الدول الأفريقية لاعتماد رؤية موحدة حول الهجرة في مؤتمر الرباط

كشف ناصر بوريطة، وزير الخارجية والتعاون الدولي المغربي، أمس أنه من المقرر أن يعرض الملك محمد السادس الأجندة الأفريقية حول الهجرة خلال القمة الثلاثين للاتحاد الأفريقي، التي ستعقد في أديس أبابا يومي 28 و29 يناير (كانون الثاني) الحالي.
ودعا بوريطة خلال افتتاح «المؤتمر الوزاري من أجل أجندة أفريقية حول الهجرة»، الذي عقد أمس في الرباط، الدول الأفريقية إلى اعتماد رؤية موحدة للهجرة حتى لا تظل «مستهلكة فقط»، ويكون لها دور وتصور خاص يؤثر في القرارات الدولية، التي ستعتمد في هذا المجال، لا سيما خلال المؤتمر العالمي حول الهجرة لسنة 2018، الذي سيصادق على «الميثاق الدولي من أجل هجرة آمنة ومنظمة ومنتظمة»، والمقرر أن ينظم يومي 10 و11 ديسمبر (كانون الأول) المقبل في المغرب، وقبله الدورة الـ11 للمنتدى العالمي حول الهجرة والتنمية، الذي سيرأسه المغرب وألمانيا، وتحتضنه مراكش من 5 إلى 7 ديسمبر المقبل.
وأوضح بوريطة أن «قمة أديس أبابا ستركز على ملف الهجرة، وستكون بداية صفحة جديدة لوضع استراتيجية أفريقية متقدمة لتأطير حركية الهجرة داخل القارة»، مشيرا إلى أن المؤتمر الوزاري من أجل أجندة أفريقية للهجرة يندرج في إطار استمرارية المسلسل الذي بدأ خلال الدورة الـ28 لقمة الاتحاد الأفريقي، الذي وافق خلالها الملك محمد السادس على طلب رئيس الاتحاد الأفريقي ورئيس جمهورية غانا ألفا كوندي، تنسيق عمل الاتحاد الأفريقي حول موضوع الهجرة.
ولفت بوريطة المشاركين إلى أن المؤتمر هو عبارة عن لقاء مفتوح للنقاش وإغناء الأفكار، وليس لإلزام الدول بوثيقة معينة، بل محاولة للمشاركة في المواثيق التي تستعد الأمم المتحدة إلى أصدراها حول الموضوع حتى لا تجد الدول الأفريقية نفسها بعيدة عن القرارات الدولية المتخذة في قضايا تعنيها.
كما دعا بوريطة الدول الأفريقية إلى تحمل مسؤوليتها، ووضع أجندة دولية لها، وقال بهذا الخصوص إنه «على القارة أن تكون رائدة في مجال الهجرة لأن المغرب اعتبر سنة 2018 سنة أفريقيا، وأن أفريقيا لا يجب أن تكون فقط منطقة عبور، بل يجب أن تتعود على القيام بالمبادرات، ومشروع الأجندة الأفريقية سيكرس الرؤى التي نسعى لها جميعا».
من جهته، قال ممادي توري، وزير خارجية غينيا، إن الرؤية الأفريقية الموحدة للهجرة ينبغي أن تأخذ بعين الاعتبار حقوق الإنسان، وربط الهجرة بالتنمية وسبل محاربة الهجرة غير الشرعية، مشيرا إلى أنه لا يمكن معالجة قضايا الهجرة انطلاقا من مقاربة أمنية فقط، بل لا بد من البحث في الأسباب التي دفعت إلى تدفق المهاجرين، وهي الفقر والحروب، وضعف التنمية والتغيرات المناخية.
من جانبها، أثارت أميرة الفاضل، مفوض الشؤون الاجتماعية بالاتحاد الأفريقي خلال المؤتمر، قضية الهجرة في ليبيا، والأوضاع التي يعيشها المهاجرون في ظل استمرار الصراع العسكري في ذلك البلد، لافتة إلى أن وضع رؤية موحدة حول الهجرة من شأنه أن يساهم في تحسين أوضاع المهاجرين هناك.
وتميز المؤتمر بحضور ميتي نكوانا مشابا، وزيرة خارجية جنوب أفريقيا للمرة الأولى للمغرب، وذلك بعد إنهاء القطيعة بين البلدين عقب اللقاء الذي جمع الملك محمد السادس ورئيس جنوب أفريقيا جاكوب زوما، نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، على هامش قمة الاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي، التي عقدت في أبيدجان (ساحل العاج).
وقالت نكوانا مشابا في تصريحات صحافية إن «جنوب أفريقيا ترحب بعودة المملكة المغربية إلى العائلة الأفريقية الكبيرة، التي ينتمي إليها»، موضحة أنه خلال اللقاء بين الملك محمد السادس والرئيس زوما تم الاتفاق على تبادل البعثات الدبلوماسية والسفراء بين بريتوريا والرباط، مشيرة إلى أن هذه النقطة تشكل أحد المحاور التي سوف تناقشها مع وزير الخارجية المغربي.