واشنطن تتهم موسكو بعدم القيام بما يكفي لوقف هجمات النظام السوري

حضت الولايات المتحدة أمس (الأربعاء)، روسيا على استخدام نفوذها لدى النظام السوري لإنهاء الحرب، فيما حذر الموفد الدولي من مرحلة «خطيرة» في النزاع المستمر منذ نحو سبع سنوات.
وقالت المندوبة الأميركية في مجلس الأمن نيكي هايلي خلال اجتماع للمجلس حول الأزمة المتفاقمة في سوريا إنه «يمكن لروسيا دفع النظام للالتزام بالسعي إلى سلام حقيقي في سوريا».
وأضافت: «حان الوقت لكي تستخدم روسيا ذلك النفوذ» من أجل «دفع نظام الأسد للقيام بما لا يريد صراحة القيام به».
واتهمت هايلي موسكو بأنها لا تتخذ خطوات كافية لوقف هجمات النظام السوري بما فيها تلك «الكيماوية» ضد السكان المدنيين.
وشددت الدبلوماسية الأميركية على أن «نظام الأسد لا يرغب في التوصل إلى السلام، ويجب على روسيا أن تغيّر إجراءاتها من أجل إقناعه» بالتوصل إلى حل لهذا النزاع.
واعتبرت هايلي أن «نظام بشار الأسد تحول إلى واجهة لإيران و(حزب الله)» اللبناني، وقالت إن لدى «إيران و(حزب الله) خططا، وينويان البقاء في سوريا».
واحتجت البعثة الدبلوماسية الإيرانية لدى الأمم المتحدة في بيان على هذه الانتقادات، وقالت إن إيران تبذل «جهودا صادقة للحد من التوترات في هذا البلد، بينما تحاول الإدارة الأميركية إعاقة أي محاولة لاستعادة الاستقرار والوحدة في سوريا».
وفي أعقاب مواجهة بين إسرائيل وإيران، واشتباكات شاركت فيها قوات التحالف الدولي بقيادة أميركية، وتصعيد القتال في أجزاء عدة من سوريا، دعا الموفد الدولي ستيفان دي ميستورا إلى وقف التصعيد.
وقال دي ميستورا الذي يؤدي مهمة الوساطة منذ العام 2014 «إنها الأحداث الأعنف والأكثر خطورة التي شاهدتها خلال مهمتي بصفتي موفدا دوليا».
وتدخل الحرب في سوريا الشهر المقبل عامها الثامن وسط فشل الجهود الدبلوماسية، فيما تتصاعد أعمال العنف على الأرض.
ونجح تدخل عسكري روسي عام 2015 في ترجيح الحرب لمصلحة الأسد، لكنّ مساعي روسيا للتوصل إلى اتفاق سلام، والتي شملت مؤتمرا في سوتشي الشهر الماضي، لم تؤت ثماراً حتى الآن.
ومع وجود جبهات قتال كثيرة تشارك فيها قوات من دول عدة، قال السفير الفرنسي في الأمم المتحدة فرنسوا دولاتر إن «احتمال امتداد النزاع ووقوع مواجهة إقليمية ودولية كبيرة يجب أن يؤخذ بدرجة كبيرة من الجدية».
وأدت الحرب إلى مقتل أكثر من 340 ألف شخص ونزوح ملايين من منازلهم، فيما يجد 13 مليون سوري أنفسهم بأمسّ الحاجة إلى مساعدات إنسانية.
واشتكى السفير الروسي فاسيلي نيبنزيا من أنّ هناك «دائما أموراً تُطلب» من روسيا، مضيفا أنّ على الولايات المتحدة وحلفائها أن تستخدم في المقابل نفوذها لتخفيف أعمال العنف.
وقال نيبنزيا أمام المجلس إنّ الضربة التي وجهها التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة للقوات الموالية للنظام السوري في منطقة دير الزور شمال شرقي سوريا شكّلت «هجوما غير مبرر».
وكانت هايلي قالت في وقت سابق إنّ التحالف الدولي تصرّف دفاعاً عن النفس في ذلك الهجوم الذي أدّى إلى مقتل العشرات.
ويناقش مجلس الأمن مشروع قرار قدّمته السويد والكويت يطلب هدنة لـ30 يوما في سوريا للسماح بتسليم مساعدات إنسانية إلى المدنيين، ورفع الحصار.
وتواصلت المشاورات الأربعاء في شأن صيغة النص، وقال دبلوماسيون إنّ توقيت التصويت لم يُحسم.
وتابع نيبنزيا أمام المجلس أن الوضع الإنساني في سوريا «معقّد». وأضاف لاحقا أمام الصحافيين، أن وقف النار لا يُمكن حصوله «بين ليلة وضحاها».
وسُمح لأول قافلة مساعدات بالدخول إلى الغوطة الشرقية المحاصرة الأربعاء، بعد قصف عنيف أدى إلى مقتل أكثر من 250 مدنيا.
وفيما يخص المشاورات المتعلقة بمشروع القرار حول الهدنة، قال نيبنزيا: «نبذل جهوداً حثيثة توصّلاً إلى إجماع».
من جهته دعا دي ميستورا إلى «خفض التوتر على نحو فوري»، من دون أن يأتي على ذِكر الطلب الذي تقدّمت به قبل أسبوع وكالات تابعة للأمم المتحدة من أجل تنفيذ هدنة إنسانية على الأرض.
ومتطرّقاً إلى قافلة المساعدات الإنسانية التي وصلت الأربعاء إلى الغوطة الشرقية، قال دي ميستورا إنها لا تمثل «سوى اثنين في المائة» من احتياجات «390 ألف شخص لا يزالون عالقين في المناطق المحاصرة» في سوريا.