بروكسل تعرض على الرباط بناء سجن للمغاربة المتورطين بجرائم في بلجيكا

طرح بارت ديويفر، عمدة مدينة أنتويرب البلجيكية وزعيم حزب التحالف الفلاماني، أكبر الأحزاب المشاركة في الائتلاف الحكومي، على مسؤولين في الحكومة المغربية فكرة إنشاء سجن بلجيكي في المغرب يخصص لاستيعاب 1200 سجين مغربي يوجدون الآن بالسجون البلجيكية، بينهم 500 شخص لا يحملون أوراق إقامة رسمية.
وحسب ما جاء في تصريحات المسؤول البلجيكي والصحافة المحلية، فإن ديويفر بدأ محادثات مع المسؤولين المغاربة في الرباط مساء أول من أمس، وكان بصحبته عدد من المسؤولين المحليين والأمنيين، ووصف محادثاته التي أجراها في اليوم الأول من زيارته بأنها «بناءة». وأوضح المسؤول البلجيكي أن السلطات المغربية غير حريصة على تسلم السجناء المغاربة القابعين في سجون بلجيكا، بسبب الاكتظاظ الحاصل في المؤسسات السجنية داخل المغرب، وهو الأمر الذي جعل المسؤول البلجيكي يعرب عن استعداده لبناء مؤسسة سجنية بالمغرب، مقابل تسلم كل السجناء المغاربة، وقال إنه «يمكن التوصل إلى اتفاق في هذا الصدد يربح فيه الجانبان».
وتعيش في بلجيكا جالية مسلمة كبيرة تصل إلى نحو مليون شخص، ويشكل المغاربة والأتراك العدد الأكبر من بين هؤلاء.
ووفقا لما أظهرته أرقام إدارة السجون في يناير (كانون الثاني) الماضي، فإن عدد المحتجزين داخل السجون البلجيكية يصل في الوقت الراهن إلى 10.379 رجل وامرأة، وقد تم منح وزير العدل البلجيكي كوين جينس مهلة 6 أشهر لخفض عدد السجناء إلى 10 آلاف سجين، على اعتبار أن الوضع في سجون بروكسل أصبح مثيرا للقلق، خصوصا بعد أن تم وضع نحو 900 سجين داخل سجني «فورست» و«سان جيل»، علما بأن هذين الأخيرين لا يتوفران إلا على 759 سريرا. أما في فلاندرز، فإن الوضع لا يختلف كثيرا، وذلك بسبب وجود اكتظاظ في الزنزانات وصل إلى 60 في المائة تقريبا بأنتويرب، و40 في المائة في تيرموند، بينما يشهد معدل الاكتظاظ في جنوب البلاد انخفاضا طفيفا؛ إذ يصل إلى 12.9 في المائة.
يذكر أنه في مطلع العام الحالي تم نقل آخر السجناء بسجن تيلبورغ في هولندا، وكانت بلجيكا تستأجر هذا السجن منذ فبراير (شباط) 2010 من أجل الحد من الاكتظاظ في السجون.