاغها أن التحقيق، الذي حمل صفة «تحقيق مفتوح» تحول إلى تحقيق تحت التحذير، أي أنها أصبحت مشبوهة.
وخلال التحقيق، فاجأت الشرطة بالإعلان عن اعتقال مسؤول سابق في وزارة الاتصالات للتحقيق معه في الشبهات بالملف نفسه. ويعتبر هذا المسؤول من المقربين من نتنياهو، وكان قد عينه مسؤولاً كبيراً في وزارة الاتصالات، كما أراد تعيينه مديراً عاماً للوزارة، لكن الشبهات ضده تفيد بأنه دفع باتجاه المصادقة على صفقة «بيزك - يس»، التي يجري التحقيق بشأنها كصفقة فساد كبرى. وبهذا بلغ عدد المشبوهين في هذا الملف 11 شخصاً.
فبالإضافة إلى الزوجين نتنياهو، هناك صاحب الموقع الإخباري وزوجته وابنه، والمديرة العامة للموقع، و5 مساعدين كبار لنتنياهو. وقد بدأت الشرطة تنسج آخر الخيوط في هذا الملف قبل تلخيصه. ويقدر المطلعون عليه أن الشرطة ستنهيه بتوصية إلى النيابة بتقديم لائحة اتهام ثالثة ضد نتنياهو، ستكون أشد خطورة من لائحتي الاتهام، التي أوصت بهما قبل أسبوعين في «الملف 1000» و«الملف 2000». فهنا توجد إفادة متهم تحول إلى شاهد ملك ضد نتنياهو.