دي ميستورا يشير إلى «قرب نهاية الحرب»

قال المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا إن ما يحصل من اقتراب هزيمة «داعش» في معاقله الأخيرة هو بداية نهاية الحرب السورية، لكنه حذر من تبعات غياب التسوية السياسية في البلاد. وأوضح في حديث إلى «هيئة الإذاعة البريطانية» (بي بي سي) أمس: «ما نراه في رأيي هو بداية نهاية هذه الحرب. وما نحتاج لضمانه هو أن يكون هذا بداية للسلام كذلك، وهذا هو التحدي في اللحظة الراهنة».
ولفت المبعوث الأممي إلى أن ثلاث مناطق في سوريا لا تزال بعيدة عن الاستقرار، وهي الرقة ودير الزور وإدلب، متوقعا هزيمة تنظيم داعش في آخر معاقله في غضون الأسابيع القليلة المقبلة، بحسب نص وزعه موقع «روسيا اليوم».
وإذ توقع سيطرة قوات النظام بدعم روسي على دير الزور نهاية الشهر الجاري، أشار إلى أن «قوات سوريا الديمقراطية» ستسيطر بدعم أميركي على الرقة في نهاية الشهر المقبل، مشيرا إلى أن إدلب لا تزال «مليئة بعناصر جبهة النصرة، وهي نفس تنظيم القاعدة». وحذر دي ميستورا من احتمال عودة المسلحين، كما حدث في العراق، في غياب عملية سياسية تؤدي إلى تشكيل حكومة شاملة في سوريا. وأضاف: «كنت في العراق حين هُزم تنظيم القاعدة. ثم عاد التنظيم أقوى. لماذا؟ لأنه لم تتشكل حكومة شاملة في الوقت المناسب لضمان مشاركة الجميع، وخاصة المجتمع السني، وهو الأغلبية في سوريا».
وشدد المسؤول الأممي على ضرورة عمل المجتمع الدولي على تسهيل مفاوضات بين الأطراف السورية، وربما إجراء انتخابات في سوريا في غضون عام. وقال: «بعد (تحرير) الرقة ودير الزور، وهذه قضية أشهر قليلة، سنواجه لحظة حق. وإذا ساعد المجتمع الدولي الحكومة والمعارضة كليهما من خلال دفع الحكومة لقبول مفاوضات جدية، ففي غضون عام قد يتسنى إجراء انتخابات ذات مصداقية حقيقية».
إلى ذلك، أعلنت السلطات في كازاخستان أن جولة جديدة من محادثات السلام بين النظام السوري والمعارضة ستجري في أستانة يومي 14 و15 الشهر الجاري بهدف تعزيز مناطق خفض التوتر. وأوضحت وزارة الخارجية الكازاخستانية في بيان أن «المشاركين يعتزمون تأكيد حدود مناطق خفض التوتر في إدلب وحمص والغوطة الشرقية».
ولم يذكر البيان منطقة خفض توتر رابعة في جنوب البلاد حيث تخشى إسرائيل والولايات المتحدة تدخلا إيرانيا بعد وقف إطلاق النار المبرم برعاية موسكو وواشنطن في يوليو (تموز) الماضي.
وجاء في بيان الخارجية الكازاخية: «تعتزم الأطراف الضامنة إقرار خرائط موحدة ترسم حدود مناطق وقف التصعيد في إدلب وحمص والغوطة الشرقية، كما سيقرّون كذلك صيغة عمل مركز التنسيق المعني بمتابعة الوضع في هذه المناطق، ويشكلون فريق عمل يكلّف بمتابعة الإفراج عن الموقوفين وتحرير الرهائن، وتبادل تسليم جثث القتلى والبحث عن المفقودين».
وأضافت: «أكد ممثلو الدول الضامنة أن اجتماعاتهم التي اتفقوا على استئنافها في أستانا يومي الـ14 والـ15 من الشهر الجاري، ستبحث جملة من القضايا ذات الأهمية، وفي مقدمتها الاتفاقات الناظمة لنشاط قوات الرقابة على استمرار وقف التصعيد، وتحديد مكوّن قوة الرقابة على وقف التصعيد في إدلب».