وزيرا خارجية روسيا وفرنسا يبحثان الوضع في سوريا هاتفياً

قالت وزارة الخارجية الروسية في بيان، أمس، إن وزير الخارجية سيرغي لافروف بحث مع نظيره الفرنسي جان إيف لو دريان، الوضع في سوريا وقضايا أخرى خلال محادثة هاتفية الخميس الماضي، بمبادرة من الجانب الفرنسي.
وتابعت وزارة الخارجية إن «الوزيرين تباحثا بشأن مجموعة واسعة من القضايا الثنائية، وناقشا معاً جدول الاتصالات السياسية خلال الفترة القادمة، وركزا على تطور الوضع في سوريا».
وكانت فرنسا قد اتهمت الحكومة السورية بأنها لا تفعل شيئاً من أجل التوصل إلى اتفاق سلام مع المعارضة بعد نحو 7 أعوام من الحرب، وقالت إنها ترتكب «جرائم جماعية» في منطقة الغوطة الشرقية.
ونقلة وكالة «نوفوستي» الروسية عن المندوب الفرنسي الدائم لدى الأمم المتحدة، جيرار أرو، قوله في تغريدة نشرها على حسابه في «تويتر»: «نظام الأسد لم يدخل أبداً في أي مفاوضات منذ بداية الحرب الأهلية... هم لا يريدون توافقاً سياسياً، بل يريدون تصفية خصومهم».
ونددت الولايات المتحدة مساء الجمعة، بـ«عرقلة ومماطلة النظام السوري» في محادثات السلام في جنيف، داعية من يدعم الرئيس السوري بشار الأسد إلى ممارسة «الضغوط» على دمشق.
واختتمت الجولة الأخيرة من المفاوضات الخميس دون تقدم، واتهم مبعوث الأمم المتحدة ستيفان دي ميستورا وفد الحكومة السورية بـ«عدم السعي فعلياً لخوض حوار».
وقالت هيذر نويرت المتحدثة باسم وزارة الخارجية في بيان: «نؤيد دعوة ستيفان دي ميستورا مؤيدي النظام إلى الضغط عليه للمشاركة الكاملة في مفاوضات ملموسة مع المعارضة في جنيف».
كما أشادت بـ«المشاركة البناءة» للمعارضة السورية.
وكان وزير الخارجية ريكس تيلرسون طلب مباشرة من روسيا «التأكد من أن النظام سيشارك في المحادثات».
وأضافت نويرت أن «الولايات المتحدة تدعو جميع الأطراف إلى العمل بجد من أجل التوصل إلى حل سياسي لهذا النزاع»، محذرة من «مواجهة مزيد من العزلة وعدم استقرار دون نهاية في سوريا».
وبالتزامن مع بدء روسيا سحب جزء من قواتها من سوريا، تم الإعلان عن تشكيل عسكري جديد أُطلق عليه اسم «ألوية المشاة الخفيفة» تابع للفيلق الخامس الذي سبق وشكلته روسيا من المقاتلين السوريين. وباشر النظام بث دعايته عبر وسائل الاتصال لحث الشباب على الالتحاق بالتشكيل العسكري الجديد، حيث تتوارد يومياً عشرات من رسائل الموبايل القصيرة إلى المشتركين بشركتي «الخليوي سيرتيل» و«إم تي إن»، العاملتين في سوريا، تتضمن دعوة إلى التطوع بألوية المشاة الخفيفة. تقول الرسائل: «شارك بشرف الانتصار على الإرهاب... التحق بألوية المشاة الخفيفة الطوعية» و«بادر بالالتحاق بألوية المشاة الخفيفة الطوعية وساهم بإعادة الأمن والاستقرار إلى سوريا» توقيع ج.ع.س (الجمهورية العربية السورية).
يشار إلى أن القائد الروسي للفيلق الخامس فاليري أسابوف، كان قد قُتل مطلع نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي في محيط دير الزور، إثر قصف استهدف نقطة تمركزه، حسب المصادر الروسية الرسمية، التي أشارت إلى مقتل نحو 39 عسكرياً روسياً في سوريا، منذ بدء التدخل العسكري في سوريا سبتمبر (أيلول) 2015.
وتلقى الفيلق الخامس تعزيزات في نهاية أغسطس (آب) الماضي، شملت دبابات «تي - 62 إم» وآليات المشاة القتالية المدرعة «بي إم بي - 1». وقد تم تشكيله في نوفمبر 2016 «للعمل إلى جانب تشكيلات قوات النظام والقوات الرديفة والحليفة لإعادة الأمن والاستقرار إلى كامل الأراضي السورية»، حسب الإعلام الرسمي.
وركزت حملة الدعاية والحث على الالتحاق بـ(الفيلق الخامس اقتحام)، على أن الهدف من تشكيله «المساهمة في دحر الإرهاب».
كانت وزارة الدفاع الروسية قد بدأت بسحب جزء من قواتها العاملة في سوريا عقب زيارة الرئيس فلاديمير بوتين إلى قاعدة حميميم الأسبوع الماضي، وقال الفريق أول سيرغي سوروفيكين، إن موسكو ستسحب 23 طائرة ومروحيتين والشرطة العسكرية ومركز إزالة الألغام ومستشفى عسكرياً. وذلك بعد إعلان الرئيس المحافظة على القاعدة الجوية في حميميم، والبحرية في طرطوس.
ويقاتل إلى جانب قوات النظام العشرات من الميليشيات الرديفة، أي أن مقاتليها سوريون، وميليشيات حليفة مقاتلوها شيعة من جنسيات متنوعة أبرزها لبنانية وعراقية، إلا أن أكبر الميليشيات الرديفة هي ميليشيا «الدفاع الوطني» التي أسسها الحرس الثوري الإيراني عام 2012 (دعم وتمويل وتدريب). وطالب القائد العام للحرس الثوري الإيراني، اللواء محمد علي جعفري، في نوفمبر الماضي، حكومة النظام في دمشق ومجلس الشعب، بأن يصوتا على قانون يعترف بشرعية قوات (الدفاع الوطني) التي عزم النظام على حلّها مع ميليشيات أخرى ككتائب البعث، إلا أن القرار اصطدم برفض إيراني أدى إلى التراجع، لتبقى ميليشيا «الدفاع الوطني» منتشرة في أغلب مناطق سيطرة النظام وتحت إشراف القيادة الإيرانية.
في السياق نفسه، اتهم المركز الروسي للمصالحة في سوريا التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، «بمواصلة تعاونه مع بقايا الإرهابيين، رغم تأكيد واشنطن أنها ملتزمة بالقضاء على مسلحي تنظيم داعش».