تركيا: سنغلق حدودنا تدريجيا مع كردستان بالتنسيق مع بغداد وطهران

أعادت السلطات الكردية في اقليم كردستان العراق، اليوم (الخميس)، فتح الطرقات الرئيسية التي تربط إقليم كردستان بمدينة الموصل بشمال العراق، بعد ساعات من قيام قوات البيشمركة بإغلاقها، حسبما افاد مسؤول عسكري كردي كبير لوكالة الصحافة الفرنسية.
وقال المسؤول رافضا الكشف عن اسمه "أعيد فتح الطريقين الرئيسيين المؤديين إلى مدينة الموصل من اتجاهي مدينتي دهوك واربيل بعد ساعات من اغلاقهما من قبل قوات البشمركة الكردية إثر مخاوف من احتمال هجوم للقوات الامنية العراقية على المناطق المتنازع عليها بين بغداد واربيل".
وكانت قوات البيشمركة الكردية قد قطعت في وقت سابق من فجر اليوم الطرق الرئيسية التي تربط اقليم كردستان بمدينة الموصل بعد رصد تحركات عسكرية للقوات العراقية قرب المناطق المتنازع عليها بين بغداد واربيل، على ما أفاد مسؤول كردي.
وقال القيادي ان "هذه الاجراءات احتياطية بعد ان لمسنا وجود تحركات وتحشدات للقوات الامنية العراقية بالقرب من السواتر الامامية لقوات البيشمركة". مؤكدا انه "تم غلق الطريقين الرئيسيين المؤدين الى الموصل من دهوك واربيل بالسواتر الترابية".
وكان مجلس أمن اقليم كردستان أعلن مساء امس عن استعدادات من قبل القوات المشتركة العراقية ومن بينها الحشد الشعبي، لمهاجمة قوات البشمركة جنوب غرب كركوك وشمال الموصل.
وذكر مجلس امن كردستان في تغريدة على (تويتر) ان المجلس "يتلقى رسائل خطيرة من القوات العراقية من بينها الحشد الشعبي والشرطة الاتحادية، حيث تستعد تلك القوات لبدء عملية عسكرية كبيرة في جنوب غربي كركوك وشمال الموصل باتجاه كردستان"، على حد قوله.
لكن قائد محور البيشمركة جنوب كركوك اللواء وستا رسول قال "لم نلحظ اية تحركات غير مقبولة من القوات العراقية"، مؤكدا ان "اجتماعاتنا متواصلة مع قوات التحالف والطيران الدولي الذي راقب الوضع ومستعد للتدخل في حال نشوب اي تصادم وحرب"، حسب ما قال.
وأفادت مصادر أمنية للوكالة بأن قوة للرد السريع انتشرت اليوم في قرية السعيدي التابعة لناحية الرشاد على مسافة 65 كلم جنوب كركوك، كما عززت قوات مكافحة الارهاب من وجودها في مركز هذه الناحية القريبة من مواقع البيشمركة.
وفي تطور جديد، عرضت حكومة إقليم كردستان العراق إجراء محادثات مع السلطات العراقية بشأن المطارات الكردية والمنافذ التي خضعت لقيود بعد استفتاء الإقليم على الاستقلال.
وكانت الحكومة العراقية قد اتخذت إجراءات ردا على الاستفتاء الذي أجراه اقليم كردستان على الانفصال الشهر الماضي.
وفرضت حكومة بغداد، التي أعلنت أن الاستفتاء غير قانوني، حظرا على الرحلات الدولية المباشرة إلى المنطقة الشمالية، كما طالبت حكومة كردستان العراق بتسليم المنافذ الحدودية وأوقفت بيع الدولار لأربعة بنوك مملوكة للأكراد.
وقالت حكومة إقليم كردستان في بيان نشرته الليلة الماضية "للحيلولة دون إطالة هذا العقاب الجماعي ندعو (رئيس الوزراء العراقي) حيدر العبادي مرة ثانية على أننا مستعدون لأي نوع من الحوار والتفاوض بموجب الدستور العراقي فيما يتعلق بالمنافذ والتجارة الداخلية وتأمين الخدمات للمواطنين والبنوك والمطارات".
ويمثل البيان تحولا في موقف السلطات الكردية التي اتهمت أمس (الأربعاء) القوات العراقية وقوات الحشد الشعبي بالإعداد "لهجوم كبير" على كركوك الغنية بالنفط وقرب الموصل بشمال العراق.
ونفى متحدث عسكري عراقي التخطيط لأي هجوم على القوات الكردية، وقال إن قوات الحكومة تستعد فقط لطرد مسلحي تنظيم "داعش" من منطقة قرب الحدود السورية.
وأصدر العراق أمس أوامر باعتقال رئيس لجنة الانتخابات والاستفتاء في إقليم كردستان واثنين من معاونيه بتهمة "انتهاك قرار محكمة نافذ اعتبر التصويت على الاستقلال أمرا باطلا".
وبرزت منطقة كركوك المتعددة الأعراق والتي يسيطر عليها الأكراد كبؤرة ساخنة في الأزمة، وتنتشر القوات العراقية وقوات الحشد الشعبي إلى الجنوب والغرب منها بمناطق كانت تحت سيطرة التنظيم.
والمنطقة حول موقع القائم الحدودي في غرب العراق هي آخر منطقة عراقية لا تزال تحت سيطرة مسلحي التنظيم الذين سيطروا على ثلث البلاد في 2014.
من جهته، قال إبراهيم كالين المتحدث باسم الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، اليوم، إن أنقرة ستغلق البوابات الحدودية مع شمال العراق تدريجيا بالتنسيق مع الحكومة المركزية العراقية وإيران، ردا على الاستفتاء على الاستقلال الذي أجراه إقليم كردستان.
ومن المتوقع أن يزور رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم بغداد يوم الأحد المقبل للقاء نظيره العراقي حيدر العبادي.