اليوم... الهلال يتحدى شتاء سايتاما و60 ألف ياباني بحثاً عن الحلم الآسيوي

في مواجهة الشتاء القارس، وقرابة 60 ألف مشجع ياباني سيحتشدون في ملعب مدينة سايتاما القريبة جداً من العاصمة اليابانية طوكيو، يقف الهلال ممثل الكرة السعودية أمام مهمة تاريخية لنيل اللقب الآسيوي الغائب عن خزائنه، عندما يلاقي أوراوا الياباني في إياب النهائي، بعد أن تعادلا ذهابا 1-1 في الرياض.
وافتتح البرازيلي رافائيل سيلفا التسجيل في مباراة الذهاب منذ وقت مبكر من عمر المباراة وتحديداً في الدقيقة السابعة مستغلاً خطأ مشتركا بين دفاع الفريق الأزرق وحارس المرمى عبد الله المعيوف، قبل أن ينجح المهاجم السوري عمر خربين في تعديل النتيجة بتسجيل الهدف قبل دقائق قليلة من نهاية شوط المباراة الأول.
وتبدو الحظوظ متساوية بين الفريقين مع أفضلية نسبية للفريق الياباني تتمثل في إقامة المباراة على أرضه وبين جماهيره، إضافة إلى نتيجة التعادل في مباراة الذهاب التي ستمنحه أكثر من فرصة لخطف اللقب «الفوز بأي نتيجة إضافة إلى التعادل السلبي دون أهداف».
أما الهلال فتكمن حظوظه في تحقيق اللقب القاري الذي طال انتظاره في الفوز بأي نتيجة إضافة إلى التعادل الإيجابي بأكثر من هدف، والذي سيرجح كفة الفريق الأزرق بحسابات الأهداف خارج أرضه، أما التعادل الإيجابي بهدف لمثله فسيطيل مدة المباراة ويتجه بها نحو الأشواط الإضافية.
وأضاع الهلال فوزاً ثميناً في مواجهة الذهاب كان سيسهل مهمته هذا اليوم كما أهدر خربين أكثر من ثلاث فرص محققة كان من شأنها أن تجعل أمر تتويجه بالبطولة القارية مجرد مسألة وقت.
ومنذ انطلاق الأدوار النهائية في البطولة الآسيوية، لم يتعرض فريق الهلال لأي خسارة في مسيرته كاملة بالنسخة الحالية من البطولة، وسجل نتائج كبيرة في الأدوار النهائية من البطولة، حيث تأهل إلى دور الستة عشر بعد فوزه بمجموع المباراتين 4-2 على فريق استقلال خوزستان الإيراني.
وفي ربع النهائي واجه العين الإماراتي حيث تعادلاً سلباً دون أهداف في مواجهة الذهاب قبل أن ينتفض الفريق الأزرق ويمطر شباك خصمه بثلاثية كان بطلها البرازيلي كارلوس إدواردو، أما في دور نصف النهائي فقد اكتسح فريق بيرسبوليس الإيراني برباعية في مواجهة الذهاب قبل أن يتعادلا إيجاباً بهدفين لمثلهما في مواجهة الإياب ويخطف الهلال بطاقة العبور نحو المباراة النهائية.
ويخشى الهلال من تكرار سيناريو 2014، حينما فقد اللقب لصالح ويسترن سيدني، بعد الهزيمة صفر - 1 في مجموع مباراتي ذهاب وإياب النهائي.
ويتطلع رامون دياز، مدرب الفريق، لتحقيق إنجاز شخصي بخلاف الأرقام القياسية التي سيقود الهلال إليها، حال التتويج باللقب، فإنه يصبح أول مدرب أرجنتيني يتوج بالبطولة الآسيوية.
وتلقى الهلال ضربة موجعة بإصابة أبرز لاعبيه المحترف البرازيلي كارلوس إدواردو بقطع في الرباط الصليبي وذلك بعد خروجه متأثراً بالإصابة في مباراة الذهاب التي ودعها سريعاً في الدقائق الأولى ليزج المدرب الأرجنتيني رامون دياز بنواف العابد بديلاً عنه، والذي نجح في تقديم مباراة مميزة.
وبات من المؤكد أن يجرى الأرجنتيني رامون دياز تغييراً في قائمته الأساسية التي سيخوض بها اللقاء مساء اليوم السبت وذلك لتعويض غياب إدواردو، وذلك إما بالزج بنواف العابد منذ بداية المباراة أو اللعب بمهاجمين صريحين وذلك بمشاركة مختار فلاته إلى جوار المهاجم السوري عمر خربين.
