ندوة عالمية في الرياض تبحث دور التعليم في تحقيق التنمية المستدامة

بحث منتدى أقيم بالرياض أمس، شارك فيه عدد من النخب الاقتصادية والتنموية والتربوية والتعليمية محلياً وعربياً وعالمياً، دور التعليم وإسهاماته في تحقيق أهداف التنمية المستدامة. وأعلن خلاله عن برامج لرسم خريطة التعليم في السعودية، ودمج مراحل التعليم المبكر، مشدداً على أنّ «رؤية المملكة 2030» رسمت التوجهات والسياسات العامة، بحضور الملكة صوفيا وعدد من النخب العالميين.
وأكد الأمير طلال بن عبد العزيز، رئيس برنامج الخليج العربي للتنمية (أجفند)، رئيس مجلس أمناء الجامعة العربية المفتوحة، أنّ التنمية الحقيقية معنية أكثر بتعزيز إرادة التغيير المستمر في الفرد والمجتمع بما يضمن ترسيخ المفاهيم والقيم الإيجابية وما يستلزم من انفتاح متبصر على التجارب الإنسانية. وقال إن «التغيير الذي يؤدي إلى تحولات تنموية حقيقية لا يكون إلّا بالتعليم الجيد الذي يمكّن الإنسان من مفاتيح الاندماج الواعي في العصر بل وقيادته». وعلى هذا الأساس فإنّ (أهداف التنمية المستدامة 2030) التي اعتمدها قادة العالم في سبتمبر (أيلول) 2015 وضعت التعليم في طليعة أهدافها الـ17.
من جانبه، قال وزير التعليم السعودي، الدكتور أحمد العيسى مخاطبا المنتدى، إن «العنوان الذي تبناه هذا المنتدى حول دور التعليم في تحقيق التنمية المستدامة، لهو عنوان محفز وملهم للتربويين والمفكرين في التأكيد على التعليم النوعي بوصفه الطريق الأوحد للتنمية المستدامة ولكونه السبيل الأول لتحقيق التنمية والرفاه وتوليد الوظائف والقضاء على الفقر والمشكلات الاجتماعية».
وأكد العيسى أنّ «رؤية المملكة 2030» رسمت التوجهات والسياسات العامّة، والأهداف والالتزامات الخاصّة بها، لتكون المملكة نموذجاً رائداً على جميع المستويات، وستكون «الرؤية» بإذن الله منهجا وخريطة طريق للعمل الاقتصادي والتنموي في المملكة، ولقد راعت ضمن مرتكزاتها أهداف التنمية المستدامة المقرَّة من الأمم المتحدة عبر برامجها المختلفة. كما تجد هذه الأهداف التنموية متابعة دقيقة من حكومة المملكة.
وقال إن وزارة التعليم تعكف على عدد من البرامج المرتبطة بالهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة (التعليم)، من خلال التوسع في مرحلة رياض الأطفال ودمج مراحل التعليم المبكر، وإعادة رسم خريطة التعليم ومناهج جديدة لجميع الصفوف تتماشى مع القرن الحادي والعشرين، وتحويل التعليم إلى مهنة جاذبة ومشاركة الأسرة والمجتمع في العملية التعليمية.
وتحدث في افتتاح الندوة البروفسور محمد يونس، مؤسس بنك غرامين في بنغلاديش، مبتكر آلية الإقراض الصغير، مؤكداً ضرورة التحول من نظام التلقين التقليدي إلى غرس الإبداع والابتكار، وقال: «عار على النظم التعليمية أنّها تعلّم الناس كيفية البحث عن عمل ولا تعلمهم كيفية بدء مشروعات، وصناعة فرص عمل لغيرهم».
من جانبه، قال المدير التنفيذي لأجفند، ناصر القحطاني، إنّ «منتدى أجفند التنموي السادس الذي يحمل عنوان (دور التعليم وإسهامه في تحقيق أجندة التنمية المستدامة 2030)، الذي يُنظّم هذه المرة في مدينة الرياض، هو امتداد لسلسلة منتديات عقدها أجفند في كل من الفلبين، والأوروغواي، والرباط، وأبوظبي، وجنيف، وأصبح آلية تنموية تصاحب انعقاد اجتماعات لجنة جائزة أجفند الدولية، وبات إشعاعاً تنموياً ومثار اهتمام المنظمات ذات الشأن، لأنّ القضايا التي تطرح في المنتدى تعالج جذور التنمية وأساسياتها».
وأوضح القحطاني إلى أنّ «عنوان هذا المنتدى هو ثمرة لقرار الأمير طلال بن عبد العزيز (رئيس أجفند)، وتوصيات لجنة جائزة أجفند بتوافق موضوعات الجائزة وفعالياتها المصاحبة مع أهداف التنمية المستدامة التي أعلنتها الأمم المتحدة في سبتمبر 2015. مشيراً إلى أن لجنة الجائزة أعلنت «لا للفقر» موضوعاً للجائزة عام 2018.