في غزة... إغلاق المعابر يحرم زوجة من إلقاء نظرة الوداع على زوجها

لم تكن الكلمات الأخيرة التي أطلقتها الفلسطينية الغزية دينا الأمل إسماعيل وهي تغرّد بها لأقربائها وصديقاتها وزملائها بالعمل لالتقاط صور جنازة زوجها الذي توفي بشكل مفاجئ، سوى نهاية مشهد مؤلم عاشته على مدار 3 أيام، وهي تناشد «الضمائر الحية» مساعدتها للعودة العاجلة إلى قطاع غزة من أجل إلقاء نظرة الوداع الأخيرة على زوجها الراحل.
دينا، التي غادرت غزة منذ أيام مع فتح بوابة معبر رفح، المنفذ الوحيد لسكان القطاع للخروج من بوابة الحصار الكبيرة، فُجعت بعد وصولها إلى القاهرة لتسجيل ابنتها في إحدى كليات الطب بإحدى الجامعات المصرية، بنبأ وفاة زوجها الناشط الحقوقي الفلسطيني بسام الأقرع، لتصاب بحالة من الصدمة.
ناشدت دينا، وهي شاعرة وناشطة وإعلامية فلسطينية، المسؤولين الفلسطينيين والمصريين السماح لها بالعودة إلى قطاع غزة. لكن كلماتها ومناشداتها التي أعاد حقوقيون وشخصيات سياسية التغريد بها والاتصال بالعديد من المسؤولين لحثهم على التعاطي معها إيجاباً، لم تفلح في إعادتها مع أبنائها إلى قطاع غزة لإلقاء نظرة الوداع الأخيرة على زوجها الراحل.
ولم تكتفِ دينا الأمل بإطلاق مناشداتها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، بل تركت القاهرة مسرعة نحو الحدود على أمل أن يكون الجواب سريعاً بالسماح لها بالعودة إلى القطاع، لكنها لم تنجح في ذلك وتابعت هي وأبناؤها جنازة زوجها عبر الصور.
وفضلت دينا البقاء صامتة أمام كل هذا الوجع وعادت إلى القاهرة، حيث فتحت بيت عزاء لزوجها. وتقول ميرفت أبو جامع، صديقة دينا الأمل إسماعيل، لـ«الشرق الأوسط»، إن غزة تحوّلت إلى «سجن كبير» يُحرم مَن فيها من العلاج والتعليم والسفر. وأضافت: «هنا يُقتل فينا الأمل، هنا تُغلق المعابر فيموت المرضى من الأطفال ومن المصابين بالسرطان ونموت بالنوبات القلبية حسرةً على أوضاعنا. هنا يفقد الموظفون أعمالهم وتفقد الأسر لمّ شملها ويفقد الطالب مستقبله. هنا غزة حيث يموت الجميع ببطء ودون أدنى مسؤولية أخلاقية أو وطنية».
وغرّد العديد من الصحافيين والنشطاء عبر شبكات التواصل الاجتماعي معبّرين عن التضامن مع دينا الأمل في مصابها.
وفتحت السلطات المصرية معبر رفح بشكل مفاجئ ظهر يوم السابع من الشهر الجاري وأغلقته في صباح التاسع من الشهر نفسه بشكل مفاجئ بعدما بدأت عملية عسكرية واسعة في سيناء. وتربط مصر فتح المعبر بتأمين الظروف الأمنية في شبه جزيرة سيناء المجاورة لحدود قطاع غزة.