ترميم وصيانة 12 ألف لوحة فنية

أبرمت وزارة الثقافة التونسية والمحافظة على التراث اتفاقيات تعاون مع خبراء في ترميم وصيانة الأعمال الفنية القديمة، من كوريا الجنوبية والنمسا والولايات المتحدة الأميركية، تهدف إلى تكوين وتدريب مجموعة من خريجي معاهد الفنون الجميلة في تونس في اختصاص ترميم الأعمال الفنية القديمة، وهو اختصاص تفتقده تونس. وتستهدف هذه الخطة إعادة الاعتبار لأكثر من 12 ألف عمل فني اقتنته وزارة الثقافة التونسية خلال حضورها في المعارض الفنية.
ومن المنتظر أن تستغرق عملية الترميم نحو 10 سنوات، لفرز أكثر من 12 ألف عمل فني، البعض منها يعود إلى أكثر من قرن من الزمان، وفيها عدد هام من أعمال فنانين أجانب، وهو ما سيكشف عن كنوز فنية بأتم معنى العبارة.
وأشرفت هياكل وزارة الثقافة التونسية والمحافظة على التراث خلال يومي الاثنين والثلاثاء الماضيين على أكبر عملية نقل أعمال فنية من مكان إلى آخر في تونس، حيث نقلت نحو 1007 أعمال فنية لمختلف أجيال الرسامين من مختلف المدارس الفنية التونسية من مخازن منطقة قصر السعيد (غرب العاصمة) التابعة للوزارة إلى مخازن بالمكتبة الوطنية (وسط العاصمة)، استعداداً لعرضها في متحف الفن الحديث والمعاصر بمدينة الثقافة، الذي سيتم افتتاحه في شهر يونيو (حزيران) المقبل.
وأشار محمد زين العابدين، وزير الثقافة التونسية، إلى أن متحف الفن الحديث والمعاصر بمدينة الثقافة سيقع تدشينه رسمياً يوم 20 مارس (آذار) المقبل، عبر تنظيم معرض للنحت، ثم إقامة معرض تشكيلي في شهر يونيو، بهدف إبراز ثراء المخزون التونسي في مجال الفن التشكيلي، وأضاف أن إجراءات إنقاذ الرصيد الوطني للفن التشكيلي انطلقت منذ 17 شهراً، من قبل إطارات تابعة لوزارة الشؤون الثقافية، بالتعاون مع اتحاد الفنانين التشكيليين التونسيين والرابطة التونسية للفنون التشكيلية، وذلك عبر تصنيف الأعمال الفنية ورقمنتها.
وتندرج عملية نقل هذه الأعمال الفنية في إطار الحملة الوطنية لإنقاذ الرصيد الوطني من الفنون التشكيلية، الذي يحتوي على ما يقارب 12237 لوحة فنية تم جمعها منذ عقد الستينات من القرن الماضي، وبات البعض منها في حاجة إلى العناية والترميم.
وتمكنت وزارة الثقافة التونسية والمحافظة على التراث من جمع هذا «الكنز الفني» الهائل من خلال لجنة المقتنيات التابعة لها، وهي غالباً ما تزور المعارض الفنية التي تقام بدور الثقافة في مختلف جهات تونس، وتقتني البعض من تلك الأعمال في نطاق الدعم المادي للفنانين، وتوجيه البعض من الأعمال إلى الإدارات الحكومية والوزارات، في إطار تزويقها الداخلي.
وبشأن هذه العملية، بينت رابعة الجديدي، مديرة إدارة الفنون التشكيلية بوزارة الثقافة، أن نقل اللوحات الفنية سبقته عملية نقل لـ50 منحوتة، وشملت قائمة الأعمال الفنية مخزون مشتريات الدولة التونسية بين سنتي 2015 و2017، وهي توجد في حالة جيدة إذ إنها لا تستحق ترميم. أما المنحوتات الفنية المنقولة، فهي تعود إلى الفترة الفاصلة بين سنتي 1984 و2014.
واشتهر عدد من الفنانين التشكيليين التونسيين ضمن ما بات يعرف بـ«مدرسة تونس للفن التشكيلي»، ومن بينهم زبير التركي وعبد العزيز القرجي.
وفي هذا السياق، أكد وسام غرس الله، رئيس اتحاد الفنانين التشكيليين، أهمية الحفاظ على المخزون التشكيلي التونسي، وتثمينه وإعداده للعرض في متحف الفن الحديث والمعاصر، وقال إن العمل الفني يستمد قوته من متابعة الناظر إليه، وإنه يكتسب قوته من خلال العرض في الفضاءات المختصة، على حد تعبيره.
يذكر أن مدينة الثقافة، التي يتم تدشينها بصفة فعلية يوم 20 مارس المقبل (عيد الاستقلال في تونس)، قدرت كلفتها الإجمالية بنحو 125 مليون دينار تونسي (نحو 50 مليون دولار)، وهي تحتوي على 3 مسارح ومتحف للفنون المعاصرة و3 قاعات عرض ومكتبة سينمائية ومركز وطني للكتاب ومركز للاستثمار الثقافي ومجمع في مجال الفنون المسرحية والبصرية والسينمائية. كما تضم المدينة قاعة أوبرا تتسع لـ1800 مقعد، وقاعة سمعيات تتسع لـ700 مقعد، وقاعة مسرح تجريبي مجهزة بـ300 مقعد، علاوة على 7 فضاءات أخرى للإنتاج الفني.
وتتميز المدينة بـ«برج الثقافة»، الذي يشرف بشكل بانورامي على مختلف شوارع العاصمة التونسية ومشاهدها البحرية، وسيكون الدخول بمقابل بهدف تنشيط السياحة الثقافية.