المواجهات تتجدد في الضفة... وقصف عنيف على غزة

تواصلت أمس المواجهات في الضفة الغربية بين فلسطينيين محتجين على قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، والقوات الإسرائيلية التي استعانت بمستعربين لخطف واعتقال فلسطينيين شاركوا في المظاهرات، فيما قصف الطيران الإسرائيلي أهدافا في قطاع غزة.
واشتبك فلسطينيون مع الجيش الإسرائيلي عند نقاط التماس في بيت لحم والخليل ورام الله وطولكرم وقلقيلية وطوباس، ورشق المتظاهرون القوات الإسرائيلية بالحجارة والزجاجات، وأغلقوا شوارع في وجه الجنود الذين أطلقوا الرصاص الحي والمطاطي وقنابل الغاز والصوت، والمياه العادمة على المتظاهرين.
وسجلت أعنف المواجهات قرب رام الله، إلى حد استخدمت فيه القوات الإسرائيلية مستعربين لخطف متظاهرين فلسطينيين، حيث قامت قوة من المستعربين بخطف خمسة شبان، من بينهم فتاة واثنان من المصابين أثناء المواجهات عند المدخل الشمالي لمدينة البيرة.
وتسلل المستعربون بين المتظاهرين، ثم أخرجوا أسلحتهم وأطلقوا النار صوب متظاهرين أثناء محاولة اعتقالهم، فيما راح الجيش الإسرائيلي يشكل لهم حماية بالرصاص وقنابل الصوت والغاز. كما أظهرت لقطات فيديو المستعربين وهم ينقضون على شبان ويبرحونهم ضربا قبل اعتقالهم. وحمل المشاركون في المظاهرات أعلاما فلسطينية ولافتات كتب عليها «لا دولة من دون القدس»، و«القدس عربية وعاصمة الدولة الفلسطينية».
والمستعربون هم وحدة في الجيش الإسرائيلي، يتخفى عناصرها بالأزياء العربية، ويلبسون عادة كوفية فلسطينية، ويتسللون بين المتظاهرين العرب كأنهم متظاهرون ثم ينفذون مهمتهم.
ومع توسع المظاهرات في الخليل اعتقلت القوات الإسرائيلية فتاتين من داخل سيارة إسعاف في حلحول شمال المدينة. وأجبر الجنود الفتاتين على الخروج من سيارة إسعاف تابعة للهلال الأحمر الفلسطيني تحت تهديد السلاح، ثم اعتقلوهن لجهة غير معلومة.
وفي غزة، أصيب شابان، أحدهما بالرصاص الحي خلال المواجهات التي اندلعت شرق حي الشجاعية بمدينة غزة. وقد جاءت مواجهات غزة بعد ساعات من شن سلاح الجو الإسرائيلي غارات على عدد من الأهداف التابعة لحركة حماس الواقعة في جنوب قطاع غزة، وذلك «ردا على إطلاق صاروخ باتجاه سواحل مدينة أشكلون (عسقلان)»، حسبما قال ناطق عسكري إسرائيلي أمس.
وكان مسلحون قد أطلقوا صاروخا تجاه أشكلون، لكنه سقط في مناطق مفتوحة.
وتفيد التقديرات العسكرية الإسرائيلية بأن من أطلق الصاروخ هم نشطاء من حركة «الجهاد الإسلامي». فيما أشارت وسائل إعلام إسرائيلية إلى أن القذيفة سقطت في منطقة مفتوحة، ولم تسبب أي أضرار.
وجاء هذه التطورات بعدما تصدت القبة الحديدية في إسرائيل لقذيفة أخرى أطلقت من غزة باتجاه إسرائيل، وتم تفجيرها في السماء.
ووفق مصادر إسرائيلية، فإن هذه القذيفة هي التاسعة منذ بداية الأحداث المحتجة على قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب.
وفيما تجددت أمس المواجهات في مناطق متفرقة من الضفة الغربية لليوم السابع على التوالي، دعت لجنة المتابعة للقوى الوطنية والإسلامية في غزة إلى «مسيرة مليونية» بعد غد الجمعة على أطراف القطاع، رفضا للقرار الأميركي بشأن القدس.
وأعلنت مصادر فلسطينية أمس ارتفاع حصيلة المواجهات في الضفة الغربية وقطاع غزة مع الجيش الإسرائيلي إلى أربعة قتلى ونحو ألفي مصاب منذ إعلان ترمب بشأن القدس.
وقالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطينية إن طواقمها تعاملت مع نحو ألفي إصابة منذ يوم الخميس الماضي في الضفة الغربية وقطاع غزة، بينهم 130 إصابة بالرصاص الحي، وأكثر من 380 بالرصاص المطاطي.
من جهته أعلن نادي الأسير الفلسطيني في بيان أن إسرائيل اعتقلت نحو 60 فلسطينيا من الضفة الغربية وشرق القدس ليلة أمس.
وحسب إحصاءات فلسطينية رسمية فإن إسرائيل اعتقلت ما يزيد على 260 فلسطينيا منذ بدء الاحتجاجات الفلسطينية على قرار ترمب بشأن القدس قبل أسبوع.