مؤرخان بريطانيان يثيران جدلاً بزعم وجود مدينة تحت «أبو الهول»

أثار مؤرخان في بريطانيا الجدل في مصر، عقب ادعائهما بأن تمثال «أبو الهول» في الجيزة قائمٌ على مدينة سرية تحت الأرض، ومن المتوقع أن تكون ثمة أنفاق وممرات عدة تُفضي إلى تلك الحاضرة المختفية.
لكن عالم الآثار المصري الدكتور زاهي حواس، وزير الآثار الأسبق، نفى هذه المزاعم، وقال لـ«الشرق الأوسط» أمس، إن هذه الادعاءات «خرافات»، وليس لها أي صلة بالعلم والواقع، بدليل أنني قمت بالحفر أسفل تمثال «أبو الهول» لمسافة 20 متراً، و«لم نجد أي حجرات سرية».
و«أبو الهول» هو تمثال لمخلوق أسطوري بجسم أسد ورأس إنسان، وقد نحت من الحجر الكلسي، ويقع على هضبة الجيزة على الضفة الغربية من النيل، ويعد أقدم المنحوتات الضخمة المعروفة.
ويبلغ طول تمثال «أبو الهول» نحو 73.5 متر، من ضمنها 15 متراً طول رجليه الأماميتين، وعرضه 19.3 متر، وأعلى ارتفاع له عن سطح الأرض نحو 20 متراً إلى قمة الرأس. ويعتقد أن قدماء المصريين بنوه في عهد الفرعون خفرع (2558 - 2532 قبل الميلاد)، هو باني الهرم الثاني في الجيزة.
وتحت عنوان «مدينة سرية بنيت في الحضارة المفقودة تحت تمثال أبو الهول في مصر»، نشرت صحيفة «إكسبريس» البريطانية أمس، تقريراً يزعم وجود مدينة سرية أسفل تمثال «أبو الهول» في الجيزة.
وقالت الصحيفة، في التقرير الذي نشرته على موقعها الإلكتروني، إن «المؤرخيْن مالكولم هوتون وجيري كانون يعتقدان أن (أبو الهول) الجالس على هضبة الجيزة أمام الأهرام الكبرى، يمكن أن يكون بوابة لمدخل أنفاق وممرات مدينة تحت الأرض مفقودة من العالم».
ويوضح المؤرخان في كتابهما الرابع «أسرار هضبة الجيزة وأبو الهول الثاني» أن الحديث عن المدينة المختفية أثير للمرة الأولى بالصحافة في مارس (آذار) عام 1935 مع بدء أعمال حفر للوصول إلى المدينة، التي قدر عمرها وقتئذ بأربعة آلاف سنة.
وأضاف المؤرخان البريطانيان أنه «لم يُسمع شيء جديد عن تلك المدينة منذ ذلك الحين»، وقالا: «إن رأس تمثال (أبو الهول) قد يكون به ثقب يؤدي إلى المدينة الضائعة».
ويشير الأكاديميان إلى أن الباحثين لم يكملوا التحقيق فيما يوجد تحت «أبو الهول»، لا سيما أن الاهتداء إلى خلاصات جديدة، قد ينقض كل ما توصلوا إليه خلال السنوات التي مضت.
من جانبه، قال الدكتور حواس، إن المؤرخيْن ليست لهما صلة بالآثار، وأن ادعاءهما بوجود مدينة أسفل «أبو الهول» للترويج لكتابهما الجديد، مضيفاً: «أحب أن أوضح للعالم أن هذه خرافة، وليس لها أي أساس من الصحة، وليس لها صلة بالعلم والواقع، بدليل عندما ظهرت المياه الجوفية أمام تمثال (أبو الهول) قمت بالحفر أسفله، والحفر وصل إلى مسافة 20 متراً أسفل (أبو الهول)، وقمنا بالحفر بجانبه نحو 82 حفرة صغيرة، ولم نجد أي حجرات سرية، ولا أي شيء إطلاقاً من هذا القبيل».