فينغر يطالب بإلغاء قانون اللعب المالي النظيف

لم يعد الفرنسي أرسين فينغر المدير الفني لنادي آرسنال الإنجليزي يثق في أحد المبادئ التي طالما أمن بها، والآن بات يدعو إلى إلغاء قانون اللعب المالي النظيف، بعدما رأى أن الكثير من الأندية وجدت الطريق لالتفاف حول هذا القانون.
إحدى قواعد الاتحاد الأوروبي لكرة القدم وجعلتها غير ذات قيمة. ويشعر فينغر بأنه «لكي يستمر الدوري الإنجليزي كأفضل دوري في العالم، يجب اتخاذ قرار بعدم التقييد بحدود مالية محددة».
ويفكر فينغر مليا بشأن باب الانتقالات الصيفي الجامح الذي يرى أنه مكن نادي ليفربول من انتزاع اللاعب أليكس أوكسلاد تشامبرلين من فريقه في اليوم الأخير بمبلغ قدره 35 مليون جنيه إسترليني في 31 أغسطس (آب) الماضي. وكان لاعب خط الوسط منتظما في اللعب مع آرسنال قبل هذا التاريخ بأربعة أيام فقط في المباراة التي شهدت هزيمة الفريق بملعب أنفيلد بنتيجة 4 - صفر. وصرح فينغر بأنه لم يكن يعرف ما إذا كان نادي ليفربول قد تحدث مع تشامبرلين في الساعات التي سبقت ضربة البداية في تلك المباراة، ويتمنى ألا يكون قد حدث ذلك. في الحقيقة، لم تخرج تلك الكلمات من فينغر بشكل عصبي أو في صورة اتهام، بل كانت تعكس واقعا ملموسا. وباختصار، فإن استقطاب لاعب من خلف ظهر ناديه بات جزءا من اللعب الحديث، فالجميع بات يفعل ذلك. لكن فينغر لم يرد تجاهل ما يعتبره ثغرات في قانون الاتحاد الأوروبي للعب المالي النظيف.
وبسؤاله عما إذا كانت له وجهة نظر بخصوص الشكوى التي تقدم بها رئيس الاتحاد الإسباني لكرة القدم، خافيير تيباس، إلى رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم بخصوص ما أنفقه ناديا باريس سان جيرمان ومانشستر سيتي خلال موسم الانتقالات الصيفي الحالي واختراق قانون اللعب المالي النظيف. فقد كسر نادي باريس سان جيرمان الرقم العالمي للانتقالات بشرائه للبرازيلي نيمار من نادي برشلونة مقابل 198 مليون جنيه إسترليني (222 مليون يورو)، في الوقت الذي حصلوا فيه على كيليان مبابي من نادي موناكو على سبيل الإعارة لمدة عام واحد مع إتاحة شرائه بصورة نهائية مقابل 166 مليون جنيه إسترليني. ويحقق الاتحاد الأوروبي لكرة القدم في صفقة باريس سان جيرمان، وإن كان لا يحقق في صفقة نادي مانشستر سيتي الذي هدد رئيس الدوري الإسباني بمقاضاته قضائيا. ولذلك فإن لفينغر رأيه الخاص الذي عبر عنه بصوت عال قائلا: «اللعب المالي النظيف يثير تساؤلات جديدة. كثيرا ما دافعت عن هذا القانون، لكن الآن لم أعد مقتنعا بأنه علينا الاستمرار في العمل في ظله. ربما تكون كرة القدم حاليا على عتبة استثمارات مالية ضخمة، وأصبحت أضخم وأقوى رياضة في العالم. لكن هل يعنى ذلك أنه علينا فتح الباب على مصراعيه أمام تلك الاستثمارات؟ علينا إثارة هذا السؤال، على الأقل في الوقت الحالي. يبدو وكأننا وضعنا قوانين لم يعد من الممكن احترامها. وليس هناك أسوأ من وضع قوانين لا تحترم». وأضاف: «ربما نقف على مفترق طرق ويتحتم علينا التفكير: هل نفتح الباب بحرية على مصراعيه لكي يستثمر فيه البعض مثلما يفعل الصينيون والأميركان الذين يتطلعون إلى الاستثمار هنا في إنجلترا؟ إن أردنا أن نستمر كأفضل دوري في العالم، فهذا هو الطريق الذي يتحتم علينا المضي فيه. هل ينبغي علينا التخلص من قانون اللعب المالي النظيف؟ أعتقد ذلك، لأن هناك الكثير من الطرق القانونية للالتفاف حوله، ولذلك يجب أن نثير التساؤل حول جدواه. ففي الوقت الحالي، يبدو الأمر وكأنك تستطيع شراء أندية في الصين والحصول على لاعبين من هناك ثم شراء البعض الآخر من أندية أخرى، ثم جلبهم إلى هنا بعد ذلك، وبذلك تستطيع الالتفاف على لوائح الاتحاد الأوروبي. هل أنا مقتنع بأن القوانين في الوقت الحالي قوية بما يجب لكي تجبرك على احترامها؟ أنا غير متأكد من ذلك».
