الجامعة الأميركية في بيروت الأولى عربياً بتصنيف «كيو إس» العالمي

احتلت «الجامعة الأميركية» في بيروت المرتبة الأولى على رأس مائة جامعة عربية، تضمنها تصنيف «كيو إس» العالمي لعام 2017 - 2018 الذي أعلن عنه مؤخراً. وبذلك تكون «جامعة الملك فهد للبترول والمعادن» قد تراجعت نقطة واحدة في هذا التصنيف الإقليمي عن العام الماضي، لتحل ثانية.
احتفظت الجامعات العربية العشر الأولى بموقعها على اللائحة لهذه السنة، فيما الجديد هو انضمام «جامعة قابوس» في عمان لتحل في المرتبة العاشرة. وبقيت الجامعتان السعوديتان «الملك سعود» و«الملك عبد العزيز» متقدمتين وحلتا في المرتبتين الثالثة والرابعة، و«جامعة الإمارات» خامسة، و«الأميركية» في القاهرة سادسة، و«قطر» سابعة، فيما «جامعة الشارقة» ثامنة و«الجامعة الأردنية» تاسعة.
وبدأ نشر هذا التصنيف الإقليمي الخاص بالعالم العربي، اعتباراً من عام 2014 - 2015 إلى جانب التصنيف العالمي، كما توجد تصنيفات للقارات وتبعاً للمناطق الجغرافية، والاختصاصات.
ويعتمد تصنيف «كيو إس» للجامعات منهجية ترتكز على مؤشرات رئيسية تُستعمل لتصنيف المؤسسات الأكاديمية، وأخرى وضعت خصيصاً لتتناسب وخصوصية المنطقة العربية، بحيث تؤخذ بعين الاعتبار، السمعة الأكاديمية للجامعة، ونسبة الأساتذة إلى الطلاب، ومدى تأثير الجامعة على الشبكة العنكبوتية، وعدد الأوراق البحثية التي يقدمها كل أستاذ، ونسبة حملة شهادة الدكتوراه بين أفراد الهيئة التعليمية، وعدد الطلاب الدوليين نسبة إلى المحليين، وغيرها من المقاييس التي تجعل جامعة تتقدم على أخرى أو تتراجع.
ومن اللافت جداً تأخر ترتيب جامعات المغرب العربي على هذه اللائحة العربية، لا سيما التونسية منها. أما الدولة التي حققت أكبر عدد جامعات على لائحة المائة فهي السعودية التي تمثلت بـ21 جامعة، ما يجعلها من بين الدول الأكثر كفاءة في التعليم تبعاً للمقاييس المعتمدة في تصنيف جامعات المنطقة العربية. أما البلد الثاني الذي يستحق التنويه فهو لبنان الذي دخل اللائحة بثماني جامعات، أولها «الأميركية»، ثم «اليسوعية» بترتيب 12 و«اللبنانية الأميركية» بالمرتبة 16. وتأتي «الجامعة اللبنانية» الرسمية في المرتبة 25 تلتها «البلمند» 30 و«سيدة اللويزة» 39 و«الكسليك» 40، وتأخرت «جامعة بيروت العربية» رغم تاريخها العريق إلى المرتبة 81.
أما الإمارات فاقتنصت على لائحة المائة 12 مكاناً تصدرتها «جامعة الإمارات» في المرتبة الخامسة و«الأميركية» في الشارقة في المرتبة 8 و«زايد» و«خليفة» في المرتبتين 20 و21 و«الأميركية» في دبي في المكانة 26.
وبين الدول العربية التي احتلت مكاناً جيداً أيضاً الأردن بـ14 جامعة، لكن أربعة منها فقط كانت بين الخمسين الأوائل، على رأسها «الجامعة الأردنية»، ومن ثم «جامعة العلوم والتكنولوجيا» 14 و«اليرموك» 29 و«الأميرة سمية للعلوم والتكنولوجيا» 46.
ومهم القول إن الترتيب الذي يخص المنطقة العربية وحدها يفترض ألا يحجب حقيقة أن هذه الجامعات تأتي متأخرة جداً حين نعود إلى الترتيب العالمي، لفهم مكانتها بين المؤسسات الأكاديمية الأخرى. إذ لا تزال، كما العام الماضي، الجامعات الأميركية والبريطانية تحتل مراكز الصدارة بين العشر الأفضل في العالم أجمع، غير تاركة ثغرة لأحد. وهي بالترتيب «جامعة ماساتشوستس» (إم.آي.تي) على رأس اللائحة لم تتزحزح عن مكانتها تليها «ستانفورد»، و«هارفرد»، ثم «كاليفورنيا» و«كامبردج»، و«أكسفورد» و«كلية لندن الجامعية»، و«إمبريال كولدج أوف لندن»، و«شيكاغو»، ولا تصل إلا عاشرة سويسرا بفضل مدرسة «بوليتكنيك» في لوزان.
وبالعودة إلى الجامعات العربية، فإن «الأميركية» في بيروت التي هي بحسب التصنيف، فخر المؤسسات التعليمية في المنطقة، ترتيبها العالمي هو 253. أما «جامعة الملك فهد للبترول والمعادن» فترتيبها 173، و«جامعة الملك سعود» ترتيبها 221 على اللائحة العالمية، فيما «جامعة الملك عبد العزيز» في المرتبة 267. وتأتي باقي الجامعات العربية متأخرة عن هذا الترتيب، ليتأكد لمرة جديدة أن التصنيف المخصص للمنطقة العربية، قد يسعد البعض بنتائجه كما يحصل في كل مرة، لكنه يخفي غابة التقصير الأكاديمي الذي يجب أن يكافح بسرعة قياسية، خصوصاً أن مقياس «كيو إس» إن أردنا الاحتكام إليه، فهو يظهر أن أياً من الجامعات العربية المتقدمة في ترتيبها، ليست لها قدرة على توظيف خريجيها بسهولة باستثناء «الجامعة الأميركية» في بيروت التي احتلت المرتبة 41 عالمياً، متقدمة بذلك على جامعات ذات صيت مثل «جامعة واشنطن» و«ماكجيل»، وكذلك «جورج تاون» و«أدنبره». ولا تظهر بعد «أميركية بيروت» إلا «الجامعة الأميركية في القاهرة» في الرتبة 201 ومعها «جامعة القاهرة» و«جامعة الملك فهد للبترول والمعادن».