انطلاق منتدى الإعلام الإماراتي بهدف مكافحة «الأخبار المفبركة»

شددت منى المري رئيسة نادي دبي للصحافة على أن ملفات ومحاور الدورة الرابعة من منتدى الإعلام الإماراتي، والذي ينطلق اليوم تبحث عن ترسيخ دور الإعلام كدرع واق ضد ظواهر خطيرة ظهرت مؤخراً في المنطقة، منها «الحروب الإعلامية».
وقالت المري إن الحروب الإعلامية تسعى لتحقيق أهداف وصفتها بالخبيثة تخدم أجندات خاصة، لا سيما في ظل الأوضاع المتوترة التي تشهدها المنطقة، في الوقت الذي توظف فيه حكومة الإمارات كل طاقتها من أجل بناء المستقبل وتشييد صروح حضارية وعلمية واقتصادية، والتي من شأنها أن تعود بالخير ليس فقط على أهل الإمارات ولكن أيضاً على شعوب الدول المحيطة على امتداد المنطقة.
وأوضحت في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن المنتدى الذي ينعقد على مدى يوم واحد يسعى لتعزيز دور الإعلام كوسيلة أولى للتصدي للفكر المضلل الساعي لإحداث حالة انقسام وإذكاء الفرقة بين الناس بنشر الأكاذيب والترويج للفتن.
وقالت: «لا شك في أن الإعلام يحمل مسؤولية كبيرة كخط دفاع أول للوقوف في وجه كل الأقلام المغرضة والأبواق، التي تريد أن تفوّت على المنطقة فرص التقدم واللحاق بركب التطور العالمي»، موضحة أن الإمارات اختارت أن يكون تركيزها منصباً على ترسيخ أسس مستقبل مزدهر حافل بالنجاح سواء لأهلها أو لشعوب المنطقة.
وتابعت بقولها «ما يتابعه العالم من مشاريع في الإمارات، تم الإعلان عنها أو تلك التي دخلت بالفعل حيز التنفيذ، يعي تلك الحقيقة تماماً، بينما يبقى الإعلام شريكاً في التعريف بذلك النهج والتوجه، فضلاً عن مسؤوليته في الدفاع عن المصالح الوطنية، وتأكيد مواقف الإمارات الثابتة حيال مختلف القضايا الإقليمية والدولية في هذا الوقت الذي اختلطت فيه الكثير من الأوراق وأصبح من الصعب الوقوف على أصل الحقيقة، وهي محاور عديدة يحاول المنتدى التطرق إليها عبر مجموعة كبيرة من الجلسات النقاشية المكثفة ستحظى بمشاركة عدد من أهم الشخصيات الإماراتية المؤثرة».
وتشير اللجنة المنظمة إلى أن انعقاد الدورة الرابعة للمنتدى يأتي في وقت الأوضاع الراهنة في المنطقة والعالم سيل من الحملات الإعلامية الممنهجة الساعية إلى خدمة أجندات بعينها، يتخللها قيام بعض الجهات الإعلامية الخارجية عمداً بالكشف عن هويتها وتوجهاتها، موضحة جهات أخرى تظهر في هيئة المُنصف والمحايد، بيد أنها تسعى في الظل إلى بث عوامل الفرقة والخلاف في المجتمع وهو ما يتطلب العمل على دراسة هذه الحملات للكشف عن نواياها الخبيثة ووضعها في صورتها الحقيقية أمام الناس.
ويشارك الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير داخلية الإمارات، كصاحب الكلمة الرئيسية للمنتدى، حيث يلقي الضوء على أهمية دور الإعلام في وقت تمر بها المنطقة بتحديات حقيقية، والطموحات المأمولة لهذا الدور خلال المرحلة المقبلة.
كما تتناول نورة الكعبي، وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة، رئيس مجلس إدارة شركة أبوظبي للإعلام، الرؤية المستقبلية للابتكار الإعلامي في البلاد، وتقييم صناعة الإعلام في الدولة، والتغيرات التي طرأت على المشهد المحلي.
وسعياً إلى توضيح أهمية فكرة تكامل الخطاب الإعلامي مع الرسائل الإعلامية المحلية، وضرورة حشد قوى الإعلام الوطني واستخدام قوتها الناعمة لإحداث الفارق، يطرح الدكتور سلطان الجابر، وزير دولة رئيس مجلس إدارة المجلس الوطني، أهمية «الاستراتيجية الوطنية للإعلام»، بينما سيتحدث رئيس مجلس مؤسسة الشارقة للإعلام الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي عن سبل «تعزيز التكامل الإعلامي».
وفيما تأخذ الجلسات والفعاليات المصاحبة محاور وطنية من خلال جلسات بعنوان «الإعلام والوطن»، و«الإعلام الإماراتي،... رؤية وطنية»، و«الأخبار الكاذبة» و«حسابات التضليل» وغيرها.
ويسعى المنتدى للنهوض بالدور الإعلامي المحلي نحو مستويات جديدة تواكب خطوات التنمية والمشاريع التي يتم إطلاقها في دبي والإمارات، ومنها إطلاق «مسبار الأمل» لاكتشاف المريخ، ومشروع تأسيس أول مستعمرة بشرية بالمريخ بحلول العام 2071. وإطلاق أول استراتيجية للذكاء الاصطناعي في المنطقة العربية، إضافة إلى المبادرات العربية التي أطلقها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي مؤخراً والتي كان آخرها إعداد مليون مبرمج في العالم العربي، وتشجيع عمليات الترجمة وتحفيز النشء العربي على القراءة.
ويقدم خبراء وإعلاميون رؤى وتصورات للقضايا في المجتمع الإماراتي والخليجي خلال الوقت الراهن من مختلف أبعادها سواء كانت سياسية أو اجتماعية أو ثقافية، وذلك لتحديد كيفية بناء استراتيجيات ورؤى إعلامية فاعلة يتكامل فيها دور الإعلام مع المؤسسات الأخرى للحفاظ على مقدرات الوطن ومواجهة مهددات الأمن في المجتمع، خاصة مع قوة التأثير الطاغية التي أصبحت وسائل الإعلام تمتلكها، وفي ظل التغيرات المرحلية الصعبة التي تعيشها المنطقة وما تفرزه من تداعيات وظواهر خطيرة يقع الإعلام في القلب منها لكونه أداة فعالة ومفيدة في المواجهة كما أنه وسيلة تستغل من قبل بعض الأطراف لتهديد الأمن والاستقرار في المنطقة.