قوات النظام تقترب من أكبر حقول نفط سوريا

سبقت قواتُ النظام السوري «قوات سوريا الديمقراطية» إلى واحد من أكبر حقول النفط في شرق مدينة الميادين، في دير الزور، إثر سيطرتها على حويجة ديبان، وتقدمها إلى محيط البلدة الواقعة على الضفة الشرقية لنهر الفرات، ما يقلص خطواتها باتجاه حقل العمر النفطي.
وبعد سيطرتها على الميادين بالكامل، وعبورها إلى الضفة الشرقية لنهر الفرات في شرق المدينة، قلصت قوات النظام خطواتها إلى مسافة 12 كيلومتراً تقريباً باتت تبعدها عن حقل العمر النفطي، وهو الحقل الذي تبعد عنه «قوات سوريا الديمقراطية» مسافة 7 كيلومترات، انطلاقاً من حقل الجفرة الخاضع لسيطرتها.
وأفاد ناشطون، أمس، باندلاع اشتباكات عنيفة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية من جهة، وعناصر تنظيم داعش من جهة أخرى، على محاور في الريف الشرقي لدير الزور. ورصد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» الاشتباكات بين الطرفين، التي تجري في محيط بلدة ذيبان، في الضفة الشرقية لنهر الفرات، فيما أكدت مصادر المرصد أن عملية العبور جاءت عبر التنقل على جسور مائية بين ضفتي الفرات الغربية والشرقية.
وتشير وقائع المعركة إلى أن النظام يسعى للسيطرة على حقل العمر، وهو واحد من أكبر حقول النفط في شرق سوريا، رغم أن ناشطين يشككون بقدرته على الوصول قبل «قوات سوريا الديمقراطية»، التي تبعد مسافات أقل عن الحقل، وهي مشغولة في هذا الوقت بمعركة مدينة مركدة، آخر البلدات الكبرى في جنوب محافظة الحسكة، المتاخمة للحدود الإدارية لمحافظة دير الزور.
وقال مدير مرصد «فرات بوست»، أحمد الرمضان، لـ«الشرق الأوسط»، إن «قوات سوريا الديمقراطية» أقرب جغرافياً إلى حقل العمر، متوقعاً «إنزالاً قد تنفذه تلك القوات للسيطرة على الحقل، في سيناريو يشابه سيطرتها على حقل الجفرة». وقال الرمضان إن قوات النظام «باتت تسيطر على نحو 50 كيلومتراً من مطار دير الزور العسكري، وصولاً إلى مدينة الميادين وبلدة ذيبان، بينها بلدات كبيرة مثل الموحسن وبوليل»، لكنه أشار إلى أن معارك السيطرة على حقول النفط «تخضع لسباق مع (قوات سوريا الديمقراطية)»، وقال: «لا تزال هناك 4 حقول نفطية كبيرة في شرق الفرات، هي حقلا العمر والتنك اللذين كانا يعملان قبل انطلاق الأزمة السورية، وحقلا الملح والبحر اللذين افتتحهما الثوار في عام 2012، وسيطر عليهما (داعش) لاحقاً»، وهم حقلان يوجدان في منطقة الشعيطات.
وتحدث ناشطون عن غارات استهدفت مناطق في ريف مدينة البوكمال، بريف دير الزور الشرقي، واستهدفت مزرعة النخيل. وتواصلت الاشتباكات العنيفة على محاور في مدينة دير الزور، حيث تسعى قوات النظام للسيطرة على المدينة بشكل كامل، وطرد التنظيم منها، وإنهاء وجوده فيها.
وعلى جانب تلك المعارك، قالت مصادر سورية معارضة في شرق البلاد لـ«الشرق الأوسط» إن قوات النظام «باتت تقترب من مدينة البوكمال الحدودية مع العراق، عبر محورين: الأول من جهة العشارة حيث اقتربت إلى مسافة 40 كيلومتراً من البوكمال، والثاني من محور حميمة حيث قلصت المسافة عن البوكمال إلى 20 كيلومتراً»، مشيراً إلى أن قوات النظام «باتت تقاتل على تخوم محطة الـT2 النفطية، في شرق البلاد».
وأفادت وكالة «سانا» الرسمية السورية للأنباء بأن وحدات الجيش «استعادت منطقة إصلاح الحسينية ومعمل الورق، وبدأت عملية عسكرية واسعة في قرية حويجة صكر، على الضفة الشرقية لنهر الفرات».
وبالتزامن، أفاد الإعلام الحربي، التابع لـ«حزب الله»، بأن قوات النظام استعادت السيطرة على منطقة «المرملة» وسلسلتها الجبلية بالكامل، شمال بلدة القريتين بريف حمص الجنوبي الشرقي.
في الوقت نفسه، شهد الريف الجنوبي لمدينة الحسكة قتالاً عنيفاً اندلع بين «قوات سوريا الديمقراطية» التي تقود عملية «عاصفة الجزيرة» من جهة، وعناصر «داعش» من جهة أخرى، في محيط وأطراف بلدة مركدة، التي تعد آخر بلدة يسيطر عليها التنظيم في محافظة الحسكة، حيث تمكنت «قوات سوريا الديمقراطية» من تحقيق تقدم، والوصول إلى المدخل الجنوبي لبلدة مركدة، والسيطرة على مبانٍ في مدخل البلدة.