ريال مدريد يصطدم بسان جيرمان وبرشلونة يواجه تشيلسي

أسفرت قرعة دور الـ16 لمسابقة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم التي سحبت أمس في نيون السويسرية، عن مواجهتين من العيار الثقيل تجمعان عملاقي إسبانيا ريال مدريد حامل اللقب وبرشلونة بباريس سان جيرمان الفرنسي وتشيلسي الإنجليزي على التوالي.
ولم يكن هناك مفر من حصول مواجهات نارية في الدور الثاني، لا سيما بعدما أنهت أندية مثل ريال مدريد، الفائز باللقب في الموسمين الأخيرين، وتشيلسي وبايرن ميونيخ الألماني ويوفنتوس الإيطالي وصيف 2017، دور المجموعات في المركز الثاني.
وأسعف الحظ إلى حد ما مانشستر سيتي ومانشستر يونايتد وليفربول الإنجليزية، إذ إن التأهل إلى ربع النهائي في متناولها تماما.
ووقع سيتي الذي يتربع على صدارة الدوري الممتاز، بمواجهة بازل السويسري الذي يعود مجددا إلى مانشستر بعد أن كان في الدور الأول في المجموعة ذاتها مع يونايتد.
وستكون المباراة الأولى على الإطلاق بين سيتي وبازل في سويسرا، ويبدو فريق المدرب الإسباني جوسيب غوارديولا مرشحا فوق العادة لتخطي منافسه في ظل الأداء المميز الذي يقدمه هذا الموسم إن كان محليا أو قاريا، حيث أنهى دور المجموعات في صدارة مجموعته السابعة بفارق 3 نقاط عن شاختار دونتيسك الأوكراني.
أما بالنسبة لجاره يونايتد الذي شارك في المسابقة القارية الأم بعد تتويجه بطلا للدوري الأوروبي «يوروبا ليغ» للمرة الأولى في تاريخه، فسيتواجه مع اشبيلية الإسباني.
وأعرب أوسكار ارياس مدير الكرة بنادي إشبيلية عن أسفه لوقوع فريقه في مواجهة مانشستر يونايتد، مؤكدا في الوقت نفسه أن فريقه لديه حظوظه لعبور هذا الدور.
وقال ارياس: «في الإناء لم يبق شيء سهل، مانشستر يونايتد نادي تاريخي، وستكون مواجهة صعبة وجميلة».
وأضاف: «ستكون لدينا حظوظ، ولكنها معقدة للغاية مع فريق قوي جدا».
وترك إشبيلية انطباعا سلبيا للغاية بعد سقوطه يوم السبت الماضي بخماسية نظيفة أمام ريال مدريد في الدوري الإسباني، بيد أن ارياس أكد أنه يأمل في أن يطرأ تحسن على الفريق قبل شهر فبراير (شباط) المقبل، موعد انطلاق منافسات الدور الثاني من دوري الأبطال.
من ناحيته، يلتقي ليفربول مع بورتو البرتغالي للمرة الرابعة، ويملك الفريق الإنجليزي الأفضلية كونه فاز في مباراتين وتعادل في الأخريين، فيما يلعب ممثل إنجلترا الآخر توتنهام الذي تصدر مجموعته أمام ريال مدريد، مع يوفنتوس الإيطالي للمرة الأولى.
ومن المؤكد أن المهمة الأصعب بالنسبة لممثلي إنجلترا الخمسة، ستكون لتشيلسي بطل الدوري الممتاز الذي يواجه برشلونة في اختبار صعب لرجال المدرب الإيطالي أنطونيو كونتي.
ويعود الفريقان بالذاكرة إلى نصف نهائي نسخة 2011 – 2012، حين فاز تشيلسي في ذهاب نصف النهائي على أرضه 1 - صفر بقيادة مدرب إيطالي آخر هو روبرتو دي ماتيو الذي قاده إلى النهائي بعد التعادل إيابا في كامب نو 2 - 2، ثم إلى الفوز باللقب على حساب بايرن ميونيخ.
وعلق غييرمو أمور لاعب برشلونة السابق ومدير العلاقات العامة بالنادي الكتالوني على القرعة قائلا: «نظرا إلى الاحتمالات المتوفرة، كنا ندرك إمكانية مواجهة بايرن ميونيخ أو تشيلسي بعد أن احتلا المركز الثاني في مجموعتيهما... إذا كنا نريد الوصول إلى النهائي، يجب الفوز على الجميع. إنها مواجهة جميلة وواقع أننا سنخوض المباراة الأولى خارج ملعبنا، يعطيك دائما الأفضلية». وأضاف: «سنرى من الآن وحتى موعد اللقاء من سيتعامل مع المواجهة بشكل أفضل. نأمل أن نكون في قمة عطائنا عندما نصل إلى الموعد المحدد، لأننا نواجه فريقا إنجليزيا صلبا، ويملك لاعبين ممتازين».
أما بالنسبة للمواجهة التي يمكن اعتبارها الأقوى، فستكون بين ريال مدريد ونجمه البرتغالي كريستيانو رونالدو وباريس سان جيرمان الذي يضم في صفوفه حاليا نجم برشلونة السابق البرازيلي نيمار.
