تونس: الكشف عن خلية تكفيرية كانت تستهدف حافلات سياحية

تمكنت الوحدات الأمنيّة التابعة لمنطقة الأمن الوطني بالمكنين (المنستير وسط شرقي تونس) من تفكيك عدة خلايا إرهابيّة، من بينها خلية إرهابية في المنستير، وأخرى في سيدي بوزيد، وثالثة بمنطقة طبرقة، شمال غربي العاصمة التونسية.
وتم إيقاف 5 من عناصر خلية إرهابية في المنستير كانت تخطط لاستهداف حافلات سياحية، وذلك بعد القيام بعمليات مراقبة وتحرٍ ميداني للعناصر المشار إليهم، وكشف أنشطتهم. وأشارت وزارة الداخلية التونسية إلى أن التحرّيات الأمنية الأولية أثبتت تداول المتهمين فيما بينهم فرضيّة استهداف الحافلات السّياحيّة بجهة المنستير، القريبة من المنطقة السياحية بسوسة، دون السّعي ميدانيّاً وعمليّاً لتنفيذ العمليّة، كما أن عمليّة إيقافهم حالت دون وقوع ذلك. وبعد التحري معهم، اعترفوا بتبنيهم للفكر التكفيري، ومتابعتهم لأنشطة الجماعات الإرهابيّة ببؤر التوتر، ومباركتهم لها.
وفي السياق ذاته، كشفت فرقة الأبحاث والتفتيش للحرس الوطني بسيدي بوزيد (وسط تونس) عن خلية تكفيرية تتكون من 8 عناصر، من بينهم 5 فتيات، وأكدت وزارة الداخلية التونسية، يوم أمس، اعترافهم بمبايعة تنظيم داعش الإرهابي، وعقد لقاءات تداولوا خلالها مواضيع تتعلق بنشاط التنظيم الإرهابي المذكور، وتكفير الدولة المدنية في تونس، والتحريض ضد المؤسستين الأمنية والعسكرية، والدعوة إلى محاربتهما. وباشر القضاء التونسي التحقيق ضد أفراد هذه الخلية الإرهابية، ووجه لهم تهمة «الانتماء والتمجيد لتنظيم إرهابي، والتحريض على القتل العمد، والاتصال بأطراف أجنبية ببؤر التوتر»، وذلك وفق قانون مكافحة الإرهاب وغسل الأموال الجديد، المصادق عليه سنة 2015.
وأكدت مصادر أمنية تونسية أن العناصر الإرهابية كانت تتواصل عبر مواقع التواصل الاجتماعي مع عنصر إرهابي انضم منذ سنوات إلى التنظيمات الإرهابية ببؤر التوتر خارج تونس، وهو كذلك زوج إحدى عناصر الخلية التي ألقي القبض على أفرادها. وفي هذا الشأن، حذر فيصل الشريف، الخبير العسكري التونسي، من عودة الخلايا الإرهابية النائمة إلى النشاط بصفة تدريجية، وذلك من خلال ما تم الكشف عنه منذ أيام من مجموعات مساندة ودعم للعناصر الإرهابية المتحصنة في المناطق الجبلية. واعتبر هذه الخلايا أكثر خطورة من العناصر الإرهابية المعروفة، إذ إن هؤلاء تم إغرائهم بالمال وبعدة وعود أخرى وهم مستعدون لتهيئة أرضية العمل الإرهابي أمام العناصر الإرهابية الحاملة للسلاح ضد الدولة المتحصنة في جبال القصرين والكاف وسيدي بوزيد.
وكان مؤتمر تنظيم أنصار الشريعة الذي منعته السلطات التونسية سنة 2012 قد ضم، وفق جهات أمنية تونسية، نحو 40 ألف مناصر تونسي لتوجهاته المتطرفة، ومن غير المنتظر وفق عدة مراقبين للوضع الأمني والسياسي في تونس أن يضمحل هؤلاء ويندثروا أو يتراجعوا عن قناعاتهم بين ليلة وضحاها. وما زال الآلاف من مناصري الأفكار التكفيرية يعيشون بين التونسيين، وتقدر مراكز تونسية مختصة في الأمن والجماعات الإرهابية عدد الخلايا الإرهابية النائمة في تونس بما بين 300 و400 خلية، وهي تعتمد على مبدأ التخفي، ولا تعلن ولاءها إلى التنظيمات الإرهابية، ولكنها على استعداد في كل وقت لتقديم الدعم المادي والمعنوي لها. ووفق إحصائيات حكومية رسمية، يقدر عدد التونسيين الذين انضموا إلى بؤر التوتر في الخارج بنحو 2929 إرهابياً تونسياً، وقد عاد إلى تونس قرابة 800 عنصر إرهابي، وهم محل متابعة من قبل أجهزة الأمن التونسية المختصة في مكافحة الإرهاب والتطرف.