تشكيل «جيش العشائر» في درعا

أعلن الحرس الجمهوري السوري، عن «تشكيل عسكري جديد في جنوب سوريا، يحمل اسم (جيش العشائر)، ليكون أحد الألوية الرديفة التابعة له، على غرار ميليشيا (قوات الدفاع الوطني)». وكشف رجل الأعمال عبد العزيز الرفاعي، لمواقع «صحافية الوطن» المقربة من النظام، عن تعيينه قائداً لما بات يعرف بـ«جيش العشائر»، لافتاً إلى أن قرار تعيينه «اتخذ بتوجيه من القيادة العسكرية لنظام الأسد»، في وقت أكدت المعارضة أن هذا التشكيل «هو عبارة عن ذراع عسكرية إيرانية، لتكون أداة تفجير في المنطقة».
وتقدم للتطوّع في هذا التشكيل الجديد، نحو 160 شخصاً من أبناء درعا، بطلبات التحاق، من بينهم قادة فصائل معارضة سابقون أعلنوا رغبتهم في القتال إلى جانب النظام على حدّ تعبير الرفاعي، الذي أشار إلى أن «باب الانتساب لهذا التشكيل متاح لجميع أبناء عشائر درعا، بمن فيهم المنشقون سابقاً عن النظام والمتخلفون عن الخدمة الإجبارية والاحتياطية».
لكنّ هذه الخطوة لا تعني أن هدف النظام قابل للتحقق، وفق تقدير عضو المجلس العسكري في «الجيش الحرّ» أبو أحمد العاصمي، الذي أكد لـ«الشرق الأوسط»، أن «النظام يحاول منذ سنتين، إنشاء كيانات عسكرية مسلّحة على غرار (لواء 313) وميليشيات (قوات الدفاع الوطني) في جنوب سوريا، إلا أن كل محاولاته باءت بالفشل». وشدد على أن «الولاء في درعا يختلف عن مناطق أخرى مثل دير الزور والرقة، باعتبار أن كل شباب المنطقة الجنوبية، أو معظمهم مستقطبون في الجيش الحرّ، ومعظمهم يحملون السلاح ضمن الفصائل الثورية»، لافتاً إلى أن النظام «يسعى لإيجاد قوة رديفة موالية له داخل عشائر درعا لتشكل غطاء لعملياته العسكرية».
وشدد العاصمي على أن «هذا الجهد إيراني بحت، لأن الحرس الثوري الإيراني يسعى إلى خلق أذرع عسكرية تابعة له في الجنوب، قادرة على خلق صراعات مذهبية في المستقبل، تجعل الأوضاع قابلة للاشتعال بشكل دائم، وهذا يتناقض مع الرغبة الروسية أيضاً»، لافتاً إلى أن «وجود بضع عشرات في صفوف هذا التشكيل، لا يعني أن درعا تقبل بهذه الظاهرة، وهذا يعني أيضاً أن من التحقوا به هم إما مغرر بهم بالمال أو أجبروا على الالتحاق بالترهيب».
وتعتبر عمليات التجنيد في التشكيل الجديد سواء «لواء 313» أو «جيش العشائر»، استهدافا بشكل خاص المطلوبين للخدمة الإلزامية والاحتياطية في نظام الأسد، ويلتحق معظم الشباب بسبب الخوف من السحب الإجباري والاحتياطي من قبل النظام، وإرسالهم إلى جبهات القتال في المحافظات الأخرى.