معرض لندني يبدد الغموض عن السكوثيين

حكم السكوثيون أو السيثيون، وهم أسلاف المغول الذين كانت السرية تكتنفهم منطقة هائلة من السهب الأوراسي بين شمال الصين والبحر الأسود بين القرنين التاسع والثاني قبل الميلاد، ثم صاروا في طي النسيان إلى حد كبير.
وكان القوم يخشونهم ويصفونهم بـ«المحاربين على ظهور الجياد»، وكانوا يشربون الحليب من جماجم أعدائهم ويوشمون أنفسهم بالفحم وينتشون بالقنب.
وانطلق معرض «السكوثيون: محاربو سيبريا القديمة»، الذي يستمر حتى 14 يناير (كانون الثاني) المقبل في المتحف البريطاني في لندن على أمل تغيير هذه الصورة.
ولم يكن للسكوثيين الذين كانوا يتحدثون إحدى اللهجات الفارسية، لغة مكتوبة. وتأتي المعلومات عنهم من اليونانيين القدامى والأشوريين والفرس. ويقول الموقع الإلكتروني للمعرض: «لقرون كانت كل آثار ثقافتهم مفقودة حيث كانت مدفونة تحت الجليد». كما يتساءل المعرض ما إن كانت تلك الحضارة هي التي ألهمت مسلسل «غيم أوف ثرونز» الشهير.
وتأتي أغلب المائتي قطعة المعروضة في المشروع من جنوب سيبريا. والكثير منها مقترض من متحف هيرميتاج في سان بطرسبرغ وتعرض خارج روسيا للمرة الأولى.
ويلاحظ أن المعروضات محفوظة بشكل جيد، وذلك جراء الظروف الجليدية في تلال الدفن والمقابر في جبال ألتاي في آسيا الوسطى.
وتشمل المعروضات قطعاً جرى اكتشافها في مواقع التنقيب الأثرية في عهد بيتر العظيم في أوائل القرن الثامن عشر.
وتشمل رأس أحد شيوخ القبائل السكوثيين وجلده الموشوم والقلادات الذهبية اللامعة والذهب المزخرف للرجال والنساء والمعلقات والأحذية الجلدية وأخرى مصنوعة من اللباد وبعض قطع الجبن المحفوظة بشكل جيد. وتضم المعروضات أيضا الفنون على الحجر وألواح التوابيت الهائلة، وفق ما أوردت وكالة الأنباء الألمانية أمس.
وكان السكوثيون، وهم أسلاف الهون والمغول، يبجلون الخيول ويستخدمونها كوسيلة لشن الحروب وغالبا ما كانوا يدفنون خيولاً مزينة بشكل كبير معهم للحياة الأخرى. وتقف السروج المزينة بشكل رائع والألجمة المعقدة شاهدة على ذلك.