ولم يفز أي فريق بلقب المسابقة القارية الأم ثلاث مرات متتالية منذ منتصف السبعينات حين حقق ذلك بايرن ميونيخ، ما يجعل إنجاز الفوز به مرة أخرى بالنسبة لريال كبيرا جدا في حال نجح في تخطي سان جيرمان ومواصلة مشواره نحو نهائي مايو (أيار) في كييف.
ويملك ريال مدريد ما هو لازم لإضافة إنجاز اللقب الثالث على التوالي، إلى ذلك الذي حققه في 2017 حين فاز على يوفنتوس الإيطالي 4 - 1 في النهائي وأصبح أول فريق يحتفظ بلقب المسابقة بصيغتها الجديدة، والأول على الإطلاق بالصيغتين الجديدة والسابقة (كأس الأندية الأوروبية البطلة) منذ أن حقق ذلك ميلان الإيطالي عام 1990.
وأسف أسطورة ريال ايميليو بوتراغينيو الذي يشغل حاليا منصب مدير النادي الملكي، لوقوع فريقه في مواجهة منافس مثل سان جيرمان في هذه المرحلة المبكرة من البطولة، قائلا: «لعب الحظ دوره.
فريقان بهذه الإمكانات سيتواجهان في الدور ثمن النهائي وأحدهما سيودع البطولة». وأنفق سان جيرمان الذي سبق له أن تواجه مع ريال مرة واحدة في دوري الأبطال، وكانت في دور المجموعات لنسخة 2015 - 2016 حين تعادلا صفر - صفر في باريس وفاز النادي الملكي 1 - صفر على أرضه، أموالا طائلة لتعزيز صفوفه ومحاولة الفوز باللقب للمرة الأولى في تاريخه، وكان أبرز تعاقداته نيمار الذي كلفه 222 مليون يورو لفك ارتباطه ببرشلونة.
وتحدث بوتراغينيو عن سياسة النادي الباريسي الذي ضم أيضا كيليان مبابي من موناكو في صفقة ستكلفه الصيف المقبل 180 مليون يورو، قائلا: «يعززون صفوفهم بلاعبين رائعين كل صيف. قوتهم تزداد طيلة الوقت وقدموا أداء مثاليا إلى حد كبير في دور المجموعات وتصدروا أمام بايرن ميونيخ الألماني. ومن المؤكد أن الجميع بانتظار المواجهة بين رونالدو، المتوج الخميس الماضي بجائزة الكرة الذهبية للمرة الخامسة في مسيرته، ونيمار الذي دافع عن ألوان الغريم التقليدي برشلونة من 2013 حتى الصيف المنصرم وتوج معه باللقب القاري عام 2015 وبالدوري الإسباني مرتين».
وعلق الإسباني أوناي ايمري مدرب سان جيرمان أعلى مواجهة ريال مدريد قائلا: «إنها مواجهة إقصائية جميلة جدا. أعتقد أننا نملك المستوى الذي يخولنا الفوز على ريال مدريد. إذا كنت تريد تحقيق شيء هام في دوري الأبطال، عليك أن تواجه أفضل الفرق. ونحن نملك المؤهلات للمنافسة. هناك الكثير من اللاعبين الموهوبين في الفريقين... مباريات من هذا النوع، تشكل صلب ومحور كرة القدم. هذا أمر إيجابي جدا. ستكون مواجهة جميلة جدا للمشجعين وعالم كرة القدم بأكمله. أنا متأكد بأن الفريق جاهز لخوض هذه المباراة. مررت أنا وباريس سان جيرمان بالكثير من اللحظات الهامة، وكلها كانت فرصا جيدة... أنا متأكد أن الفريق سيكون في وضع مثالي عندما تبدأ الأدوار الإقصائية». وسيكون بايرن ميونيخ أمام الاختبار الأسهل بين الكبار، كونه يواجه بشكتاش التركي الذي التقاه النادي البافاري خلال موسم 1997 - 1998 وفاز عليه ذهابا وإيابا في دور المجموعات بنتيجة واحدة 2 - صفر.
وقال لاعب بايرن ميونيخ السابق ومديره الرياضي حاليا البوسني حسن صالح حميدزيتش عن لقاء بشكتاش: «ستكون المواجهة الأولى لنا معهم. نعلم بأنهم أقوياء جدا لأنهم كانوا في نفس مجموعة لايبزيغ الألماني في دور المجموعات.
ستكون المهمة صعبة لكن القرعة تناسبنا. بالطبع، لا يصب في صالحنا أن نلعب المباراة الأولى على أرضنا، والإياب في إسطنبول ليس بالأمر السهل». وسيكون باب التأهل مفتوحا على مصراعيه بين شاختار وروما الإيطالي الذي انتهى مشواره في الدور ثمن النهائي لنسخة 2010 - 2011 على يد الفريق الأوكراني بالخسارة أمامه 2 - 3 ذهابا وصفر - 3 إيابا. وتقام مباريات الذهاب في 13 و14 و20 و21 فبراير المقبل، ومباريات الإياب في 6 و7 و13 و14 مارس (آذار) المقبل.