الهلال يطير إلى نهائي أبطال آسيا

وصل الهلال السعودي إلى نهائي دوري أبطال آسيا بعد تعادله أمس، في مواجهة الإياب مع فريق بيرسبوليس الإيراني بهدفين لمثلهما، وكانت مواجهة الذهاب قد انتهت لصالح الهلال بأربعة أهداف نظيفة، وينتظر الفريق السعودي المتأهل من مواجهة أوراوا ريد الياباني وشنغهاي سبيغ الصيني، مساء اليوم (الأربعاء).
وقدم تركي آل الشيخ رئيس هيئة الرياضة، مكافأة مالية لكل لاعب بقيمة 100 ألف ريال، بمناسبة التأهل للنهائي، ووعد الفريق السعودي بمكافأة نصف مليون ريال لكل لاعب في حال الفوز باللقب، كما وعد بحضور ذهاب وإياب النهائي.
سيّر الهلال بداية المباراة كيفما شاء، وأبعد هجوم بيرسبوليس عن مناطقه الخلفية بفضل استحواذه على منتصف الملعب وتقارب خطوطه، واعتمد المدير الفني للضيوف على تناقل الكرات القصيرة بين أقدام اللاعبين، بينما اعتمد أصحاب الضيافة على إرسال الكرات الطويلة الساقطة بين ثلاثي متوسط الدفاع الهلالي للمهاجمين علي بور وغودون مورسا، وغابت الخطورة تماماً على مرمى الفريقين قبل الوصول لربع الساعة الأولى، وهي الدقيقة التي شهدت اهتزاز شباك حارس الهلال عبد الله المعيوف من كرة رأسية أرسلها أميري بالمقاس على رأس غودون مورسا حوّلها الأخير إلى داخل الشباك الهلالية.
هذا الهدف الباكر منح أصحاب الأرض الأفضلية، في الوقت الذي غاب فيه الهلال تماماً، واكتفى لاعبوه بالوقوف في مناطقهم الخلفية، وبدت رغبة بيرسبوليس في تقليص نتيجة الذهاب واضحة، وبحث عن إحراز الهدف الثاني بشكل جدي، وكاد أميري يزور شباك المعيوف بعدما توغل داخل منطقة الجزاء وصوّب كرة قوية مرت بسلام بجوار القائم، ومن أول طلعة هجومية هلالية منظمة بين إدواردو وسلمان الفرج، مرر الأول للأخير الذي توغل داخل منطقة الجزاء وحصل على ركلة جزاء بعد إعاقته من مدافع بيرسبوليس، تقدم لها عمر خريبين وأحبط كل أحلام الإيرانيين بعدما وضعها بكل هدوء في منتصف المرمى.
وعاد رتم المباراة من جديد للهدوء بعد الهدف الهلالي، الذي قلل من عزيمة لاعبي بيرسبوليس، وتفرغوا للاعتراض على قرارات حكم اللقاء، واتضح توتر أصحاب الأرض من صرخات المدير الفني الكرواتي برانكو إيفانكوفيتش الذي ظل واقفاً أمام دكة البدلاء ممتعضاً من أداء لاعبيه بعد أن عجزوا عن بناء أي كرة خطرة على مرمى الهلال، كما وجه صرخاته التي يسمعها كل من في ملعب السلطان قابوس، إلى حكم اللقاء الذي منحه فرصةً للهدوء قبل استبعاده من أرضية الملعب.
الدقائق الخمس الأخيرة من هذا الشوط مرت بسلام على مرمى الفريقين، وظل حراس المرمى في منأى عن أي امتحان حقيقي، بفضل صلابة الدفاع السعودي الذي تحمل عبء الاندفاع الإيراني نحو المناطق الأمامية، وتكسرت جميع المحاولات بين أقدام الخماسي الهلالي الخلفي، الذي أغلق كل الثغرات التي حدثت في نصف الساعة الأولى من المباراة.
وحاول الضيوف قتل آمال أصحاب الضيافة مع مطلع شوط المباراة الثاني، بعدما تحرر لاعبوه من قيودهم الدفاعية، وكانت تعليمات مدربهم رامون دياز في غرفة تغيير الملابس بين شوطي اللقاء واضحة، وعاد مع هذه التعليمات وهج الفريق الهلالي، وتصدى مدافع بيرسبوليس بفدائية لتسديدة إدواردو، قبل أن تعود هجمة مرتدة على مرمى المعيوف وأنقذ أسامة هوساوي فريقه من هدف محقق وأبعد كرة قبل وصولها لصاحب الهدف الأول مورسا.
وطالب لاعبو الهلال بركلة جزاء بعد إعاقة سالم الدوسري داخل منطقة الجزاء، لكن حكم اللقاء أشار إلى استمرار اللعب، وتحركت أوراق دياز الفنية في وقت باكر من هذا الشوط، واستعان بالمدافع عبد الله الزوري وخرج محمد البريك، وتحصل صاحب الهدف الأول لبيرسبوليس على كرة داخل منطقة الجزاء من أمام لاعب محور الارتكاز مليسي صوّبها الأول صاروخية استقرت في شباك عبد الله المعيوف.
الهدف الثاني منح الإيرانيين الأفضلية، وبحث مدربهم الكرواتي برانكو عن تعزيز النواحي الهجومية وزج بالمهاجم السوري بشار رسن واستغنى عن المدافع محسن مسلمان، لإنقاذ ما يمكن إنقاذه ومحاولة التمسك ببصيص الأمل، وكاد أميري يضيف الهدف الثالث من كرة عرضية ارتطمت بعبد الله الزوري مرت بجوار القائم لركلة زاوية، وفي ثلث الساعة الأخيرة دفع مدرب الهلال بورقته الثانية بدخول عبد الملك الخيبري لتعزيز منتصف الملعب الذي سيطر عليه صاحب الأرض، في الوقت الذي تراجع فيه أداء لاعبي فريقه.
وكان لرامون دياز ما أراد، وتحسن أداء فريقه بشكل ملحوظ، بعد دخول الخيبري، وعاد ليفرض سيطرته الميدانية واستحواذه على منطقة المناورة، وفي ظل الاندفاع الإيراني حصل سالم الدوسري على كرة في الجهة اليمنى وتوغل داخل منطقة الجزاء ومرر لزميله عمر خريبين الذي لم يتوان عن إرسالها زاحفة في شباك الإيرانيين.