تايسون فيوري يتعهد باستعادة أمجاده وألقابه العالمية للملاكمة

تعهد الملاكم البريطاني تايسون فيوري بطل العالم السابق في وزن الثقيل بأن يترك «الكابوس الذي لازمه طيلة العامين الماضيين» وراء ظهره وأن يستعيد ألقابه العالمية التي يقول إنه الأحق بها، وذلك بعدما جرت تبرئة ساحته من جانب منظمة مكافحة تعاطي المنشطات بالمملكة المتحدة، وتعرف اختصاراً باسم «أوكاد».
كان فيوري، البالغ 29 عاماً، قد وافق على تسوية مع «أوكاد» بخصوص النتيجة الإيجابية التي خرجت بها العينة الخاصة به فيما يتعلق بمادة ستيرويد ناندرولون المحظورة، الأمر الذي تسبب في منعه من اللعب مدة عامين بدءًا من ديسمبر (كانون الأول) 2015.
وقالت وكالة «أوكاد» في بيان إن الملاكم الشهير وافق على قبول إيقافه لمدة عامين بأثر رجعي لتنتهي مدة الإيقاف يوم الثلاثاء الماضي. وقالت الوكالة البريطانية إنه بات بوسع فيوري المشاركة في أي نزال جديد بمجرد أن ينال رخصة الملاكمة، لكن ذلك يحتاج لموافقة مجلس الملاكمة البريطاني.
وتم سحب الاتهام الثاني الموجه ضد فيوري بشأن «مزاعم إخفاقه في تقديم عينة في سبتمبر (أيلول) 2016.
وأصبح فيوري بطلا للعالم ونال ألقاب رابطة الملاكمة العالمية والاتحاد الدولي للملاكمة ومنظمة الملاكمة العالمية ومنظمة الملاكمة الدولية بعد فوزه على الأوكراني فلاديمير كليتشكو في نوفمبر (تشرين الثاني) 2015 لكنه لم يشارك في أي نزال منذ ذلك الحين. وفاز كليتشكو 25 مرة ولم يتعرض لأي خسارة خلال مشواره الاحترافي.
وأشار بطل العالم السابق للوزن الثقيل بعد حصوله على الضوء الأخضر لاستئناف نشاطه إلى أنه قد ربما يجدد رخصته لخوض المباريات من جهة أخرى في ظل اعتقاده بأن الاتحاد البريطاني لملاكمة المحترفين يعامله بطريقة سيئة. وقال فيوري: «هناك عدة بدائل أمامي، من يدري... فربما لن أتوجه للاتحاد البريطاني لملاكمة المحترفين عقب ما قاموا به والطريقة التي تصرفوا بها بشأن الموضوع بأكمله».
وأضاف: «لدي مجموعة كبيرة من الاتحادات حول العالم التي تفتح ذراعيها وترحب بي»، قبل أن يترك علامات ورموزا في التعليق لوصف ما يشعر به عقب المعاملة التي لاقاها.
وكان فيوري وابن عمه وزميله الملاكم، هيوي، قد جاءت نتيجة تحليل عينتهما إيجابية في فبراير (شباط) 2015، ومع هذا، لم يتقدم «أوكاد» باتهام رسمي ضد الملاكمين حتى يونيو (حزيران) 2016، وبحلول ذلك الوقت، كان تايسون فيوري قد انتصر على فلاديمير كليتشكو. وكان من المقرر عقد مباراة أخرى مع الملاكم الأوكراني في يوليو (تموز) 2016، لكن تايسون فيوري أرجأ المواجهة، متعللاً بإصابته بالتواء في الكاحل، وذلك في ذات يوم إعلان «أوكاد» توجيه اتهاماً رسمياً إليه بتعاطي منشطات. من جانبهما، نفى تايسون وهيوي بشدة الاتهامات الموجهة لهما، مشيرين إلى أن النتيجة الإيجابية جاءت نتيجة تناولهما لحم خنزير بري عالي الهرمونات.
إلا أن القضية ازدادت تعقيداً بسبب عدة عوامل أخرى، على رأسها إخفاق تايسون فيوري في اجتياز اختبار تعاطي كوكايين في سبتمبر 2016، واعترافه لاحقاً بتعاطي مخدرات على سبيل الترفيه للتغلب على معاناته من الاكتئاب بسبب الإصابة ومشكلاته مع «أوكاد».
