هايلي: الأمم المتحدة استنفدت الخيارات بشأن كوريا الشمالية

قالت سفيرة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة، نيكي هيلي، أمس، إن مجلس الأمن الدولي استنفد الخيارات بشأن وقف البرنامج النووي لكوريا الشمالية، وإن الولايات المتحدة ربما ستضطر إلى إحالة القضية لوزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون).
وقالت هيلي لبرنامج «ستيت أوف ذا يونيون» على شاشة قناة «سي إن إن»: «استنفدنا إلى حد كبير كل ما يمكننا فعله في مجلس الأمن الدولي عند هذه النقطة». وأضافت أنها ستسعد كثيراً بإحالة القضية إلى وزير الدفاع الأميركي، جيمس ماتيس، قائلة: «نختبر كل الاحتمالات الأخرى، لكن هناك الكثير من الخيارات العسكرية على الطاولة»، كما نقلت وكالة «رويترز».
في غضون ذلك، تعهد الرئيس الأميركي دونالد ترمب ونظيره الكوري الجنوبي مون جاي - إن «تشديد الضغوط» على بيونغ يانغ بحسب ما أعلنت سيول أمس، بعد إجراء كوريا الشمالية تجربة إطلاق صاروخ باليستي جديد في تحد للعقوبات الأخيرة ضدها وإعلانها أنها تريد تحقيق توازن في القدرات النووية مع الولايات المتحدة.
ويسعى المجتمع الدولي إلى احتواء التحدّيات المتزايدة لكوريا الشمالية التي أثارت قلقا دوليا في الأسابيع الأخيرة بعد أن أجرت تجربة نووية سادسة هي الأكبر في تاريخها، وأطلقت صاروخين باليستيين عبرا الأجواء اليابانية، وأعلنت أنها باتت قادرة على استهداف الأراضي الأميركية.
وفي محادثة هاتفية بينهما، «أدان بشدة» الرئيس الكوري الجنوبي ونظيره الأميركي التجربة الصاروخية الأخيرة التي أجرتها الجمعة كوريا الشمالية والتي جاءت بعد أيام من إصدار مجلس الأمن الدولي حزمة عقوبات جديدة على بيونغ يانغ.
وأعلنت الرئاسة الكورية الجنوبية في بيان أن «الرئيسين اتفقا على ممارسة ضغوط أشد وأكثر عملانية... لجعل النظام الكوري الشمالي يدرك أن المزيد من الاستفزازات ستكلفه المزيد من العزلة الدبلوماسية والضغوط الاقتصادية التي ستقود إلى الانهيار». وتقول بيونغ يانغ إنها تحتاج للسلاح النووي للدفاع عن نفسها بوجه «عدائية» القوات الأميركية، وإنها تعقد العزم على بناء نظام صاروخي قادر على حمل رأس نووي والوصول إلى الأراضي الأميركية.
وأكد الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ - أون، الذي وصفه ترمب بـ«الرجل الصاروخ» في إحدى تغريداته، أن التجربة الصاروخية عززت «القدرات العسكرية النووية» لكوريا الشمالية، بحسب وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية. وأضاف كيم أن «الهدف النهائي هو تحقيق توازن قوى حقيقية مع الولايات المتحدة، وجعل القادة الأميركيين لا يتجرأون حتى على التفكير بعد اليوم بخيار عسكري ضد جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية».
ويرى خبراء أن البرنامج الصاروخي الكوري الشمالي حقق تقدماً سريعاً في عهد كيم جونغ أون، وأن تأثير العقوبات السابقة عليه كان محدوداً جداً. ويعقد مجلس الأمن الدولي الذي اعتبر التجربة الصاروخية التي أجرتها بيونغ يانغ الجمعة «استفزازية للغاية» اجتماعاً الخميس حول الحد من انتشار الأسلحة النووية يركز على تشديد العقوبات ضد النظام الكوري الشمالي، بحسب ما أعلن دبلوماسيون.
وسينعقد مجلس الأمن بالتزامن مع انعقاد الجمعية العمومية للأمم المتحدة التي يشارك فيها قادة العالم في مقر الأمم المتحدة، وسيلتقي ترمب على هامشها قادة اليابان وكوريا الجنوبية لبحث الأزمة.
على صعيد آخر، منحت الكويت سفير كوريا الشمالية لديها مهلة شهر لمغادرة البلاد بعدما قررت خفض مستوى التمثيل الدبلوماسي بين البلدين ووقف السماح بدخول عمال كوريين شماليين، بحسب ما أفاد دبلوماسي كويتي رفيع المستوى أمس.
وقال الدبلوماسي لوكالة الصحافة الفرنسية إن «الكويت منحت سفير كوريا الشمالية المعتمد لديها مهلة شهر لمغادرة البلاد، بعد أن طلبت من حكومة كوريا الشمالية تخفيض مستوى التمثيل الدبلوماسي إلى مستوى قائم بالأعمال». وأوضح أن التمثيل الدبلوماسي لكوريا الشمالية في الكويت «سيقتصر على رئيس البعثة الدبلوماسية بدرجة قائم بالأعمال، إلى جانب ثلاثة دبلوماسيين».
وذكر الدبلوماسي أن الكويت ستوقف منح تأشيرات الدخول لرعايا كوريا الشمالية، والتعاملات التجارية بين الجانبين، ورحلات الطيران نحو بيونغ يانغ، وذلك «تنفيذا لقرارات مجلس الأمن الخاصة بمقاطعة كوريا الشمالية». وتابع أن «عدد أفراد الجالية الكورية الشمالية يتراوح بين 2000 و2500 غالبيتهم من العمال، ولن نسمح لهم بالدخول مجدداً إلى الكويت بمجرد انتهاء عدة مشاريع قيد التنفيذ يرتبطون بها، وقد يتطلب إنهاؤها عاما أو عامين».
وفي 11 سبتمبر (أيلول)، صوت مجلس الأمن الدولي على فرض عقوبات جديدة على كوريا الشمالية بعدما أجرت بيونغ يانغ تجربة نووية سادسة. لكن رغم العقوبات، أطلقت كوريا الشمالية الجمعة صاروخاً باليستياً عبر أجواء اليابان للمرة الثانية في أقل من شهر.