مصر تنجح في «تجنيب» غزة تصعيداً إسرائيلياً جديداً

نجحت المخابرات المصرية في منع تصعيد إسرائيلي جديد على قطاع غزة، عقب التوتر الأمني والعسكري الذي وقع أول من أمس على الحدود، وذلك بعد إطلاق مقاومين فلسطينيين قذائف هاون على موقع عسكري للجيش الإسرائيلي شمال القطاع، ما دفع الجيش للرد بقصف مدفعي وجوي في أنحاء متفرقة من قطاع غزة.
وقالت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، إن مسؤولاً كبيراً في جهاز المخابرات المصرية بالقاهرة أجرى اتصالاً مطولاً مع زياد نخالة، نائب أمين عام حركة الجهاد الإسلامي، الموجود في لبنان، بحث خلاله وقف أي رد فعل من الحركة بعد اتهامات إسرائيل للتنظيم بالوقوف خلف عملية إطلاق قذائف الهاون.
وبحسب المصادر، فإن اجتماعاً عقد بين الوفد المصري الموجود في غزة لمتابعة ملف المصالحة مع قيادة حركة الجهاد الإسلامي في قطاع غزة، بهدف بحث قضية التصعيد وبعض القضايا المتعلقة بالمصالحة.
ووفقاً للمصادر، فإن مصر نجحت في منع حركة الجهاد الإسلامي من التصعيد، مشيرة إلى أن المسؤولين في القاهرة تواصلوا مع الجانب الإسرائيلي لوقف الغارات على القطاع.
وقال نافذ عزام، عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي، عقب لقاء الوفد المصري، إن وجهات النظر كانت متقاربة بشأن العدوان الإسرائيلي ومجمل القضايا المتعلقة بالوضع الفلسطيني، موضحاً أن «الوفد المصري حريص على ما يحقق حفظ حقوق الشعب الفلسطيني، والمصريون يسعون دائماً لرفع المعاناة عن شعبنا وتجنيبه مزيداً من الاعتداءات الإسرائيلية».
في المقابل، قالت مصادر عسكرية إسرائيلية للقناة العبرية الثانية، إنه تم نقل رسالة لحركة حماس، مفادها أن إسرائيل غير معنية بالتصعيد، وأنها تعتبرها المسؤولة عن أي أحداث عسكرية تخرج من قطاع غزة، مشيرة إلى أنها علمت من الجهة الوسيطة (مصر) أنه تم نقل الرسالة ذاتها لحركة الجهاد الإسلامي.
يأتي ذلك، في وقت تشهد فيه الضفة الغربية تطورات ميدانية، بسبب استمرار الاعتداءات العسكرية الإسرائيلية ومن المستوطنين على الفلسطينيين في بلدة قصرة جنوب نابلس المجاورة لمستوطنة يتسهار القريبة، وذلك بعد يوم واحد من استشهاد المزارع محمود عودة (48 عاماً) على يد مستوطن مسلح.
وأصيب عشرات المواطنين بالرصاص المطاطي واستنشاق الغاز جراء المواجهات العنيفة التي اندلعت في تلك البلدة بعد أداء صلاة الجمعة، احتجاجاً على قتل الشهيد عودة، ومواصلة الاحتلال احتجاز جثمانه ومنع تسليمه، وأفادت جمعية الهلال الأحمر في نابلس بأن طواقمها تعاملت مع عدد من حالات الاختناق جراء إطلاق قنابل الغاز المسيلة للدموع بالقرب من المنازل المحيطة بمنطقة المواجهات.
وفي قرية نعلين قمعت قوات الاحتلال مسيرة سلمية مناوئة للاستيطان وللجدار العنصري، خرجت إحياءً ليوم التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني. كما قمعت الفعالية الأسبوعية المطالبة بفتح الطريق الرئيسية المؤدية إلى منطقة قلقس شرق الخليل، والتي تم إغلاقها منذ 17 عاماً، واحتجزت علاء الحداد مصور تلفزيون فلسطين في المحافظة، ومنعت الصحافيين من تغطية الفعالية.
وفي غضون ذلك، أقدمت جرافات عسكرية إسرائيلية فجر أمس على هدم منزل عائلة الأسير محمد زياد أبو الرب، أحد سكان بلدة قباطيا في جنين، بعد أن رفضت المحكمة العليا التماساً قدمه فريق الدفاع عن العائلة لمنع هدمه. ووقعت خلال العملية العسكرية في قباطيا مواجهات مع عشرات الفلسطينيين ما أدى لإصابة شاب برصاصة مطاطية، وطفل بالاختناق جراء إلقاء الاحتلال قنابل الغاز خلال مواجهات مع شبان البلدة. وتتهم قوات الاحتلال أبو الرب بتنفيذ عملية مع شاب آخر من أقربائه قتلا خلالها مستوطناً في المنطقة الصناعية بكفر قاسم في الرابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.
وقتل ليلة أول من أمس جندي إسرائيلي طعناً من قبل مجهولين في مدينة عراد بالنقب. وقالت الشرطة الإسرائيلية إنها تبحث عن المنفذين، فيما توعد بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي بمواصلة البحث عن المنفذين واعتقالهم.
وفي سياق منفصل، قالت صحيفة «هآرتس» العبرية، في تقرير لها، إن 20 فلسطينياً من قطاع غزة توفوا منذ بداية العام الحالي، نتيجة حرمان إسرائيل لهم من العلاج في مستشفيات الضفة الغربية والقدس والخط الأخضر.
وبحسب الصحيفة، فإن السلطات الإسرائيلية ترفض السماح لغالبية المرضى الفلسطينيين بمغادرة القطاع عبر معبر بيت حانون «إيرز» لتلقي العلاج. ونقلت عن منظمة الصحة العالمية أن هناك 1920 طلباً لمرضى من غزة يريدون المغادرة لتلقي العلاج في المستشفيات، موضحة أن من بين هؤلاء 222 طفلاً، ومراهقاً دون سن 18 سنة، و113 مسناً يبلغ عمرهم 60 سنة فأكثر، كما أن 42 في المائة من طلبات التصاريح الطبية التي قدمت في شهر سبتمبر (أيلول) الماضي، التي يبلغ عددها 1858 طلباً، ظلت عالقة من دون رد.