وبعد إصدار «أوكاد» بيانا توضح فيه الوصول لاتفاق مع تايسون فيوري وهيوي فيوري وتسوية الإجراءات التي اتخذتها ضدهما بناءً على وجود نسب مرتفعة من الناندرولون في عينات البول التي قدماها في أعقاب المواجهة التي خاضها كل منهما في فبراير 2015، فقد تم احتساب الإيقاف من تاريخ أخذ العينة بما أن تايسون لم يخض أي لقاء.
وأضاف البيان: «يقوم موقف (أوكاد) على أن قواعد مكافحة تعاطي المنشطات التي أقرها تعرضت للخرق وينبغي أن يترتب على ذلك التداعيات التي حددتها المنظمة. أما موقف تايسون وهيوي فيوري فيدور حول أنهما لم يتعمدا قط خرق أي قاعدة تتعلق بمكافحة تعاطي المنشطات. وبالنظر إلى الحجج والحجج المضادة والمخاطرة الكامنة وراء عملية تسوية الخلاف، وافق الطرفان على تسوية. كما وافق مجلس إدارة رياضة المصارع البريطاني على تسوية هذه الإجراءات على ذلك الأساس».
وستكون عودة تايسون فيوري للملاكمة نهاية لعامين من المشاكل التي حاصرته كبطل العالم للملاكمة للوزن الثقيل واضطراره للتنازل عن لقبي رابطة الملاكمة العالمية ومنظمة الملاكمة العالمية للتركيز على التأهيل الطبي والتعافي من تعاطي الكوكايين.
وكان فيوري قد طلب تأجيل مواجهته الثانية مع كليتشكو مرتين الأولى في يوليو (تموز) 2015 بسبب إصابة في الكاحل ثم لسبب طبي لم يحدده قبل أن يعلن تفكيره في الاعتزال بعد دخوله في قضايا التنشط والمخدرات.
وانسحب فيوري بهدوء من الساحة عقب الاتهامات التي وجهت إليه وقال حينها: «أشعر أنه من العدل والإنصاف ولصالح الملاكمة أن أسمح لآخرين بالمنافسة على اللقبين اللذين فزت بهما بفخر وحملت لقب بطل العالم للوزن الثقيل بلا هزيمة».
وأضاف: «فزت باللقبين على الحلبة وأؤمن بخسارتهما في الحلبة لكني لست قادرا على الدفاع عنهما في الوقت الحالي. اتخذت قرارا صعبا بالتنازل عن اللقبين، وأتمنى التوفيق لجميع المنافسين المقبلين حيث أواجه تحدياً كبيراً آخر في حياتي أعلم أنني سأفوز به كما فعلت أمام كليتشكو».
وكان فوز فيوري على كليتشكو في دوسلدورف في ألمانيا في نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) 2015 واحدة من أكبر المفاجآت في تاريخ الوزن الثقيل.
وكانت الهزيمة الأولى لكليتشكو في 11 عاما قبل أن يطلب الملاكم الأوكراني المخضرم مواجهة أخرى. وأبدى كليتشكو غضبه بعد طلب فيوري إلغاء المواجهة للمرة الثانية الشهر الماضي واتهم الملاكم البريطاني «بجر الملاكمة إلى الوحل».
وبعد تنازل فيوري عن لقبيه سنحت الفرصة مجددا لكليتشكو لاستعادة ألقابه العالمية في مواجهة البريطاني الآخر أنطوني جوشوا لكن الأخير نجح في إسقاط البطل الأوكراني البالغ 41 عاما بالقاضية في الجولة الحادية عشرة ليصبح هو النجم الأبرز على مستوى رياضة الملاكمة في العالم حاليا.
ويأمل عشاق الملاكمة أن ينال تايسون فيوري، 29 عاما، فرصة لمواجهة مواطنه جوشوا، 28 عاما، في لقاء يتوقع أن يجذب رقم قياسي من الجماهير.
واعترف جوشوا بوجود مفاوضات من أجل خوض نزال ضد تايسون فيوري وقال إن المنظم إيدي هيرن بدأ التحرك في هذا الشأن.
وقال جوشوا إنه مهتم بمواجهة فيوري وينتظر حصول الأخير على رخصته التي سحبها منه الاتحاد البريطاني لملاكمة المحترفين.
وأضاف جوشوا: «إنني مستعد لمواجهة كل أبطال العالم... يجب أن أواجه الجميع، الكل يريد مشاهدة النزال بيني وبين فيوري».
وواصل: «أتمنى له التوفيق لأننا بحاجة لمشاهدته مجددا في الحلبة. اتصل إيدي بتايسون محاولا التوصل لاتفاق بجانب دعمه في قضيته».