ماجد عبد الله والكيمياء النووية

مهمة مدير المنتخب أو مدير أي فريق ليست كيمياء نووية أو من علوم الفضاء والذرة، بل هي مهمة تحتاج إلى شخصية كاريزمية أولاً لديها خلفية رياضية وليس بالضرورة أن يكون صاحبها لاعباً أساساً، بل هي مهمة إدارية بالدرجة الأولى هدفها الحفاظ على انضباطية المجموعة وبث الحماس فيهم وروح التآخي بينهم وحل مشكلاتهم النفسية قبل الإدارية. ومن مهام هذه الشخصية أن تكون صلة الوصل بين اللاعبين ومدربهم وبالتالي لا يفترض أن يكون من سيكلف بها صاحب سيرة ذاتية لها أول وليس لها آخر من الإنجازات الرياضية والإدارية، ولكنها إنْ توفرت ستكون عندها إضافة مهمة.
ولهذا باركت شخصياً للكابتن ماجد عبد الله تعيينه مديراً للمنتخب السعودي الذي سيشارك في كأس العالم في روسيا 2018، وهو لم يأتِ بديلاً ولا بدلاً عن طارق كيال الذي أعتقد أنه كان أحد أهم أسباب التأهل السعودي للنهائيات مباشرة، بل جاء كدعم إضافي ومعنوي تحديداً للاعبين بأن يكون مديرهم الساهر على راحتهم أحد أهم اللاعبين في تاريخ المملكة، وهو رجل أجمع الكل على دماثة أخلاقه وهدوئه وقدرته على تحليل الأمور بواقعية وبأقل قدر من العاطفية، وبالتالي هو رجل منطقي ولاعب ومحلل وإداري ونجم، أي أن كل الصفات المطلوبة متوفرة فيه ولم ولن أفهم سبب الهجوم عليه إلا من زاويتي أنه نصراوي وأنه قليل الخبرة كمدير لفريق، بينما من المفروض أن يتم دعمه كواحد من الأسماء التي لطالما طالبنا بوجودها في الساحة الكروية، ومن يتحجج أن المنتخب ليس ساحة تجارب ولا مكاناً للمغامرات (غير المحسوبة) أقول إن ماجد عبد الله تم تعيينه مديراً للمنتخب وليس مدرباً له، وهو لن يضع التشكيلة ولن يدرب اللاعبين ولا يبعد أحداً ولن يُقرب أحداً، وبالفعل باتت الضغوطات على الرجل كبيرة حتى قبل أن تمر 24 ساعة على خبر تعيينه لدرجة أن أحدهم قال إنهم سيحملونه لاحقاً وزر أية خسارة قد تحدث للمنتخب.
كرة القدم ليست رياضة واحد زائد واحد يساوي اثنين، بل هي لعبة فيها عشرات العوامل المتداخلة، ومن أولها وأهمها العامل النفسي والسيكولوجي وهو ما قد يتوفر في مدربين وإداريين وقد لا يتوفر في بعضهم، ومن ينجح مع مجموعة قد يفشل مع مجموعة أخرى بسبب هذه العوامل، لهذا فمن حق كل شخص أن تكون تجربته كاملة قبل أن يتم الحكم عليه بالنجاح أو بالفشل.
كل التوفيق لماجد عبد الله وللمنتخب السعودي في كأس العالم، فهو سفير لكل العرب وليس لبلاده فقط.