غليان في الأهلي بعد الخروج من «الآسيوية»

في الوقت الذي ألقت فيه أزمة خروج الفريق من البطولة الآسيوية بظلالها على النادي، أكد مصدر أهلاوي مسؤول لـ«الشرق الأوسط» أنه لا صحة لاتجاه إدارة النادي الأهلي برئاسة الأمير فهد بن خالد إلى إلغاء عقد مدرب الفريق الأول لكرة القدم الأوكراني سيرغي ريبوروف وجهازه المعاون على خلفية الخسارة من فريق بيرسبوليس الإيراني بثلاثة أهداف مقابل هدف في إياب دور الثمانية لدوري الأبطال الآسيوي، التي ودع على أثرها الفريق البطولة القارية.
وأشار المصدر إلى أن المرحلة الحالية حرجة ومهمة في الوقت نفسه في ظل دوران عجلة المنافسات، التي تتطلب الهدوء من الجميع ومناقشة الأخطاء التي وقع فيها الفريق خلال مواجهتي الذهاب والإياب في البطولة، والعمل على تلافيها خلال المرحلة المقبلة، مضيفا أن هناك أخطاء واضحة ظهرت خلال المواجهات الماضية سواء في البطولة الآسيوية أو الجولتين اللتين لعبهما الفريق في مسابقة دوري المحترفين السعودي، ويتحملها الجميع دون استثناء.
ورفض المصدر إلقاء اللائمة على طرف دون آخر، وقال إن هناك اجتماعا خلال الساعات المقبلة لمناقشة الجهاز الفني للفريق بقيادة ريبوروف والوقوف على أسباب الخسارة التي مني بها الفريق وتكلفتها الخروج من البطولة الآسيوية من دور ربع النهائي.
من جانبه، أبدى الأمير فهد بن خالد، رئيس مجلس إدارة النادي الأهلي، أسفه لخروج الفريق الكروي الأول بالنادي من دور الثمانية لدوري أبطال آسيا. وقال: «لسنا راضين عن المستوى أو النتيجة. الجميع يتحمّل المسؤولية؛ من إدارة وجهاز فني وإداري ولاعبين، ولا عذر للخسارة، ونشعر جميعاً بمرارة الخروج بهذا الشكل غير المقبول إطلاقاً».
وأنهى الأمير فهد تصريحه قائلا: «علينا جميعاً التركيز في المواجهات المهمة المقبلة للفريق، التي ستبدأ بمواجهة النصر الأحد المقبل ضمن دوري المحترفين السعودي، وتصحيح الأخطاء، وعلى الجميع تحمل المسؤولية كاملة احتراماً للكيان الأهلاوي وجماهيره الوفية».
وكانت جماهير النادي الأهلي قد صبت جام غضبها على مسؤولي النادي ومدرب الفريق بشكل أكبر بعد الخسارة من الفريق الإيراني نتيجة للأخطاء الواضحة التي وقع فيها كل طرف وظهرت منذ لقاء الذهاب ولم يتم التعامل معها بشكل مثالي، مطالبين بالتصحيح خلال المرحلة المقبلة.
وأكدت شريحة كبيرة من الأهلاويين أن الاستغناء عن مدرب الفريق السابق السويسري كريستيان غروس وجهازه المساعد من قبل مسيري النادي في ظل الوقت الضيق بين نهاية الموسم الماضي وانطلاقة الموسم الحالي التي يستهلها الفريق بالمشاركة الآسيوية، كان أحد أهم الأسباب في الشكل الذي ظهر به الأهلي في مباراتين مفصليتين من البطولة القارية.
ويرى الجميع أنه كان من الأولى التمسك بالجهاز الفني السابق ومنح الفريق الاستقرار الفني المطلوب، بجانب تدعيم صفوف الفريق بالعناصر الأجنبية التي تعزز خطوط الفريق، خصوصا في عمق خط الدفاع، ومحور خط الوسط الدفاعي، وصناعة الألعاب، بدلا من جلب عناصر أجنبية في نفس مراكز لاعبين محليين مميزين في الأهلي ولا تحقق الإضافة المطلوبة.
من جانبه، حمل مدرب الأهلي سيرغي ريبوروف نفسه مسؤولية الخسارة الآسيوية التي لحقت بالفريق أمام بيرسبوليس الإيراني، وقال في تعليقه عقب المباراة إنه بما أنه مدرب الفريق والمسؤول عن تصحيح الأخطاء الفنية التي تقع، فهو المسؤول عن هذه الخسارة، رافضا أن يلقي باللائمة على لاعب بعينه دون آخر، فالجميع يتحمل الأخطاء التي وقعت في المباراة.
و قال المدرب: «أنا حزين للغاية لما حدث في المباراة، والخروج من البطولة، لأن فريقي كان الأقرب للتأهل، وليس لدينا إلا أن نكمل عملنا والإعداد جيدا للمواجهات المقبلة».
وأكد أهمية المباريات المقبلة لفريقه الأهلي، وقال: «ليس لدينا مجال للحديث عن مباراة بيرسبوليس الإيراني، فهي صفحة وطويت، وعلينا التفكير في المقبل، وأن نعود بشكل أقوى».
واختتم حديثه بأن الفريق لم يجد التعامل مع المباراة بالشكل المطلوب؛ «خصوصا بعد أن نجحنا في تسجيل هدف التعديل، وكان علينا التحكم في وتيرة اللقاء، والاحتفاظ بالكرة بشكل أكبر وعدم الاستعجال».
وكانت حالة من الحزن والحسرة قد انتابت جميع أفراد البعثة الأهلاوية منذ نهاية المباراة وحتى المغادرة من أبوظبي إلى جدة؛ حيث التزم الجميع الصمت.
من جهة أخرى، فرض الجهاز الفني لفريق الأهلي بقيادة ريبوروف حصة تدريبية للاعبين مساء أمس الأربعاء على «ملعب الأمير محمد العبد الله الفيصل» رغم أن البعثة وصلت إلى جدة فجر أمس الأربعاء.
وأدت العناصر التي شاركت في لقاء بيرسبوليس الإيراني تدريبات استرجاعية، بينما أدت بقية اللاعبين تدريبا فنيا مطولا، تحضيرا لمواجهة النصر الأحد المقبل على «ملعب الجوهرة المشعة» بمدينة الملك عبد الله الرياضية بجدة، ضمن مواجهات الجولة الثالثة لدوري المحترفين السعودي.