ست غارات أميركية جديدة تقتل 17 من عناصر «داعش» في سرت الليبية

التزمت حكومة الوفاق الوطني الليبية الصمت في العاصمة طرابلس، بعد إعلان قيادة القوات العسكرية الأميركية العاملة في أفريقيا (أفريكوم) مساء أمس، عن شن الطائرات الحربية الأميركية ست ضربات جوية جديدة، استهدفت معسكرا لتنظيم داعش المتطرف في الصحراء الليبية، وأدت إلى مقتل 17 متشددا وتدمير ثلاث مركبات.
وقالت قيادة «أفريكوم» في بيان من مقرها في مدينة شتوتجارت الألمانية، إن الضربات التي نفذت يوم الجمعة الماضي استهدفت معسكرا على مسافة 240 كيلومترا جنوب شرقي مدينة سرت التي كانت ذات يوم معقلا للمتشددين في ليبيا، مشيرة إلى أن المعسكر كان يستخدم لنقل المقاتلين إلى ليبيا وخارجها، والتخطيط لشن هجمات وتخزين أسلحة.
وقال البيان «استغل تنظيما داعش والقاعدة المناطق غير الخاضعة لسيطرة الحكومة في ليبيا لإقامة ملاذات للتآمر والتحريض وتوجيه الهجمات الإرهابية».
وأضاف: «في وقت أحرزت ليبيا تقدما ملحوظا ضد تنظيم داعش، وخصوصا عبر طرد مقاتليه من سرت العام الفائت، حاول الإرهابيون استغلال انعدام الاستقرار ليلجأوا إلى بعض مناطق البلاد».
وبررت «أفريكوم» الغارات الجديدة بقولها «ولو لم نبد اهتماما بهذا الأمر لأتاح ذلك لهذه المنظمة الإرهابية العنيفة التخطيط لاعتداءات على أميركا وحلفائنا، وعلى المصالح الأميركية في العالم».
وتعتبر هذه الضربات هي الأولى التي تعلن عنها واشنطن في ليبيا منذ تولي دونالد ترمب الرئاسة في مطلع العام الحالي، علما بأن ضربات أميركية قد استهدفت ليبيا قبل بضعة أيام من انتهاء ولاية باراك أوباما استهدفت منطقة سرت، وأسفرت عن مقتل «أكثر من ثمانين جهاديا»، بحسب البنتاغون.
واستغل تنظيم داعش الفوضى التي تسود ليبيا، حيث تتنازع حكومتان السلطة للسيطرة على مدينة سرت في يونيو (حزيران) 2015.
وأكدت حكومة الوفاق الوطني التي يترأسها السراج، أنها استعادت السيطرة على المدينة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي 2016 بإسناد جوي أميركي.
وسيطرت عناصر من تنظيم داعش على سرت في أوائل عام 2015 وحوّلتها إلى أهم قاعدة لها خارج معقلها الرئيسي في العراق وسوريا، واجتذبت أعدادا كبيرة من المقاتلين الأجانب إلى المدينة.
لكنها تجد صعوبة في الحفاظ على موطئ قدم لها في أماكن أخرى في ليبيا بعد أن طردت العام الماضي من سرت بعد حملة استمرت ستة أشهر، قادتها كتائب من مدينة مصراتة في غرب البلاد وساندتها ضربات جوية أميركية.
وتحول متشددو «داعش» إلى الوديان الصحراوية والتلال الواقعة إلى الجنوب الشرقي من طرابلس؛ في ظل مسعاهم لاستغلال الانقسامات السياسية في البلاد بعد هزيمتهم في سرت.
من جهة أخرى، دعت وزارة الدفاع في حكومة السراج للوقف الفوري لإطلاق النار في صبراتة، وأعربت في بيان أصدرته مساء أمس عن «استيائها البالغ ورفضها التام للاقتتال الدائر ما بين الأشقاء في مدينة صبراتة منذ الأسبوع الماضي، الذي تسبب في عدد من القتلى والجرحى وزعزعة الأمن بالمدينة».
ونفت الوزارة في بيانها، أن تكون قد أصدرت تعليماتها لأي طرف كان لبدء هذا الاقتتال أو الخوض فيه وبأي شكل من الأشكال، وطالبت في المقابل أطراف النزاع بـالوقف الفوري لإطلاق النار وإنهاء كافة أشكال العمليات العسكرية بالمدينة تجنبا لمزيد من الدماء والدمار.
واعتبرت، أن الاقتتال الدائر لن يحقق إلا تصعيدا في حدة التوتر وعدم الاستقرار، ودعت جميع الأطراف إلى ضرورة تركيز جهودها المشتركة في فرض النظام وتحمل المسؤولية القانونية والأخلاقية للطرف الذي لا ينصاع لأوامر الوزارة بالوقف الفوري والتام لإطلاق النار في المناطق كافة بمدينة صبراتة.