قمة أردنية ـ قبرصية ـ يونانية تبحث التعاون الاقتصادي

شارك ملك الأردن عبد الله الثاني، في العاصمة القبرصية نيقوسيا أمس، في قمة ثلاثية ضمت الرئيس القبرصي نيكوس أناستاسيادس، ورئيس وزراء اليونان ألكسيس تسيبراس، وركزت على العلاقات بين الأردن وكل من قبرص واليونان، والتطورات الإقليمية الراهنة.
وتم التأكيد، خلال القمة الثلاثية، على أهمية البناء على علاقات الصداقة التي تجمع بين الأردن وقبرص واليونان، وبما يؤسس إلى شراكة مثمرة تفضي إلى توسيع آفاق التعاون بينهم في العديد من المجالات، وتسهم في تحقيق السلام والأمن والاستقرار في المنطقة والعالم، كما ذكرت وكالة الأنباء الأردنية.
وتطرقت القمة الثلاثية، التي تخللها غداء عمل، إلى القضية الفلسطينية والقدس، إضافة إلى الأزمات في المنطقة، ومساعي التوصل إلى حلول سياسية لها. كما تناولت الجهود الإقليمية والدولية في الحرب على الإرهاب ضمن استراتيجية شمولية.
ووقعت قبرص والأردن اتفاقيات ثنائية حول التعاون الاقتصادي والتقني والاعتراف الجامعي المتبادل بمؤهلات التعليم العالي والصحة العامة والعلوم الطبية، بالإضافة إلى الزراعة والتنمية الريفية. وقبل التوقيع على الاتفاق، عقد أناستاسيادس والملك عبد الله الثاني اجتماعا خاصا تبعته محادثات موسعة بين وفدي البلدين. ووفقا لبيان صحافي صادر عن رئاسة الجمهورية القبرصية، فقد وقع وزيرا خارجية البلدين مذكرة تفاهم حول التعاون الاقتصادي والتقني بين حكومتي جمهورية قبرص والمملكة الأردنية الهاشمية. كما وقع وزير التربية والتعليم في قبرص ووزير خارجية الأردن أيمن الصفدي اتفاقا بشأن الاعتراف الجامعي المتبادل بمؤهلات التعليم العالي، وقام وزير الصحة القبرصي ووزير خارجية الأردن بالتوقيع على بروتوكول للتعاون في مجال الصحة العامة والعلوم الطبية. كذلك، وقع وزير الزراعة القبرصي ووزير الخارجية الأردني على مذكرة تفاهم بين وزارة الزراعة والتنمية الريفية والبيئة ووزارة الزراعة الأردنية في مجالات الزراعة والتنمية الريفية.
وتضمنت الجلسة الأولى من المشاورات الثلاثية عدة محاور، ومنها بحث أوجه التعاون بين الأردن وقبرص واليونان في مجالات تعزيز التبادل التجاري والاستثمارات، وكذلك في قطاعات الطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة، والسياحة، والزراعة، والملاحة والشحن البحري، إضافة إلى مكانة العقبة بصفتها مركزا للشحن البحري والدخول للأسواق الأفريقية، وحماية الآثار، والنقل التجاري، والصحة. كما تناولت الجلسة محورا عن التطورات المتعلقة بالحرب على الإرهاب.
أما الجلسة الثانية من المشاورات، فركزت على علاقات الأردن مع الاتحاد الأوروبي، من خلال الاتحاد من أجل المتوسط، إضافة إلى التطورات المرتبطة بعملية السلام، والأوضاع في سوريا والعراق، وأزمات اللجوء والهجرة.
وفي تصريحات صحافية مشتركة للعاهل الأردني والرئيس القبرصي ورئيس الوزراء اليوناني، عقب القمة الثلاثية، أكد الملك عبد الله الثاني أهمية القمة في الارتقاء بعلاقات الشراكة بين الأردن وقبرص واليونان، وبما يخدم مصالح شعوبها والمنطقة.
وفي معرض حديثه عن الأوضاع في الشرق الأوسط، أكد ملك الأردن أنه «لا يمكن أن يحل السلام والاستقرار دون الوصول إلى حل دائم وعادل للصراع الفلسطيني - الإسرائيلي، والقدس هي مفتاح الحل»، مشددا على أنه «يجب أن تتم تسوية موضوع القدس ضمن إطار اتفاق سلام شامل يستند إلى حل الدولتين الذي يضمن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، التي تعيش جنبا إلى جنب مع إسرائيل».
كما أكد أن أي قرار أحادي حول القدس لن يغير الحقائق القانونية والتاريخية، ولن يقوض حقوق المسلمين والمسيحيين في المدينة المقدسة.
من جانبه، أعرب الرئيس القبرصي نيكوس أناستاسيادس، خلال التصريحات الصحافية المشتركة، عن ترحيبه بملك الأردن ورئيس الوزراء اليوناني، وقال إن «اجتماعنا اليوم (أمس) يؤكد العلاقات الممتازة وروابط الصداقة التي تربط الدول الثلاث، ويضع الأسس لتعاون إقليمي استراتيجي ولتوسعته في العديد من المجالات.