مراحل خروج المغلوب بدوري الأبطال الاختبار الحقيقي لأندية إنجلترا

ستشهد قرعة دور الستة عشر لدوري أبطال أوروبا لكرة القدم التي تُجرى غداً، مشاركة 5 أندية إنجليزية في رقم قياسي يعيد إلى الأذهان هيمنتها على مرحلة خروج المغلوب قبل عقد من الزمان، حيث بدأت حقبة جديدة من تفوق الدوري الإنجليزي الممتاز لها ما يبررها. وتصدرت أندية مانشستر سيتي وتوتنهام هوتسيبر ومانشستر يونايتد وليفربول مجموعاتها عقب نهاية دور المجموعات، بينما حل تشيلسي في المركز الثاني بمجموعته.
ولم يسبق لأي دولة أن مثّلها 5 أندية في دور الستة عشر، حيث كان أفضل رقم سابق هو 4 أندية، وحدث ذلك في عدة مناسبات لأندية إنجلترا وإسبانيا وألمانيا. وكان هناك بعض النتائج التي تشير إلى التقدم الحقيقي للأندية الإنجليزية مثل فوز توتنهام 3 - 1 على ريال مدريد في ويمبلي، بينما واجهت الأندية الإنجليزية الغنية بعض الاختبارات الحقيقية الصعبة. وربما واجه أنطونيو كونتي مدرب تشيلسي، الذي حلّ ثانياً خلف روما ومتقدماً على أتليتيكو مدريد، طريقاً أكثر صعوبة من منافسيه في الدوري الممتاز. وقال كونتي عقب التعادل 1 - 1 مع أتليتيكو الأربعاء الماضي: «أعتقد أن الأمر لم يكن هيناً بالنسبة إلينا، لكن الطريق كان سهلاً أمام الكثير من هذه الأندية التي بلغت الدور التالي».
وسحق ليفربول ضيفه سبارتاك موسكو 7 – صفر، وهي النتيجة ذاتها التي تفوّق بها على ماريبور السلوفيني خارج أرضه، بينما أشار مدربه يورغن كلوب إلى هذه النقطة قائلاً: «دوري الأبطال ليس أسهل من الدوري الممتاز»، رغم أنه من غير المرجح أن ينتصر فريقه بالنتيجة ذاتها في أكثر من مباراة في الدوري المحلي.
وأشاد بيب غوارديولا مدرب مانشستر سيتي، كثيراً بمنافسيه نابولي وشاختار دونيتسك، باعتبارهما من أكبر الأندية في أوروبا، ورغم هذه القوة فإن سيتي نجح في التأهل عن المجموعة قبل مباراتين على النهاية. ولم يشعر جوزيه مورينيو مدرب مانشستر يونايتد بأي قلق يذكر أمام بازل السويسري وسسكا موسكو وكذلك بنفيكا الذي خسر كل مبارياته الست. وستسفر قرعة الدور التالي، المقررة غداً، عن مواجهات أكثر صعوبة للأندية الإنجليزية التي استعادت تألقها السابق بين 2006 و2009 عندما شهد الدور قبل النهائي 3 أندية إنجليزية لـ3 أعوام متتالية.
والعنصر الذي غالباً ما يحمّله البعض إخفاقات الأندية الإنجليزية في السنوات الأخيرة هو قوة الدوري الممتاز في ظل عدم توقف المسابقة في الشتاء، ما يلقي بظلاله على ختام المسابقة الأوروبية. ويرى كونتي أن هذا العنصر قد يتسبب مجدداً في فشل الأندية الإنجليزية على الصعيد الأوروبي هذا الموسم. وأضاف المدرب الإيطالي: «يجب أن ندرك ولا ننسى أن الدوري المحلي صعب للغاية. يتعين عليك خوض مباريات كثيرة. عندما تخوض هذا العدد من المباريات وتصل للمراحل الأخيرة من الموسم وتخوض مباريات دور الثمانية وقبل النهائي تكون الأندية الإنجليزية لا يزال أمامها الكثير من المباريات لخوضها. لهذا السبب قد يكون من الصعب الانتصار. لكن الأندية الإنجليزية قوية للغاية وتملك القدرة على الفوز وبلوغ نهائي دوري الأبطال».
لكن رغم ذلك لا توجد بالتأكيد إشارات على مشاعر الإفراط في الثقة من المدربين الأجانب للأندية الإنجليزية، حيث قال مورينيو إن مانشستر يونايتد «ليس مرشحاً» للفوز باللقب في كييف في مايو (أيار) المقبل، بينما يرى غوارديولا أن المرشحين البارزين للفوز باللقب هم ذاتهم نفس الأسماء المعروفة. وقال: «ربما تكون جيداً اليوم لكن في فبراير (شباط) قد تعاني من كارثة أو يتبدل الأداء ويصبح العكس. ستكون منافسة صعبة. المنافسون الثلاثة أقوياء (ريال مدريد وبرشلونة وبايرن ميونيخ) وكذلك البقية لكننا سنحاول».