ورغم غياب البرازيلي إدواردو عن قائمة فريقه الأزرق وأبرز مبارياته وأكثرها أهمية فإن الفريق الهلالي يملك الكثير من العناصر القادرة على تعويض الغياب وصناعة الفارق في هذه المباراة، يأتي في مقدمة هذه الأسماء المرشح لنيل جائزة أفضل لاعب آسيوي المهاجم السوري عمر خربين صاحب هدف التعادل في المباراة الماضية.
ونجح خربين في وضع بصمة مميزة منذ انضمامه في منتصف الموسم الماضي قادماً من فريق الظفرة الإماراتي قبل أن يقوم الهلال بشراء عقده بصورة نهائية خلال فترة الانتقالات الصيفية، حيث يتصدر خربين حالياً قائمة هدافي دوري أبطال آسيا برصيد عشرة أهداف حضر الجزء الأكبر منها في الأدوار النهائية حيث سجل سبعة أهداف منذ انطلاق دور الستة عشر.
ويزخر خط وسط الفريق الأزرق بالكثير من الأسماء المميزة يبرز منها حالياً سالم الدوسري الذي صعد نجمه في الفترة الأخيرة وبات عنصراً مؤثرا في نجاحات الهلال وانتصاراته، إضافة إلى نواف العابد المتوقع حضوره كلاعب أساسي هذا المساء لتعويض غياب زميله في خط الوسط كارلوس إدواردو.
وشكل الهلال خطورة كبيرة في المباراة الماضية عن طريق لاعب الظهير الأيمن محمد البريك الذي تمكن من اختراق دفاعات الفريق الياباني والمساهمة في صناعة أكثر من هجمة كانت أهداف محققة لولا رعونة لاعبي الهلال في التعامل معها، حيث سيكون من نقاط قوة الفريق الأزرق هذا المساء.
أما فريق أوراوا الياباني فتبدو نتائجه متذبذبة في الأدوار النهائية من البطولة حيث يخفق في مواجهات الذهاب ثم يعود بنتائج كاسحة في مباريات الإياب وينجح في تحقيق المهمة، ففي دور الـ16 خسر ذهاباً من جيجو يونايتد الكوري الجنوبي قبل أن يكسبه إيابا بثلاثة نظيفة دون رد.
وفي ربع النهائي خسر أوراوا الياباني من مواطنه كاواساكي فرونتال بثلاثية مقابل هدف قبل أن يعود وينتفض في ملعبه وينجح بتسجيل أربعة أهداف مقابل هدف يتيم حيث قادته هذه النتيجة للتأهل إلى دور نصف النهائي، أما في الدور قبل الأخير من البطولة فسجل نتيجة اعتيادية، وذلك بتعادله ذهابا مع شنغهاي الصيني بهدف لمثله قبل أن يكسب المباراة الثانية بهدف يتيم دون رد ويطير لملاقاة الهلال في المباراة النهائية.
ويحاول فريق أوراوا الياباني تكرار نتائجه الإيجابية التي يسجلها في مواجهات الإياب خلال مسيرته الحالية بالبطولة ويبحث عن تحقيق لقبه الثاني في البطولة الآسيوية وتكرار منجز نسخة 2007 الذي عانق معه الكأس الآسيوي بعد فوزه على سباهان أصفهان الإيراني وتتويجه للمرة الأولى.
ويدرك الفريق الياباني صعوبة مهمته، خاصة أن فريق الهلال ظهر بصورة فنية كبيرة في مواجهة الذهاب دون أن ينجح الفريق الضيف في مجاراته أو الوقوف أمام سيل الهجمات الزرقاء، رغم استفاقته في مجريات الشوط الثاني الذي ظهر فيه فريق أوراوا الياباني بصورة نسبية أفضل عما بدأ عليه في الشوط الأول.
ويتسلح فريق أوراوا الياباني بجماهيره التي يعتبرها أبرز أسلحته هذا المساء، حيث يتوقع أن تشهد المباراة حضوراً جماهيرياَ لكافة مقاعد الملعب المتاحة، حيث اعتاد الفريق الياباني بوجود مساندة جماهيرية دائمة ومؤثرة في غالبية مواجهات الفريق الأحمر.
ويحلم أوروا باللقب الثاني والغائب منذ 10 أعوام عن النادي، حيث كان قد تُوج دياموندز بدوري أبطال آسيا عام 2007 عقب فوزه على سبأهان أصفهان الإيراني 3 – 1 في مجموع مباراتي الذهاب والإياب.
ويضم أوروا ريدز عددا من اللاعبين المميزين، أبرزهم وأخطرهم المهاجم رافايل سيلفا، الذي أظهر مستوى لافتا للنظر خلال لقاء الذهاب واخترق دفاعات الهلال مسجلا هدف الفريق، كما أنه يحتل المركز الثالث في ترتيب قائمة هدافي البطولة برصيد 8 أهداف وبفارق هدفين عن السوري عمر خربين، مهاجم الهلال.