أنقرة تطالب بإعادة «التركيبة الديموغرافية» ذات الغالبية التركمانية في كركوك

طالبت تركيا بإعادة بناء التركيبة الديموغرافية للسكان في محافظة كركوك العراقية بعد أن تكتمل سيطرة حكومة بغداد المركزية عليها.
وقال رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم، أمام اجتماع الكتلة البرلمانية لحزب العدالة والتنمية الحاكم أمس، إن التركمان كانوا قبل 50 عاماً أغلبية مطلقة في كركوك ولكن هذا الأمر تغيّر مع الأوضاع التي عاشتها المحافظة و«الضغوطات» التي تعرضوا لها. وشدد يلدريم على ضرورة إعادة بناء التركيبة الديموغرافية لسكان المحافظة عقب استقرار الأوضاع فيها، لافتاً إلى أن المعلومات المتوافرة تفيد بتمكن السلطات العراقية من طرد قوات البيشمركة ومسلحي تنظيم «حزب العمال الكردستاني» من المحافظة.
وأكد يلدريم مجدداً أن الاستفتاء الذي أجرته إدارة إقليم كردستان في 25 سبتمبر (أيلول) الماضي غير شرعي وتم إجراؤه بشكل خاطئ رغم التحذيرات الدولية والتركية، مشيراً إلى أن الحكومة التركية تتابع عن كثب التطورات في مدينة كركوك.
ولفت يلدريم، الذي أرجأ إلى أجل غير معلوم زيارة كان مقرراً أن يقوم بها إلى بغداد الأحد الماضي للقاء نظيره العراقي حيدر العبادي، إلى أن الحكومة التركية اتخذت قرارات أول من أمس بناء على توصيات مجلس الأمن القومي بإغلاق المجال الجوي أمام شمال العراق ونقل السيطرة على بوابة خابور (إبراهيم الخليل) إلى الحكومة العراقية.
وثمنت الحكومة التركية على لسان متحدثها الرسمي، نائب رئيس الوزراء بكير بوزداغ، الخطوة التي اتخذتها الحكومة العراقية حيال كركوك «لصد الهجوم ضد وحدة العراق وحقوقه السيادية ودستوره ووحدته السياسية»، بحسب ما قال.
وفي السياق ذاته، أكدت وزارة الخارجية التركية، في بيان، دعمها التحركات التي تقوم بها الحكومة العراقية «لاستعادة السلم والاستقرار» في أنحاء البلاد. وذكر البيان أن تركيا تراقب عن كثب الخطوات العراقية لاستعادة «السيادة الدستورية» على كركوك، مرحباً بإعلان بغداد أنها لن تسمح بوجود منظمة «حزب العمال الكردستاني» في كركوك وأن نشر عناصر الحزب في المدينة سيعامل على أساس أنه «إعلان حرب».
وحذّر البيان حكومة إقليم كردستان من مغبة «إضافة خطأ كارثي جديد» للأخطاء التي ارتكبتها خلال الفترة الأخيرة، وقال إن تركيا ستحمّل «المسؤولية للجهات التي تكون وسيلة لتمركز منظمة حزب العمال الكردستاني في كركوك». وأكد استعداد أنقرة للتعاون مع بغداد لإنهاء وجود مسلحي هذه المنظمة (المصنفة إرهابية) في أنحاء العراق.
وقدّم حزب الحركة القومية التركي المعارض دعمه لقرار الحكومة التركية بإغلاق المجال الجوي أمام شمال العراق. واعتبر دولت بهشلي رئيس الحزب في كلمة خلال اجتماع نواب الحزب في البرلمان، أمس، أن تحويل محافظة كركوك العراقية إلى حاضنة لـ«حزب العمال الكردستاني» بمثابة تهديد مباشر للأمن القومي التركي. ودعا بهشلي الحكومة التركية إلى وضع الخطط والتنسيق مع الحكومة العراقية من أجل القيام بعملية عسكرية مشتركة لـ«تطهير شمال العراق من حزب العمال الكردستاني».
كما شدد على ضرورة قيام الجيش التركي بتطهير مدينة إدلب السورية من التنظيمات الإرهابية والعمل على منع حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي في السوري من إقامة «ممر كردي» على الحدود السورية مع تركيا.
على صعيد آخر، نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن بيان للجيش التركي إعلانه مقتل أربعة من جنوده يوم الاثنين في شمال العراق، بينهم اثنان في كمين نُسب إلى عناصر من «حزب العمال الكردستاني»، فيما قُتل الآخران بانفجار عبوة يدوية الصنع. وأعلنت رئاسة أركان القوات التركية في بيان صباح الثلاثاء أن جنديين قُتلا بانفجار عبوة يدوية الصنع مساء الاثنين في منطقة زاب في شمال العراق، فيما أصيب اثنان آخران بجروح.
وكان الجيش التركي أعلن في وقت سابق الاثنين مقتل عسكريين اثنين وإصابة ثلاثة بجروح في كمين نُسب إلى «حزب العمال» الذي تعتبره أنقرة حركة «إرهابية». ويخوض «حزب العمال» حركة تمرد دامية في تركيا منذ 1984 وله قواعد خلفية في المناطق الجبلية في شمال العراق.
ويستهدف الطيران الحربي التركي بانتظام هذه المنطقة كما يقوم الجيش التركي بعمليات توغل فيها أحياناً.