لافروف يحذّر من «وجود أميركي للأبد» شرق سوريا

حذَّر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من «خطوات أحادية خطرة» تقوم بها الولايات المتحدة في سوريا، قائلاً: «إنها تهدد بتقويض وحدة البلاد». وأشار إلى قناعة روسية بأن واشنطن «تعمل على ترسيخ وجود طويل جداً وربما للأبد في سوريا».
وقال لافروف، أمس، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره البلجيكي ديدييه رينديرز، في موسكو: إن «الأميركيين لا يستجيبون لنداءات التنسيق بهدف إيجاد توافق في سوريا، بل يعملون على تكريس خطوات خطرة أحادية الجانب»، مشيراً إلى أن «هذه الخطوات تبدو أكثر فأكثر أنها جزء من نهج لإقامة كيان يشبه دولة على جزء كبير من الأراضي السورية في الضفة الشرقية لنهر الفرات وحتى الحدود العراقية. وهذا النهج يكرّس تقويض وحدة الأراضي السورية».
وشكك الوزير الروسي في صحة التأكيدات العلنية الأميركية لأهداف التحرك في سوريا، موضحاً أن روسيا «تسمع من الزملاء الأميركيين تفسيرات جديدة لوجودهم هناك، يتحدثون عن ضرورة الحفاظ على هذا الوجود ليس لحين انتهاء المهام القتالية، بل حتى انطلاق عملية سياسية مستقرة، تؤدي إلى انتقال للسلطة مقبول بالنسبة إلى الجميع، أي للولايات المتحدة. وهذا يعني تغيير النظام». وزاد أن لدى موسكو «أسباباً مختلفة للشعور بأن الولايات المتحدة تريد البقاء هناك لفترة طويلة جداً، إن لم يكن إلى الأبد». ورداً على سؤال بشأن معطيات عن تخصيص وزارة الدفاع الأميركية مبلغ 550 مليون دولار لدعم المعارضة السورية وتشكيل قوات حدودية، قال لافروف إن لدى بلاده «الكثير من الأسئلة التي تتزايد باستمرار وخصوصاً في المرحلة الأخيرة تجاه التصرفات الأميركية في سوريا والتي تقوم بها واشنطن من دون تنسيق أو غطاء أو حتى دعوة من أي طرف».
وأعرب عن أمله أن تأخذ الأمم المتحدة بعين الاعتبار ضرورة التصدي لكل خطوات اللاعبين الخارجيين في سوريا، والتي تؤدي إلى تقويض مبادئ التسوية السورية المثبتة في قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254. كما أعرب عن الأمل بأن تضمن الأمم المتحدة شفافية العملية الدستورية السورية بعد انطلاقها.
وفيما بدا أنه تحوُّل عن الموقف الروسي المعلن حيال مشاركة المكون الكردي في العملية السياسية، قال لافروف إن بلاده «لا تزال تؤكد موقفها الداعي إلى مشاركة الأكراد في كل العمليات المتعلقة بالتسوية في سوريا»، ولكنه استدرك أنه «لا يمكن تجاهل موقف تركيا في هذا الشأن»، موضحاً: «كلنا يعرف موقف تركيا من بعض فصائل القوات الكردية. ويمكن إعطاء تقويمات مختلفة لهذا الموقف، ولكنه يعكس الواقع، وتجاهله بشكل كامل يعتبر أمراً قصير النظر». وزاد الوزير الروسي: «نتابع نتائج قصر النظر هذا في عفرين»، مؤكداً أن روسيا «كانت ولا تزال تؤيد مشاركة الأكراد بشكل مباشر في كل الجهود للتسوية السورية. باعتبار أن الأكراد جزء لا يتجزأ من المجتمع السوري. وأشار إلى أن «مشروع خلافة (داعش) فشل، بالدرجة الأولى بفضل نشاط الجيش السوري بدعم من القوات الروسية». وزاد أن «روسيا لا تنفي أن التحالف الأميركي كانت له أيضاً مساهمة في تحقيق ذلك». وأضاف أنه على الرغم من ذلك، لم يتم دحر «داعش» بشكل نهائي، و«هناك فصائل متفرقة انتشرت في سوريا وتحاول الانتقال إلى البلدان المجاورة».