ويشير فينغر إلى أن الالتفاف من خلف ظهر الأندية ظهر في الوقت الذي كان يؤيد فيه المطالب بإغلاق باب الانتقالات الصيفية قبل بداية الموسم في الدوري الإنجليزي. وقال فينغر: «أنت تجلس هناك قبل بداية المباريات، وفي عقول اللاعبين لا ترى وضوحا في الرؤية. هل سيستمرون في الفريق؟ هل سيرحلون؟ هل الأمر بين بين؟ هل هناك من يلعب بعقولهم بعد الظهيرة ليقنعهم بالرحيل عن أنديتهم؟».
وبسؤال فينغر عما إذا كان أي لاعب من فريقه في غرفة تغيير الملابس بنادي ليفربول قد جرى إقناعه قبل المباراة بالرحيل عن ناديه من خلف ظهر مسؤولي النادي؟ فقد كان من الواضح أن السبب في إثارة هذا السؤال يرجع إلى تشامبرلين، وكانت إجابة فينغر: «لا أعرف».
هل هذا ما أثار شكه؟ وتساءل فينغر: «هل هناك من استقطب اللاعب ليفعل ذلك!.. بالطبع، لكن هل حدث هذا قبل مباراة ليفربول أو يوم المباراة؟ أشك في ذلك، ولا أتمنى أن يكون هذا ما حدث، وإن حدث فلا مجال لتجنبه. فرنسا لعبت أمام هولندا في اليوم الأخير للتعاقدات، هل تعتقد أن يكون لاعب فرنسي أو هولندي قد تلقى مكالمات تليفونية في فترة ما بعد الظهيرة للتأكد من استعدادهم للانتقال أو البقاء؟ نحن ليس بالسذاجة لتصديق ذلك».
وأصر فينغر على أنه لم يندم على أنه بدأ مباراته أمام ليفربول باللاعب تشامبرلين، وقال: «لو أنني كنت لاعب كرة، سأتمكن من اللعب جيدا حتى لو أن هناك عرضا من الفريق الذي أمامي يدور برأسي. لا أعتقد أن ذلك يمكن أن يمنعك من أن تجيد في اللعب. ولا أعتقد أن أداءه كان أسوأ من غيره بالفريق على أرض الملعب».
وعاد فينغر ليؤكد على أنه من أول أنصار إلغاء فترة الانتقالات الصيفية قبل بداية انطلاق الموسم لأن استمرارها والمنافسات تدار يتسبب في تشتيت اللاعبين.
وكان أليكسيس سانشيز مهاجم آرسنال وفيليب كوتينيو صانع لعب ليفربول بين عدة لاعبين أخفقوا في الرحيل إلى أندية يرغبون فيها في فترة الانتقالات الصيفية التي انتهت في 31 أغسطس وقد يسعون لذلك في فترة الانتقالات الشتوية في يناير (كانون الثاني).
ويعتقد فينغر أن هؤلاء اللاعبين لن يلتزموا بشكل كامل مع أنديتهم لأنهم سيدخلون في مفاوضات مع فرق أخرى، وقال: «سيبدأ اللاعبون في التفكير.. ما هي وجهتي المقبلة في يناير؟ هذه ليست طريقة تدار بها كرة القدم في أي ناد».
وتابع: «نحن هنا من أجل إسعاد الناس ويمكنك أن تفعل ذلك عندما تكون المجموعة على قلب رجل واحد وتسعى لتحقيق أشياء سويا ولا ينسجم هذا الأمر مع تفكير أي لاعب في خطوته المقبلة».
وكان عدد من مدربي الدوري الممتاز أبدوا سابقا دعمهم لفكرة إنهاء فترة الانتقالات الصيفية قبل انطلاق الموسم وهو ما ايده الاتحاد الإنجليزي وسيعمل به بداية من العام المقبل. وقال فينغر إن وجود فترة انتقالات واحدة في نهاية الموسم سيضمن التزاما وتركيزا كاملا من اللاعبين خلال الموسم..يجب أن نحافظ على القيم والاداب التي تحكم الرياضة. نشتكي جميعا اليوم بأن كرة القدم أصبحت تجارة أكثر من أي شيء لكننا نستطيع القيام بأشياء حيال ذلك. لدينا هذه المسؤولية تجاه اللعبة».
وتابع: «لا يمكن أن يكون لديك لاعب يستعد لمباراة مصيرية وهو يتحدث في الهاتف حتى الرابعة صباحا.. ويفكر هذا سأنتقل أم لا؟ وما هو مقابل الانتقال؟ وإلى أين سأذهب؟»
وأضاف: «الوضع المثالي أن تنتهي فترة الانتقالات قبل 48 ساعة من أول مباراة في الدوري وأن تلغى فترة الانتقالات الشتوية».